خبر كتف امريكية باردة..ليست أكثر من « قلقة »- يديعوت

الساعة 08:22 ص|12 سبتمبر 2011

كتف امريكية باردة..ليست أكثر من "قلقة"- يديعوت

بقلم: دوف فايسغلاس

الاسرائيلي الذي يصادف وجوده هذه الايام في واشنطن سيسمع، لشدة الاسف ولكن ليس لشدة المفاجأة، اقوالا غير لطيفة في الموضوع الاسرائيلي. شيء ما فسد جدا وخرب. يتحدثون عن اسرائيل تقريبا دون محبة. الاقوال التي نسبت الى روبرت غيتس، وزير الدفاع حتى وقت قصير مضى، تنديدا لرئيس الوزراء نتنياهو، هي تعبير عن المشاعر وليس الوعي.

منذ الازل كان لاسرائيل خلاف مع الولايات المتحدة، وفي مواضيع عديدة، ولكن بشكل عام، العلاقة العاطفية بين الدولتين لم تتأثر بذلك: العطف، الصداقة والتقدير سادت بين الشعبين وبين الحكومتين، وهذه طورت، بمحبة وتفانٍ، من قبل الجالية اليهودية الامريكية. ولكن يخيل أن في هذا الوقت كل شيء يتغير: في احاديث عن سياسة اسرائيل باتت تستخدم على نحو متزايد تعابير مثل: "نكران الجميل"، "غرابة"، "الحاح" بل و "غباء"، وما شابه من التعابير المقلقة.

لعشرات السنين ترعى الولايات المتحدة، بتصميم جدير بالثناء، الا يحل ضر باسرائيل: بل واحيانا طالبت اسرائيل "رعاية" أكثر مما حظيت بها، ولكن دوما حين كانت تستنجد – تستجاب.

الرعاية الاستراتيجية الامريكية قد تكون اهم الذخائر السياسية لاسرائيل. دول معادية لاسرائيل كانت تحتسب خطواتها في العلاقة معها بحذر يستدعيه مستوى توقع الولايات المتحدة؛ في الساحة الدولية بقيت اسرائيل بفضل موقف امريكي متصلب: مسائل ميثاق منع انتشار السلاح النووي، عبر التنديدات المتوقعة في مجلس الامن، وانتهاءا بالابعاد عن أحداث رياضية او ثقافية دولية.

هل سيقلص انخفاض العطف لاسرائيل الاستعداد الامريكي لانقاذها ممن يسعون الى ضرها؟ هكذا يعتقد، على الاقل، اردوغان، رئيس وزراء تركيا.

أردوغان هو سياسي متصلب، داهية ولكنه ذكي؛ يريد لاعتباراته هو سوء العلاقات مع اسرائيل، ولكن علاقات تركيا مع الولايات المتحدة مهمة له جدا، لاعتبارات الناتو وغيرها الكثير من الاعتبارات: بقدر ما شدد التهديدات تجاه اسرائيل، حرص دوما على النظر نحو واشنطن وفحص حدود صبرها. وهو يتذكر ردا امريكيا غاضبا بعد تصويته في الامم المتحدة في الموضوع الايراني، سواء تجاهه شخصيا أم تجاه بلاده. وهو فهيم لدرجة الا يخطيء مرة اخرى في هذا الشأن. وضمن امور اخرى يقوم السفير التركي في واشنطن، الدبلوماسي المقدر جدا والمحبوب هناك، بدور مركزي في ادارة الازمة التركية – الاسرائيلية.

ومع ذلك يتبين بان اردوغان لم يخشى من رد امريكي حقيقي حين هدد اسرائيل باستخدام القوة البحرية؛ فقد قدر بالاحرى بان هذه لن تخرج عن "الاعراب عن القلق". نحن فقط، الاسرائيليين، علينا أن نقلق جدا من أن تهديدا عسكريا مبطنا على اسرائيل من جانب عضو في الناتو نجح فقط في أن "يقلق" الولايات المتحدة.

سبب الاسباب لكل ما يجري هو الجمود السياسي الاسرائيلي – الفلسطيني. جمود يجبر الامريكيين على المبادرة، الاقتراح، طرح الافكار، الوساطة، المجيء، الرجوع، ارسال المبعوثين – لان يردوا خائبين، لا يفشلوا، لان يهانوا بشكل منهاجي؛ والمواجهة الجوهرية أدت، على نحو شبه محتم، الى أزمات سلوك مثيرة للغضب مثل: خطاب حاد في مجلس النواب ومزايدة علنية من جانب الرئيس. رفض اقتراح التسوية الامريكية لازمة مرمرة، او، للدقة، قبول الاقتراح وبعد ذلك الندم، كلها لم ترفع من شهية الولايات المتحدة على التورط مع التركي المهدد.

ولكن اساس الاسس بقي كما كان: كلما ركزت اسرائيل على مساعيها للتملص من المفاوضات الحقيقية والهامة مع الفلسطينيين هكذا ستكثر الاسباب لفقدان المحبة الامريكية. والى الكتف الامريكية المتبعدة عن اسرائيل ينظر بدهشة، وربما بأمل، الاردن، مصر، دول الجامعة العربية، العالم الاسلامي وعلى أي حال أيضا دولة فلسطين التي ستقوم في حدث كثير المشاركين سيعقد قريبا.