خبر واجب عدم المعرفة -يديعوت

الساعة 09:06 ص|05 سبتمبر 2011

واجب عدم المعرفة -يديعوت

بقلم: الياكيم هعتسني

وسائل الاعلام الاسرائيلية لا تقدم سوى معلومات سلبية، باعثة على الاكتئاب واليأس. صمام خاص مركب هناك على ما يبدو، يمنع وصول أي خبر كفيل بان يدخل شعاع نور الى الظلمة، بارقة أمل وتشجيع.

وصل الى هنا المذيع والمحلل الامريكي غالن باك، ومع طابور من الاف المسيحيين، اعضاء الكونغرس، رجال الدين والشخصيات العامة، وعلى السنتهم رسالة حب وعناق لشعب اسرائيل: لستم وحدكم! نحن – عشرات ملايين المسيحيين الذين نؤمن لفظيا بتنبؤ التوراة بشأن نهضة شعب اسرائيل في بلاده – نقف معكم: ضد دولة فلسطينية، مع وحدة القدس. كونوا أقواء وشجعان! وهؤلاء الاشخاص هم العمود الفقري للحزب الجمهوري، الذي يؤيد اسرائيل حيال رئيس ديمقراطي متحفظ؟ هذه البشائر الطيبة منعتها وسائل الاعلام، التي قلصت، هزأت، وبالاساس أخفت غالن باك ولحظات ظهوره. في اسرائيل لا يوجد وعي بالاصدقاء الحقيقيين الذين يوجدون لنا في الولايات المتحدة وقوتهم.

وهنا في الوطن هكذا ايضا. الشيخ ابو قادر الجعبري من الخليل، شخصية مسيطرة، رئيس اكبر العائلات في المدينة، دعا نائب الوزير ايوب قارة الى بيته، لافطار رمضان وقال له على النحو التالي: "الاعلان عن دولة فلسطينية هو خطر على الشعب الفلسطيني. السلطة الفلسطينية ليست شرعية. وهي تشكل 5 في المائة فقط من عموم الفلسطينيين في الضفة. من اليوم الذي وقع فيه اتفاق اوسلو كان ميتا. اوسلو لم يجلب الا المصيبة على الطرفين".

وسائل الاعلام العبرية أخفت هذه المعلومة تماما ولم تنشر الامور الا في القناة 7. بالعربية ظهر خبر في موقع الانترنت وفي صحيفة "بانوراما"، وكذا الجملة التالية:

"نحن نفضل الغاء السلطة ونقل الحكم المدني الى اسرائيل، مثلما يحصل في شرقي القدس. لا يوجد مكان لدولتين في هذا المكان". بل ان الشيخ الجعبري بعث ببرقية تهنئة لغالن باك، الى المؤتمر الذي عقده في سفوح الحرم.

للشيخ ولاقواله اذن صاغية في أوساط الجمهور العربي جنوبي بيت لحم، وفي هذا السياق يجدر بالذكر أن معظم "عرب القدس" هم من أصل خليلي. وهذه الاراء يعرب عنها الشيخ علنا منذ زمن بعيد ووزنها كبير إذ في جبل الخليل الحكم الحقيقي هو في يد العشائر.

ويترجم الرجل موقفه الى الافعال ايضا. في احتفال عقد في منزله منحه مجلس كريات أربع شهادة تقدير على فعل تم، حين خطط فوضويون يهود بان يهدموا بجرافة كنيس مؤقت اقيم على ارض واحد من عائلة الجعبري. وعندما جاءوا لطلب اذنه، طلب الرجل التعليمات من الشيخ، وهذا منع الامر، "كي لا يشعل النار".

في ذات الموقف اعلن الشيخ بان سكان كريات اربع هم، بالنسبة له، ابناء المكان، اصحاب حقوق كاملة بقدر لا يقل عن كل خليلي عربي. لسنوات طويلة لم تعتد اذاننا على سماع مثل هذه النبرات، حتى على ألسنة يهود. والان، اذا كان ثمة على الاطلاق "حق للجمهور في المعرفة"، فلماذا كادوا يخفون غالن باك؟ ولماذا – بالذات في ايام "أيلول الاسود في الامم المتحدة" – لا يشددون على أنه يوجد بين الفلسطينيين رأي آخر ايضا، يتطابق بالذات مع موقف اليمين في اسرائيل وموقف المستوطنين؟ هل يزعج هذا الواقع احدا ما في أن بالفعل قوة ابو مازن ("رجال تونس" على لسان الشعب العربي هنا) محدودة جدا؟ أوليس نصف الفلسطينيين يخضعون على الاطلاق لحكم حماس، وعرب القدس، كما يتضح من الاستطلاعات، يهربون من الدولة الفلسطينية. والان – اذا كانت قوى واضحة من اوساط عرب جبل الخليل ايضا يعارضون، فمن يتبقى ليفرض علينا الرعب: عرب ضواحي رام الله ونابلس؟

فهل يفرض على الجمهور "واجب عدم المعرفة" لحقائق من هذا النوع، تتعارض والنظرية شبه المقدسة "الارض مقابل السلام" وتعرض للخطر صناعة السلام الهائلة التي تدحرج المليارات في كل العالم؟