خبر أردوغان: سنتصدى لـ« إسرائيل » وبحريتنا جاهزة لأسوأ الاحتمالات

الساعة 08:04 ص|12 سبتمبر 2011

أردوغان: سنتصدى للعربدة الإسرائيلية وبحريتنا جاهزة لأسوأ الاحتمالات

فلسطين اليوم-وكالات

اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن إسرائيل تتعامل مع البحر الأبيض المتوسط كما لو كان بحيرة تابعة لها، مشيراً إلى أن نشر تركيا بوارجها لحماية سفنها لا يعني أن شبح الحرب يخيم على المنطقة، لكنه شدد على أن البحرية التركية جاهزة لأسوأ الاحتمالات.

وقال أردوغان، في حوار أجراه معه الزميل فهمي هويدي وتنشره جريدة «الشروق» المصرية اليوم، رداً على سؤال حول ما يدور في إسرائيل من حديث عن «عودة شبح الحرب»، إن تركيا لم تفاجأ بهذا التصعيد، موضحاً «منذ قامت إسرائيل بالهجوم على سفينة الإغاثة المتجهة إلى غزة، أعلنا موقفنا بوضوح وحددنا طلباتنا التي تمثلت أولاً في الاعتذار للشعب التركي وحكومته، وثانياً تعويض أسر ضحايا الحادث، وثالثاً إنهاء حصار غزة غير الإنساني وغير القانوني، لكن البعض لم يأخذ كلامنا على محمل الجد، بالرغم من أننا كنا نعني ما نقول».

وأضاف أنه «لم يتغير شيء في موقفنا الذي أعلناه منذ نحو أكثر من عام، لكن لدينا مشكلتان تفسران مسألة (المفاجأة)... الأولى أن إسرائيل اعتادت على ألا تحاسب على تصرفاتها... والثانية أنها تحولت بمضي الوقت إلى طفل مدلل أفسده المحيطون به، فلم تكتف بممارسة إرهاب الدولة بحق الفلسطينيين، وإنما أصبحت تتصرف برعونة تفتقد إلى المسؤولية، وتستغرب أن يحاول أي أحد أن يدعوها إلى احترام غيرها واحترام القوانين السارية».

ولفت أردوغان إلى أن «إسرائيل بعقليتها التي أشرت إليها لا تريد أن تعترف لا بأخطائها ولا بأن العالم من حولها تغير. لا تريد أن تفهم أن في تركيا نظاماً ديموقراطياً حريصاً على أن يعبر عن ضمير الشعب وأشد حرصاً على أن يدافع عن كرامته. وفي الوقت ذاته فهي لم تستوعب جيداً حقيقة التغيرات التي حدثت في العالم العربي، حين سقطت بعض أنظمته المستبدة واستردت الشعوب وعيها ورفعت صوتها عالياً، مدافعة أيضاً عن الحرية والكرامة. بل إن إسرائيل باتت رافضة حتى للإنصات لبعض الأصوات العاقلة في الغرب التي أدركت حقيقة متغيرات المنطقة ودعتها إلى الاعتذار لتركيا عما فعلته بحق أبنائها الذين قتلتهم».

وحول تقرير الأمم المتحدة بشأن الهجوم على «أسطول الحرية»، قال أردوغان إن «هذا التقرير لا قيمة له، وهو عار على واضعيه وعلى الجهة التي أصدرته، ويكفي أنه أضفى شرعية على الحصار، بما يفتح الباب لقبوله بشرعية الاحتلال، ثم أنه اتسم بالتناقض ليس فقط في المعلومات التي أوردها، ولكن أيضا مع ميثاق الأمم المتحدة ذاته، لذلك فإننا لن نعترف به، وسنلجأ إلى العدالة الدولية للدفاع عن حقوقنا كحكومة وشعب، ولدينا من الوثائق والتقارير التي تدين الجريمة الإسرائيلية بصورة قطعية».

وأضاف إن «تركيا طول الوقت، استجابت للرغبة في تأجيل صدور التقرير لإتاحة الفرصة لتسوية الموقف ودياً مع إسرائيل، ولكن حكومة تل أبيب واصلت الإعلان عن رفضها تقديم الاعتذار، ثم طلبت تأجيل إصدار التقرير لستة أشهر أخرى... وحين سربت الصحافة الأميركية مضمون التقرير كان لا بد أن ترد تركيا. وبالتالي فإنها أعلنت عن إجراءاتها الخمسة التي تضمنتها الخطة (ب) المعدة سلفاً ضمن استراتيجية التعامل مع الملف، وفى مقدمتها خفض التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السكرتير الثاني، بما يعني طرد السفير ونائبته ومَن دونهما حتى تلك الدرجة، وتجميد الاتفاقات العسكرية مع إسرائيل، وتحريك البوارج العسكرية لحماية البواخر التركية في المياه الإقليمية شرقي البحر المتوسط، وتبني القضايا التي ترفعها أسر الشهداء ضد إسرائيل أمام العدالة الدولية».

ورأى أردوغان أنه من خلال الهجوم على السفينة «مرمرة» فإن إسرائيل «تعاملت مع البحر المتوسط وكأنه بحيرة إسرائيلية حكر عليها. وكان لا بد لنا وللمجتمع الدولي أيضا أن يردها إلى صوابها. وكل ما قلناه أن بوارجنا الحربية ستحمي السفن التركية من الاعتداء أثناء مرورها بالمياه الدولية، وهذا حقنا المشروع ليس لأحد أن يعترض عليه، لكن ذلك أغضب إسرائيل التي أرادت أن تدافع عن استيلائها على المياه الدولية في شرق المتوسط»، مستبعداً في الوقت ذاته احتمال أن تفتح هذه الخطوة الباب لاحتمال الاحتكاك مع البحرية الإسرائيلية التي قد تحاول استفزاز تركيا واستدراجها إلى مواجهة عسكرية، لكنه شدد على أن البحرية التركية مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات وأسوأها.

ورداً على سؤال حول مضمون الخطة «ج» للرد على إسرائيل، قال أردوغان «إننا لا نريد أن نستبق، لأن الإعلان عن الخطة وثيق الصلة بردود الأفعال الإسرائيلية، ومدى استعدادها للقبول بحل منصف وعادل يحفظ لتركيا حقوقها وكرامتها. وما أستطيع أن أقوله في هذه الجزئية أننا ملزمون بأربعة أمور هي: الحفاظ على كرامة وحقوق الشعب التركي الذي أولانا ثقته وتعين علينا ألا نفرط في دمائه التي أهدرها الجيش الإسرائيلي، ووقف الاستهتار والعربدة من قبل إسرائيل التي اعتادت أن تدوس على القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، ثم التمسك في تحقيق المطالب التركية بطرق أبواب العمل السياسي والدبلوماسي وبالاحتكام إلى العدالة الدولية، وأخيرا فإننا نتمسك بإنهاء الحصار المفروض على غزة لتعارضه الفادح مع القانون الدولي».