خبر لا ذعر ولا حذاء- يديعوت

الساعة 09:14 ص|07 سبتمبر 2011

لا ذعر ولا حذاء- يديعوت

بقلم: اريئيلا رينغل هوفمان

ان ما أدخلني أمس في الذعر، بعد ان قرأت وسمعت الكلام الذي قاله قائد الجبهة الداخلية، ايال آيزنبرغ، كان الردود عليه. سألت نفسي ما هو الامر غير السوي عندي بالضبط. وكل هذا لأنني لمدة يوم كامل فضلا عن أنني لم أنجح في دخول الذعر، لم أنجح ايضا في فهم كيف يمكن ان يكون آيزنبرغ كما زعم طائفة كبيرة من المحللين العالمين بكل شيء قد بث الذعر في كل اتجاه وبقيت أنا وحدي – وصديقتي ف. اذا أردت الاعتراف بالحقيقة – خارج اللعبة.

لا ذعر ولا حذاء كما يقول الاولاد.

قال ان ربيع الشعوب العربي يمكن ان يصبح شتاء متطرفا اسلاميا. وهذا نبأ مثير في الحقيقة، وقال بعد ذلك ان هذا يزيد في احتمال حرب شاملة. وهذه معلومة استخبارية حساسة اخرى. وقال ان الامر يشتمل على استعمال سلاح للابادة الجماعية. لقد أجريت بنفسي لقاء صحفيا مع مسؤول كبير في جهاز الامن تحدث عن هذا التهديد، بل أتيت بالكلام من فمه وباسمه بعد ان جرت عليه الرقابة.

للأسف الشديد، في دولة اسرائيل، يعلم حتى من لا يهتم أن آلاف الصواريخ تهدد في كل لحظة كل نقطة في الدولة. وقد كُتب هذا وقيل مرات لا تحصى. وليس يجب البحث في غوغل للكشف عن هذا.

ما الذي بقي اذا وأثار غضب اصحاب الردود الى هذه الدرجة؟ ربما حقيقة انهم ينتمون الى جماعة سر مطلقة بيقين، من خريجي ثقافة يوم الغفران، اولئك الذين هم على ثقة انه كلما علم الجمهور أقل حسن وضعنا جميعا؛ وممن لا يزالون على ثقة بأن وسائل الاعلام الاسرائيلية تعطيل عظيم. اولئك الأمنيين وفريق منهم من الجهاز السياسي الذين يحتلون في السخافة صبح مساء الشرق الاوسط كله، وتركيا ايضا في المدة الاخيرة لكنهم لا يريدون أن نعلم ذلك؛ ويغضبون لأن الرجل المسؤول عن أمننا الهش في الجبهة الداخلية يكرر قوله الكلام ويتجرأ ايضا على أن يكشف لنا أن جولة التصعيد الاخيرة كشفت عن أن المنظمات الارهابية الفلسطينية في قطاع غزة تملك وسائل قتالية جديدة وجه الجمهور بسببها الى اتخاذ وسائل حذر مضاعفة: "الاختباء تحت سقفين لا تحت سقف واحد".

قال مسؤولون كبار في الجيش انه يُسخن الجبهة ويكشف عن معلومات استخبارية حساسة بل ان واحدا منهم أعظم الصنع وقال انه يجب منعه من معلومات من هذا القبيل اذا لم يكن قادرا على حفظ فمه. والى ذلك ايضا من شبه المحقق ان ما يقلق فريقا منهم ليس ما قيل بصراحة بل الصعوبات التي تنشأ عن ذلك: فاذا كان هذا هو التهديد فهل تفعل حكومة اسرائيل كل ما يجب لضمان أقصى قدر من الحماية لمواطنيها وقت الامتحان؟ وهل نحن مستعدون لهجوم من هذا النوع؟.

كتبت قبل عدة اسابيع كلاما مشابها هنا وكتبت ايضا ان من يعتقد انه سيكون من يصل اليه ساعة الطواريء ومن يخلصه من الأنقاض ومن يضمد جراحه وينقله الى المستشفى القريب وأنه سيكون في المستشفيات سرير لاستقباله واطباء لعلاجه، يضلل نفسه. وتلقيت على أثر ذلك غير قليل من الردود الغاضبة، فقد قال لي شخص ما: أنتِ تشيعين ذعرا لا داعي له ومن تكونين أصلا بحيث تعلمين قول ماذا سيكون وكيف سيكون. قلت له: هذا سؤال حسن فأنا لا أعلم لكنني أُقدر أنه اذا وقع الامر وحينما يقع فسيكون سيناريوي أكثر واقعية من سيناريوهات اخرى.

بعبارة اخرى: اللواء ايال آيزنبرغ هو قائد شؤون الجبهة الداخلية، المتخلى عنها منذ عشرات السنين لاسباب مختلفة تستحق في ذاتها البحث. وهو الذي يفترض ان يضمن لنا أن ما كان لن يكون، وهذا لا يُفعل بالكلام لكن الكلام هو بيقين أداة صحيحة في هذا الامر، نحو أعلى ونحو أسفل. ولا يفترض أن يُحدث ولن يُحدث في رأيي ذعرا ايضا لكنه تختفي وراءه رسالة واضحة وهي انه اذا وقعت حرب من هذا النوع فستكون فظيعة كثيرة المصابين ولذلك يوجد أمران يجب فعلهما بدءا من أمس: أنه يجب فعل كل ما يمكن لمنعها وفي ضمن ذلك السعي العنيد الى حلول مصالحة وأن ينشأ في نفس الوقت جهاز دفاع ناجع قدر المستطاع.

وماذا عن الذعر؟ يمكن حفظ هذا للزيارة القادمة لجاستن بيبر أو لعودة العلاقات بين ديكابريو ورفائيلي. أليس هذا أفضل؟.