خبر بإسم الرب، إرحل..هآرتس

الساعة 09:02 ص|09 سبتمبر 2011

بقلم: يوئيل ماركوس

قائد الجبهة الداخلية ايال آيزنبرغ يحذر: تعاظمت احتمالات الخطر لحرب شاملة. وهو يقول ان "اسرائيل اكتشفت في غزة سلاحا جديدا وخطيرا"، ويختم جملته بكلمات: ينتظرنا شتاء اسلامي متطرف. ومقابله يقول عاموس جلعاد، الذي كان يعرف ذات مرة بالمتشائم العكس: لم يكن وضعنا أبدا أفضل.

        وزير الدفاع ايهود باراك التقى مؤخرا بابو مازن في الاردن وحاول اقناعه عدم التوجه الى الامم المتحدة. ملزمون بمحاولة الوصول الى تفاهم، لديكم الكثير مما تخسروه، يمكن أن نصنع امورا عظيمة، ثق بي"، قال باراك، مضيفا كلمات "انظر لي في العينين". في ولايته الاولى كوزير للدفاع درج باراك على التباهي بانه رأى "بياض العينين للعدو" وانتهى على نحو سيء جدا.

        ابو مازن لا يعاني من قصر نظر. قد يكون رأى البياض في عيني بارك وقد يكون لا. اما باراك فقد اكتسب له منذ الان سمعة دولية كمبالغ. روايته عن ذاك الحديث هي أنه لم يسمع اقتراحات جديدة بل مجرد تحذيرات. وحتى الكذب لا يعرفه باراك. في هذا المجال بيبي أكثر اقناعا. وما لا يفعله يكلف به مبعوثيه.

        وبينما يبلغ خبراء الشؤون الامريكية بميزان سلبي في العلاقات مع الولايات المتحدة ويقولون: "اننا لا نروق لهم" بمعنى أنهم يرغبون في لفظنا – يعلن في التلفزيون وزير المواصلات اسرائيل كاتس بان علاقاتنا مع واشنطن لم يسبق أن كانت أفضل. من أين يعرف؟ هل يعمل في السي.اي.ايه؟

        توجد حدود للاكاذيب التي يمكن للادارة الامريكية أن تبتلعها. وليس صدفة أنهم اختاروا هذه اللحظة للكشف عن اقوال وزير الدفاع السابق روبرت غيتس عن بيبي في أنه كذاب  ناكر للجميل، يعرض بلاده للخطر برفضه التصدي لعزلتها العالمية. وحتى لو استخدمت الادارة الفيتو في الامم المتحدة، فان صرير أسنان الرئيس اوباما سيسمع من القطب الشمالي حتى القطب الجنوبي.

        بيبي يثير أعصاب كل العالم. وهذا بسبب ثلاث كلمات: لا يثقون به. العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة صحيح أنها لم تكن وثيقة منذ لحظة الاعتراف باسرائيل منذ 1947 – قدم بن غوريون لم تطأ حتى نهاية حياته البيت الابيض – ولكن مع السنين أصبحت اسرائيل صديقة وحليفة أمريكا. عندما نتذكر العلاقات القريبة بين كلينتون ورابين وباراك، وبين نيكسون وغولدا، بين بوش الابن وشارون – نفهم بانه حتى لو لم يكونوا هم دوما متفقون في كل شيء، فانه كان هناك مستوى من المصداقية.

        بعد كامب ديفيد، مناحيم بيغن، في بادرة طيبة سياسية، أعلن بانه مستعد للتخلي حتى عن المساعدات المالية الامريكية؛ بادرة كل الحكومة قامت بكل الشقلبات الممكنة كي لا يأخذها الامريكيون محمل الجد. وكانت عهود تباهينا في أننا نسمى حاملة الطائرات الامريكية في المنطقة. الاسماء المذكورة اعلاه تميزت بانه كان هناك حوار حتى في ظروف سوء التفاهم.

        بيبي قال ذات مرة انه يخشى ان ذات يوم تقع أزمة بين تركيا واسرائيل وها هي وقعت. بالضبط عندما يتميز اردوغان غضبا ومهانة، يختار بيبي زيارة الوحدة البحرية باحتفالية. محق موفاز عندما يقول ان بيبي يشكل خطرا على أمن اسرائيل. تركيا ما كانت لتتصرف تجاهنا بفظاظة ومع تهديدات كهذه "لولا أنها شعرت بان اسرائيل ضعيفة وهشة وقدرة ردعها متردية"، تقول تسيبي لفني. وهي تضيف: "عندما يتحدث بيبي عن تسوية يقول كلمات لا يصدقها، وبالتالي فان العالم ايضا لا يصدقه".

        قوة ردع اسرائيل تدهورت، وأمريكا "صديقتنا" معزولة وغير محبوبة. ليس فقط بسبب الكفاءات المشكوك بها لاوباما في الداخل وفي العالم، بل لانه لا يري اسرائيل ثقل ذراعه، ولانه لا يقف علنا ضد نبش بيبي في السياسة الامريكية الداخلية. اسرائيل تسير نحو الجمعية العمومية للامم المتحدة وهي ضعيفة ومكروهة في ظروف مفاوضات صعبة للغاية.

        ليس صعبا ان نفهم كيف أن شخصا مستسلما بقدر كبير في بيته يتجرأ على ان يلعب هكذا بمصير الدولة. سلامة الائتلاف تفوق سلامة الدولة، واناس ذوو قيمة كدان مريدور وايهود باراك يفضلون كراسيهم على الحرص على مصير الدولة.

        عندما تحوم سحب المصيبة فوقنا، لا يتبقى غير أن نقول لنتنياهو جملة تاريخية قيلت آخر مرة في 1940: اعفينا من عقابك – بإسم الرب، إرحل!