خبر عندما تجمد القناة الفلسطينية يشتعل الشارع العربي- هآرتس

الساعة 07:58 ص|11 سبتمبر 2011

عندما تجمد القناة الفلسطينية يشتعل الشارع العربي- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: التقدم في مسيرة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين له تأثير كبير سلبي أو ايجابي في الشارع العربي والاسلامي عامة - المصدر).

        بعد وقت قصير من احتلال جموع المصريين ميدان التحرير، اقترح مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على مسؤول رفيع في حكومة نتنياهو الاستعداد لتحول في علاقة مصر مع اسرائيل. وقدّر الرجل على مسامع محادثه الاسرائيلي أن حركة الاحتجاج المصرية لن تكتفي بتغيير النظام في القاهرة. وتوقع انه اذا لم يحدث تغيير في نظام الاحتلال في المناطق، فان العالم العربي الجديد سيكشف لنا نحن الاسرائيليين عن أن التضامن مع الاخوة المضطهدين ليس من نصيب العالم اليهودي وحده.

        وحذر المستشار الفلسطيني أنه من غد التصويت في الامم المتحدة على الاقتراح الفلسطيني فان أمواج الاحتجاج الكبيرة على اسرائيل ستغرق العواصم العربية والدول المسلمة.

        لا نستطيع أن نعلم هل نقل المسؤول الاسرائيلي الكبير الرسالة الى رئيس الحكومة أم احتفظ بها لنفسه، ومهما يكن الامر فان بنيامين نتنياهو أصر على رفضه اقتراح عباس تجديد التفاوض على أساس صيغة الرئيس اوباما في 19 أيار (حدود 1967 وتبادل اراض متفق عليه). مقابل ذلك، خصص نتنياهو جهده لاقناع "العالم" بأن الصراع الاسرائيلي العربي و"كراهية اسرائيل" في الغرب غير متصلين بحدود حزيران 1967 بل بحدود أيار 1948 أي بحقيقة وجود اسرائيل.

        والاستنتاج من ذلك أن انهاء الاحتلال لن يؤثر في مكانة اسرائيل الدولية والاقليمية. والنتيجة جمود سياسي وبدء البناء في المستوطنات من جديد.

        يُبين استعراض تاريخي قصير صلة واضحة بين تقدم المسيرة السياسية في القناة الاسرائيلية الفلسطينية وتراجع العلاقات بالدول الاسلامية الأكثر قربا من اسرائيل وهي مصر وتركيا والاردن. وقد ذوت تباشير العلاقات بدول اخرى كتونس وباكستان واندونيسيا وعدد من دول الخليج، أينعت في ايام اشراق اتفاقات اوسلو، ذوت مع ازدهار الاستيطان.

        لا يميز هذا الطراز نظم الحكم فقط بل مراكز قوة ذات تأثير في الشارع. وهكذا في آذار 1979 في أعقاب اتفاق كامب ديفيد، نشر مفتي مصر الرئيس، علي جاد الحق، الذي أصبح بعد ذلك وزير الأديان ورئيس معهد الازهر، فتوى رائدة أحلّت السلام مع اسرائيل.

        إن متحدثي الحكومة الذين يربطون انهيار العلاقات مع تركيا بصبغة النظام الاسلامية المتدينة، يبدو أنهم نسوا أن تركيا خفضت أول مرة مستوى العلاقات مع اسرائيل في أعقاب سن قانون أساس: القدس عاصمة اسرائيل، في سنة 1980. وقد حدث هذا قبل أن يتولى حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا. وسببت عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية في سنة 2002 تدهورا في العلاقات، وأفضى الانفصال عن غزة في سنة 2005 الى تحسن الجو بين أنقرة والقدس، حتى حصار غزة وعملية "الرصاص المصبوب".

        ووقعت العلاقات مع الاردن التي صمدت للامتحان البائس للمحاولة الفاشلة لاغتيال مسؤول حماس الكبير خالد مشعل، وقعت هي ايضا ضحية سياسة حكومة اليمين. فالملك عبد الله يكتفي منذ سنة ونصف، منذ تم تعيين السفير علي العايد وزيرا للاعلام، يكتفي بقائم بأعمال في السفارة في تل ابيب.

        وفي دول مسلمة كثيرة اخرى لا ينتقل الشارع، والسلطة ايضا بسبب ذلك، الى الحياة المعتادة بسبب اصابة المسلمين للمسلمين فكيف باضطهاد اليهود للمسلمين. وقد أفتى الشيخ يوسف القرضاوي، وهو من رؤوس المفتين السنيين، أن الرئيس السوري بشار الاسد الذي يقتل مواطنيه لا يستحق أن يحكم. وأعلنت حكومة تركيا مواجهة معلنة مع النظام في دمشق بعد أن أصر الاسد على حقه في الاستمرار على ذبح أبناء شعبه.

        توجد حلقات مسلمة ايضا تستغل التضامن مع الفلسطينيين لنشر صراعها مع ثقافة الغرب، وعلى رأسها القاعدة التي تتذكر اليوم مرور عشر سنين على العمليات الارهابية في الولايات المتحدة.

        في الاعلان الاول الذي نشره أيمن الظواهري في حزيران هذا العام بعد أن تولى مكان اسامة ابن لادن، بين انه لن يقبل أبدا اتفاقا يعترف بشرعية اسرائيل. وقد وعد الارهابي المصري بحرب لا هوادة فيها مع "امريكا الصليبية وابنتها اللقيطة اسرائيل، ومن يساعدونهما من الحكام الذين بدلوا الشرع الاسلامي".

        أمس قال لي المسؤول الفلسطيني الكبير انه اذا شوش الامريكيون على المبادرة الفلسطينية للحظوة باعتراف في الامم المتحدة، فيجب ألا يعجب الرئيس اوباما اذا اضطر سفراء الولايات المتحدة في القاهرة وعواصم مسلمة اخرى الى العودة الى بيوتهم بلا حقائب.