خبر محللون: عمل استخباري أمني ينتظر جنود البحرية الذين قتلوا نشطاء مرمرة

الساعة 04:18 م|04 سبتمبر 2011

محللون: عمل استخباري أمني ينتظر جنود البحرية الذين قتلوا نشطاء مرمرة

فلسطين اليوم: غزة

أجمع عدد من المحللين المختصين في الشأن التركي أن تركيا تتجه لتنفيذ خطوات كبيرة للضغط على دولة الاحتلال الصهيوني, مؤكدين أن هذه الخطوات ستشمل عمل سياسي واقتصادي وأمني استخباري وعسكري.

وأوضح المحللون في أحاديث منفصلة لـ" المجد.. نحو وعي أمني" أن العمل الأمني الاستخباري ضد الجنود المنفذين للهجوم على أسطول الحرية وسفينة مرمرة سيكونوا في المقام الأول المستهدف حال خروجهم من دولة الكيان.

ولفت المحللون إلى أن تركيا ستتخذ عدة خطوات من ضمنها التشجيع لارسال أسطول حرية جديد بعدما أفشل الأسطول الثاني وهدأ الحديث عنه, مشددين على أن الدعم العسكري والحماية للأسطول واردة بشكل كبير في ظل العربدة الصهيونية أمام هذه الأساطيل.

وتوقع المحللون قيام تركيا بعمليات استخبارية وأمنية "ربما يكون من ضمنها عمليات خطف واعتقال" لعناصر من وحدة "شيطيت 13" البحرية التي نفذت الهجوم على الأسطول, مشيرين إلى أن جهاز المخابرات التركي لديه القدرات الأمنية اللازمة للتماشي مع متطلبات المرحلة القادمة.

وكان جنود من وحدة الكوماندوز الخاصة" شيطيت"13 في سلاح البحرية الصهيونية تلقوا قرارا بإغلاق حسابهم على الفيس بوك، وذلك لتخوفات في قيادة الجيش الصهيوني للكشف عن شخصياتهم بعد اشتراكهم في عملية اقتحام سفن الحرية.

العقيدة الأمنية

ويقول محلل مختص في الشأن التركي :"العقيدة الإستخبارية الأمنية التركية ترتبط بالسياسة الداخلية لأنقرة لجهة الداخل التركي, والسياسة الخارجية التركية دخلت في تحالفات عسكرية وأمنية منذ عقود, وهذا أدى إلى توسيع المجال الاستخباري الإقليمي والدولي, لنشاط جهاز المخابرات التركي".

ويعتقد المحلل أن تركيا ستعمل خلال الفترة المقلبة على رد كرامة الشعب التركي الذي استشهد منه 9 أفراد على متن سفينة مرمرة (بطريقة مناسبة) لا تحرجها أمام العالم, مرجحاً تنفيذ عملية كتلك التي اعتقل فيها عبد الله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني قبل سنوات.

ولفت إلى أن هذه الإجراءات لم يشرع بها جهاز المخابرات التركي فعلياً لكنه يتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في ظل استمرار دولة الكيان في تعنتها وعدم اعتذارها عن مقتل المتضامنين الأتراك وعدم تعويض عوائلهم.

السياسة والاقتصاد

من جهة أخرى يرى محلل آخر أن الأزمة التركية الصهيونية في تصاعد في ظل التعنت الصهيوني, متوقعاً اشتعال حرب خفية بين الدولتين تتحدد اتجاهاتها في السياسية والأمن والاقتصاد, موضحاً أن تركيا ستسير في خطين متلازمين في الوقت الحالي وهما السياسي والاقتصادي, بينما يكون الأمني في وقت لاحق حال انسداد كل الآفاق الأخرى.

وأشار إلى أن تركيا ستستخدم البعد السياسي بشكل كبير خلال الفترة المقبلة من خلال رفع دعوى ضد  الجنود الصهاينة في المحاكم الدولية والمحاكم الداخلية في أغلب دول العالم, ما يضيق الخناق على الجنود والسياسيين الصهاينة.

وبين المحلل المختص أن العلاقات التجارية بين تركيا ودولة الكيان بلغت مليارات الدولارات سنوياً وأن انقطاعها سيؤثر على الكيان بشكل ملحوظ دون التأثير على تركيا التي تتمتع بعلاقات تجارية مع جميع بلدان العالم.

ولفت إلى أن أنقرة كثفت من العمل السياسي ضمن المرحلة الأولى حيث أعلنت أنها ستبدأ الأسبوع المقبل إجراءً قضائياً للاعتراض على قانونية الحصار المفروض على قطاع غزة.

وأوضح المحلل أن الخطوة التركية تأتي ضمن خمسة عقوبات للرد على رفض دولة الكيان تقديم اعتذار عن مقتل الأتراك التسعة في الاعتداء على أسطول الحرية, مشيراً إلى أن جهاز المخابرات التركي سيقتصر عمله على معرفة ردود الفعل الصهيونية, إضافة لإعداد خطة أمنية للمواجهة المتوقعة.

العمل العسكري المحدود

وفيما يتعلق بالعمل العسكري التركي المتوقع خلال الفترة المقبلة أشار محلل ثالث مختص بالشأن التركي إلى أنه لن يكون فاعلاً بل سيستخدم للتلويح والتهديد كتلك التصريحات التي خرجت عن مصادر تركية خلال اليومين الماضيين.

وأوضح إلى أن تركيا ستوقف الاتفاقيات والتعاون العسكري مع دولة الكيان ما يضغط على الجيش الصهيوني الذي كان يعتمد على الأراضي التركية في التدريب والتطوير الجوي والبري والبحري.

وتوقع أن يعيق الجيش التركي الذي بات تحت سيطرة الدولة وليس المؤسسة العسكرية كالسابق توقع أن يعيق عمليات الجيش الصهيوني في البحر المتوسط الذي يمارس الحصار على قطاع غزة منذ سنوات.

وكانت صحيفة "حريت" التركية، نقلت عن مسئول تركي قوله: "إن شرق البحر المتوسط ليس منطقة تستطيع قوات البحرية الصهيونية أن تجري تدريبات فيها وأن تهدد وسائل النقل البحرية المدنية".

وأضاف المسؤول: " إن ما سيحصل بعد تصريحات وزير الخارجية أن تركيا ستتخذ كافة إجراءات الحذر التي تبدو لها ضرورية من أجل الملاحة البحرية الآمنة في شرق المتوسط".

واعتبر محللون وفق ما ذكرت "فرانس برس" أن التوتر الكبير بين تركيا ودولة الكيان، قد يسمم العلاقات بين عضو أساسي في الحلف الأطلسي والولايات المتحدة ويزيد من عزلة إسرائيل.

ورأى محللون أن دولة الكيان ستكون الخاسر الحقيقي في هذه المواجهة لأنها لا يمكن أن تخسر أحد أصدقائها النادرين في العالم الإسلامي، فيما يشهد العالم العربي حالة من الغليان.