خبر إنذار مصري لإسرائيل.. ساطع نور الدين

الساعة 07:53 ص|12 سبتمبر 2011

إنذار مصري لإسرائيل.. ساطع نور الدين

تكاد ردود الفعل المصرية، غير الرسمية طبعا، على اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة مساء يوم الجمعة الماضي تقول إن الإسرائيليين نالوا ما يستحقون، وتلقوا ضربة سياسية موجعة، لكنها لا تزال أقل إيلاما من سقوط ستة جنود مصريين قتلتهم القوات الإسرائيلية بدم بارد في سيناء الشهر الماضي، من دون أن تعتذر أو أن تشعر بالحرج.. وأن تدرك أن مصر تغيرت.

على المستوى الرسمي المصري كان هناك استفظاع للحدث الأول من نوعه في تاريخ العلاقات مع إسرائيل. وكان هناك حرص طبيعي من المجلس العسكري والحكومة على الإدانة وعلى التعهد بحماية السفارة والوفاء بمعاهدة فيينا وأيضا الالتزام بمعاهدة كامب ديفيد، وطبعا على معاقبة المسؤولين عن اقتحام السفارة والعبث بمحتوياتها. الدولة تكلمت بمنطق الدولة، لكي لا تفلت الأمور، ويسيب القانون... الذي ينص على التعامل مع الحدث باعتباره حركة احتجاجية شعبية، يمكن أن تحصل في أي بلد في العالم، ويكون العقاب للمحتجين يومين في السجن لا أكثر.

هذا في العلن، أما في الخفاء فقد تم التعامل مع الحدث بصفته إنذارا لإسرائيل من مغبة التطاول على مصر وجنودها وكرامتها، وتحذيرا من أن الشعب المصري لن يتهاون بعد الآن مع اي اعتداء اسرائيلي، وهو مستعد للتفكير ليس فقط في طرد السفير الإسرائيلي بل في قطع العلاقات نهائيا بين الدولتين مهما كلف الأمر.. والجمهور المصري بغالبيته الساحقة يعرف جيدا أن الكلفة لم تعد عالية جدا، فلا هي مرتبطة باستقرار النظام الذي يستمد شرعيته الكاملة من الداخل، ولا بازدهار الاقتصاد الذي يسير في اتجاه الاعتماد على قدرات مصر وإمكاناتها وكفاءاتها الهائلة التي يمكن أن تفرض نفسها على العالم كله.

الحذر الوحيد، المشترك بين الدولة وبين الجمهور هو أن الجميع شعر ببعض القلق من تخلي المتظاهرين الذين اقتحموا السفارة عن منطق سلمية الثورة، ليس فقط في الهجوم على بعثة اسرائيل الدبلوماسية في القاهرة، بل ايضا في الهجوم على مديرية أمن الجيزة وإحراقها ليلا، والهجوم على مبنى وزارة الداخلية نهارا، وهو ما توقف عنده كثيرون من المصريين اكثر مما توقفوا عند رد الفعل الاسرائيلي او الأميركي على توجيه الإنذار المصري الشعبي الى الكيان الصهيوني، حسب التوصيف الذي استعيد مجددا في اليومين الماضيين في القاهرة.

كان ذلك الإنذار الى اسرائيل ذروة يوم مصري مميز، ونهاية حقبة في العلاقة بين الدولتين: في البداية استرد المدنيون والليبراليون الشارع من الإسلاميين، وتمكنوا من تصويب مسار الثورة التي كاد الاخوان والسلفيون يسلبونها، ودحضوا الأكذوبة القائلة ان الصراع مع العدو الاسرائيلي حكر على اصحاب العمائم واللحى، الذين أثبتوا، في كل مكان عربي، مهاراتهم في إشعال الفتن الداخلية اكثر من خوض المواجهات مع الإسرائيليين.

كان يوما مصريا مؤثرا أكد أن الثوار المصريين، والسوريين والأردنيين والفلسطينيين وغيرهم.. سيكون لهم بالتأكيد حساب مختلف مع اسرائيل، غير الحساب الذي تقيمه الأنظمة الحاكمة او حركات الفتنة الإسلامية.

-عن السفير اللبنانية