نتنياهو يجري مشاورات حول "حدود ممكنة" لدولة فلسطينية
فلسطين اليوم- القدس المحتلة
قال مصدر سياسي "إسرائيلي" إن رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتانياهو يُجري مشاورات في الشهور الأخيرة بشأن الحدود الممكنة لدولة فلسطينية، وذلك مع ما يسمى جنرال الاحتياط داني ترزا، الذي رسم لرئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت خريطة انسحاب من الضفة المحتلة.
وأضاف المصدر، أن نتانياهو أوفد ترزا، قبل عدة أسابيع، لمقابلة رئيس كيان الاحتلال شمعون بيرس، وذلك بهدف إطلاع الأخير على أفكار نتانياهو بشأن حدود الدولة الفلسطينية، وإمكانيات إعداد خريطة تتضمن ترسيم حدود تمثل موقف نتانياهو.
كما عرض ترزا على بيرس تفاصيل جولات المفاوضات السابقة بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية في قضية الحدود، وخاصة المفاوضات التي أجراها أولمرت ووزيرة الخارجية في حينه تسيبي ليفني في العام 2008 مع كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية.
ولفتت التقارير "الإسرائيلية" إلى أن إطلاع بيرس على هذه التفاصيل يأتي في إطار محادثات نتانياهو معه بشأن مبادرة بيرس الأخيرة لتجديد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أنه أجرى في الشهور الأخيرة أربعة لقاءات مع رئيس السلطة، محمود عباس، بعضها جرى سرا في بيت رجل الأعمال اليهودي زبلدوفيتش في لندن.
وأضافت المصادر ذاتها أن اجتماع ترزا مع بيرس جرى قبل أسبوعين من جولة محادثات سرية أخرى كان يفترض أن تتم في عمان، ولكنها لم تخرج إلى حيز التنفيذ بعد أن منع نتانياهو إجراءها.
وبحسب التقارير "الإسرائيلية" فإن ترزا (52 عاما) هو مستوطن في "كفار أدوميم"، ويعتبر "أحد أبرز المصادر المهنية الموثوقة إسرائيليا في قضية حدود الدولة الفلسطينية"، وكان عضوا في طاقم المفاوضات الإسرائيلي في العام 1994، وأشغل منصب رئيس "مديرية جدار الفصل" خلال ولاية حكومة أرئيل شارون.
وبحسب "غوش شالوم" فإن ترزا هو الذي خطط للجدار المسمى "غلاف القدس"، والذي هدف إلى عزل القدس عن الضفة الغربية، بذرائع أمنية. ووصفه أوري أفنيري بأنه "الشاهد الرئيس، الخبير والروح النابضة في عشرات المداولات التي تدور رحاها في قاعات المحاكمحول تخطيط الجدار الفاصل. إنه يعرف كل شيء. كل كيلومتر من الجدار والسياج. كل تلة وكل حجر. توجد في حوزته دائما حزمة من الخرائط، يفتحها أمام القضاة ويشرح بجدية تامة لماذا يجب أن يمرالجدار من هنا وليس من هناك بالذات، لماذا يتطلب أمن الدولة عزل القرى الفلسطينية عن أراضيها، لماذا يشكّل ترك كروم الزيتون بين أيدي أصحابها خطرا على حياة الجنود الإسرائيليين".
إلى ذلك، وخلال المفاوضات التي جرت بعد مؤتمر أنابوليس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، كان ترزا عضو الطاقم الذي بحث قضية الحدود، ورسم "خريطة انسحاب" عرضها أولمرت في حينه على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في آب/ أغسطس 2008، وتتضمن انسحابا من 93.2% من الضفة الغربية (بدون القدس والأغوار) مع تبادل مناطق بنسبة 6.5%.
ورسم "خريطة انسحاب" أخرى عرضتها وزيرة الخارجية في حينه، تسيبي ليفني، على أحمد قريع أبو علاء، وتضمنت انسحابا بنسبة 92.7% من الضفة (بدون القدس والأغوار).
وبدأ ترزا العمل مع نتانياهو بشكل غير رسمي في تشرين الثاني/نوفمبر 2010. وفي حينه فشلت المحاولات الأمريكية لإجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بعد أن توقفت في نهاية أيلول من العام نفسه بعد 3 جولات فقط، وذلك بسبب رفض إسرائيل تمديد التجميد الجزئي للبناء الاستيطاني في المستوطنات.
وفي حينه قررت الإدارة الأمريكية العودة إلى المفاوضات غير المباشرة، وضغطت على نتانياهو لعرض موقفه بشأن حدود الدولة الفلسطينية.
وفي هذا السياق قال مصدر سياسي إسرائيلي إن نتانياهو كان يعرف ترزا من خلال عمله في أجهزة الأمن، وطلب إجراء مشاورات معه في سلسلة قضايا تتعلق بالكتل الاستيطانية والأغوار وحدود الدولة الفلسطينية. وفي الشهور التسعة الأخيرة تردد على مكتب رئيس الحكومة، والتقى نتانياهو ومستشاره المحامي يتسحاك مولخو.
وأضاف المصدر نفسه أن نتانياهو تحدث في عدة لقاءات عن عدة أفكار بشأن الحدود الممكنة للدولة الفلسطينية في الضفة الغربية، وأنه من المرجح أنه طلب من ترزا أن يرسم خريطة بناء على ذلك.
وأكد مكتب رئيس الحكومة حصول هذه اللقاءات بادعاء أن نتانياهو كان يريد الوقوف على تاريخ محاولات بلورة خريطة للضفة الغربية خلال ولاية الحكومة السابقة. كما قال المكتب إنه لم يصدر أي قرار بشأن خط الحدود، ولم يتم ترسيم خريطة متفق عليها.