خبر ضرر أمني محدود -هآرتس

الساعة 09:00 ص|05 سبتمبر 2011

ضرر أمني محدود -هآرتس

تدهور العلاقات بدأ منذ زمن بعيد

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: يبدو أن الضرر الامني كنتيجة للبيان التركي محدود، وذلك لان العلاقات على أي حال فقدت منذ زمن بعيد معظم قيمتها في السنوات الثلاثة الاخيرة  - المصدر).

بيان تركيا أول أمس حول قطع العلاقات الامنية مع اسرائيل بعد نشر تقرير بالمر ورفض اسرائيل الاعتذار على قتل المواطنين الاتراك في سفينة مرمرة يعبر عن تدهور اضافي، في منظومة توجد في ميل هبوط مستمر منذ بضع سنوات.

العلاقات الامنية بين الدولتين تعمقت في التسعينيات وبلغت ذروتها في آواخر العقد اياه. فقد أكثر سلاح الجو الاسرائيلي من التدرب في سماء تركيا، مستغلا المساحات الواسعة هناك للتدرب على سيناريوهات يصعب تطبيقها في المجال الجوي الضيق لاسرائيل. الى جانب ذلك، وقعت صفقات سلاح كبيرة وتعمق تبادل المعلومات في مجال الاستخبارات وفي جوانب مهنية مختلفة بين الجيشين.

ميل الهبوط في العلاقات بدأ قبل أربع سنوات، مع انتخاب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان لولاية ثانية. وقد انكشفت الازمة بكامل شدتها قبل سنة ونصف من مرمرة مع بدء حملة رصاص مصبوب في قطاع غزة، التي شنها رئيس الوزراء في حينه ايهود اولمرت بعد بضعة ايام من زيارته الى تركيا، والتي توسط فيها اردوغان بمبادرته لاستئناف المفاوضات السياسية بين اسرائيل وسوريا. بعد رصاص مصبوب قلص الاتراك بقدر كبير العلاقات الامنية. فقد توقفت طلعات سلاح الجو الاسرائيلي في تركيا بل ورفض الاتراك اجراء تدريب انقاذ بحري مشترك مع الولايات المتحدة، بسبب النية لاشراك قوات سلاح البحرية الاسرائيلي فيه مثلما كان في الماضي.

الى جانب ذلك، عين في رئاسة جهاز الاستخبارات التركي نشيط اسلامي متطرف يعتبر مقربا جدا من ايران. هذه الحقيقة هي الاخرى أدت الى قرار اسرائيلي بتقليص حجم التعاون الاستخباري بين الدولتين. فالجيش الاسرائيلي يواصل تفعيل ملحق عسكري في السفارة الاسرائيلية في أنقرة، ولكن العلاقات العسكرية وتبادل الوفود تمت على مستوى منخفض منذئذ، في حجم أصغر وفي الغالب في مستويات متدنية مما كان في الماضي. الملحق، العقيد موشيه ليفي، لا يقيم في أنقرة على نحو دائم، ويزور هناك عند الحاجة. ولم تقرر اسرائيل بعد كيف تتصرف بالنسبة لاستمرار مهمته. اما الاتراك من جهتهم، فقد جمدوا التقدم في سلسلة صفقات امنية مشتركة تتعلق ضمن امور اخرى بترميم دباباتهم في اسرائيل وتوريد طائرات بدون طيار.

موقف وزير الدفاع، ايهود باراك ورئيس الاركان بيني غانتس، في صالح الاعراب عن الندم الاسرائيلي امام تركيا نبع بقدر اقل من الايمان بانه يمكن استئناف العلاقات الامنية بين الدولتين وبقدر أكبر من الامل في عدم احداث مزيد من التخريب لما تبقى من العلاقات. فقد رأى باراك وغانتس في تركيا محفلا اقليميا هاما يجمل عدم الانقطاع عنه تماما. اضافة الى ذلك، كانت مسألة الخطر على مقاتلي الوحدة البحرية وقادة الحملة ضد الاسطول، على خلفية الخوف من اسناد الاتراك للاجراءات القانونية التي تقوم بها منظمات اسلامية ضدهم، في المحاكم في اوروبا.

بحد ذاته، يبدو أن الضرر الامني كنتيجة للبيان التركي محدود، وذلك لان العلاقات على أي حال فقدت منذ زمن بعيد معظم قيمتها في السنوات الثلاثة الاخيرة. بالمقابل، النيابة العسكرية تجري في الايام القريبة القادمة مداولات في مسألة كيفية تحسين الدفاع عن المقاتلين ضد مخاطر الدعاوى في خارج البلاد.