خبر القذافي للنكات خلال «استراحة المحارب»

الساعة 08:04 ص|10 سبتمبر 2011

القذافي للنكات خلال «استراحة المحارب»

فلسطين اليوم-وكالات

ينتظر الثوار الليبيون قرب بني وليد، قرار الهجوم على المدينة أو دخولها سلمياً، ويمضون أوقات فراغهم في الصلاة ويسعون إلى رفع معنوياتهم عبر السخرية من معمر القذافي الذي حكم البلاد بيد من حديد لأكثر من أربعة عقود.

وعلى مسافة نحو 25 كيلومتراً من بني وليد التي تشكل ممراً استراتيجياً إلى معاقل القذافي الأخرى في الجنوب، يجلس ثلاثة من الثوار على صناديق للذخائر الحربية، ويكبّرون كلما مرت شاحنة للثوار محمّلة بالأسلحة متّجهة صوب المدينة التي تنتهي غداً المهلة المعطاة لها للاستسلام.

ويقول ضيف الله بن دلة (20 سنة): «نمضي وقتنا في الصلاة، لكننا نتبادل أيضاً أحدث النكات من القذافي، ونحاول تشجيع بعضنا البعض عبر تداول الأحاديث المرحة».

ويتوجه إلى رفاقه الثوار بالقول: «ربما تملك اليابان قنبلة جديدة تجربها هنا على قوات بو شفشوفة (في إشارة إلى القذافي وتسريحة شعره)»، فيما يرد عليه مصطفى أبو جنيدة: «القذافي أفضل قنبلة». ويقول أبو جنيدة (25 سنة) إن القذافي «يظن نفسه أرسطو أو سقراط، لكنه ليس إلا جرذ جرذان إفريقيا». ويضيف: «مللنا من نظرياته السخيفة الواردة في كتابه الأخرق (في إشارة إلى الكتاب الأخضر) الذي قضى على مستقبلنا وجعلنا نركض وراء لقمة العيش ولا نتزوج إلا عندما نهرم».

وفي موقع أقرب إلى بني وليد، يتناول الطعام عدد من المقاتلين الجالسين على أكياس ترابية تحت خيمة ممزقة، يأكلون حلوى وتمراً، فيما تتنقل بينهم مجموعات من الصحافيين الأجانب.

ويتلو بائع الأجهزة الإلكترونية رشاد (26 سنة) على رفاقه «قصيدة» تقول: «من أنتم، فنحن للظلم نقول لا لا، معمر والنظام يجب إذلالهما، مهبول وجاته الحالة (أصيب بالجنون)، وما يريد يقدم الاستقالة».

ويضيف على وقع ضحكات الثوار الآخرين: «سلف وقروض ومشاريع إسكان، والذي تقرأه تحت الضوء نقرأه في الظلام، اتزرع الفتنة يا زارع الألغام؟ تعبنا من الجماهيرية، نريد جمهورية، لا كتابات خضر، ولا كتابات وردية».

ويعلو تصفيق الثوار المتسلحين بالرشاشات استحساناً لقول رشاد: «لا تفكر ولا تحتار يا المرسوم على الدينار، نادولك الثوار اللي ما يبيت فيهم ثار، أولاد ليبيا أحرار، نحن أحفاد عمر المختار». ويقف هؤلاء لتحية قارئ القصيدة حين يختمها قائلاً: «شرق وغرب وجنوب كلنا أولاد الدار، أعلنّا عليك الحرب وولّعنا فيك النار».

وفيما يهمّ مقاتل كان يعيش مع عائلته في مدينة مانشستر الإنكليزية، قبل أن يغادرها للقتال في ليبيا، بجمع الأوساخ عن الأرض ووضعها في صندوق، يقاطعه طارق (36 سنة) ويطلب منه التروي ليخبر الجميع «آخر نكتة».

فيقول: «اتّجه أحدهم بشاحنة يحمل فيها البندورة للثوار، لكنه وصل خطأ إلى موقع تحتله كتائب القذافي التي أمرته بأن يأكل كل ما في الشاحنة». ويضيف: «بدأ الرجل بالأكل وكان يصرخ مع كل لقمة «يا ويل محمد»، وعندما سألوه «من هو محمد»، قال لهم: «الرجل سيصل إلى هنا بعد قليل بشاحنة محملة بالفلفل الحار».

وتتحول أحاديث هؤلاء فجأة إلى روايات عن بداية أحداث الثورة التي اندلعت في منتصف شباط (فبراير) وأطاحت العقيد الليبي الفار الذي يقول الثوار أنه قد يكون مختبئاً مع اثنين من أبنائه في بني وليد. ويروي أحدهم قصة امرأة عجوز «كانت تنقل السلاح إلى الثوار من مدينة إلى مدينة، تخبئها في سيارة حفيدها وتتنقل بها معه، وعندما تدخل إلى بلدة ما، يبدأ الثوار تقبيلها والتصفيق لها».

ويسود الصمت للحظات وسط همسات «الله اكبر»، قبل أن يقاطع رشاد الثوار الذين يمزجون الملابس العسكرية بالمدنية هاتفين: «أقولها لكم من الأخير، الشعب الليبي شعب كبير، ونحن قررنا المصير: القضاء على نظام القردافي الحقير».