خبر هل سَتقطع « العيدية » صلة الأرحام؟!!!!

الساعة 03:23 م|29 أغسطس 2011

هل سَتقطع "العيدية" صلة الأرحام؟!!!!

فلسطين اليوم: خاص

لم يهدأ تفكير المواطن "أبو محمود" والذي يعيل أسرة مكونة من 7 أفراد ويعمل موظفاً في السلطة الفلسطينية في كيفية التصرف مع قرب حلول شهر رمضان المبارك بدون رواتب، لكنه آثر على نفسه ودبر نفسه بالقليل في أول يومين لحين تلقيه راتبه، ولكن الأمر في عيد الفطر السعيد اختلف تماماً وبالإضافة إلى زيادة التفكير والانفعال من ضيق الحال وعدم صرف راتب "أغسطس" والذي يعتبر صرف الراتب هو العمود الفقري لهم لتسيير أمورهم في العيد من كسوة الأبناء وزيارة الأرحام..

وأقسم أبو محمود بأنه لن يخرج من البيت لزيارة أحد في العيد في حال لم يصرف راتبه، علماً أن شقيقاته عددهن خمسة بالإضافة إلى عماته وخالاته.

حال أبو محمود يكاد ينطبق على كافة الموظفين في حكومتي غزة والضفة، ولان العادة لدى الناس بتقديم العيدية " أموال نقدية" للأطفال والأرحام والهدايا، فكثير من الناس ستعيب أن تدخل بين بدون هدية أو عيدية، مما سيفقد العيد بهجته على النساء والأطفال الذين ينتظرون العيد بفارغ الصبر لرؤية من يحبون.

وفي السياق ذاته قال المواطن "أبو إسماعيل":" أنني سأتحجج بأني مريض من الليلة حتى اخلق العذر لنفسي وعدم الخروج يوم العيد، لأن الوضع الاقتصادي لا يسمح لي بالمطلق.. وأضاف أنه لم يستطع كسوة أبناءه الستة للمدارس. فكيف سيخرج ليُعيد؟..

وقال :" على مدار 20 عاماً وانا أعيد شقيقاتي البنات والمتزوجات وخالاتي وعماتي وألأطفال، وأشعر بالحرج الشديد والخجل أن ادخل بيت بدون هدية أو عيدية.. كما أن الأطفال لا يقدرون الوضع الاقتصادي ولربما يطلب منك طفل "فلوس" وجيبك فارغة ماذا ستفعل حينها، موضحاً ان المكوث في البيت أفضل حال .. وقال المثل العربي :" الي بيطلع من داره بينقل مقداره". محملاً مسؤولية تنكيس فرحة العيد عليه وعلى أبنائه والشعب للحكومتين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ومن جهته قال الشيخ الداعية سمير حمتو:"إن الأصل في صلة الرحم هي واجبة شرعية وليست مرتبطة بالصلة المالية وان كانت هذه الصلة المالية تزيد من أواصر صلة الرحم لأنها تدخل الفرحة خاصة على مجتمع المرأة الغير عاملة والغير منتجة. وإذا ما أضيف عوامل الفقر والحصار والابتلاء الذي نمر به تكون الصلة المالية لها أثرها الكبير.

وأضاف أنه لا يشترط لصحة زيارة صلة الرحم ما تعارف عليه الناس في أعرافهم الطيبة من وجوب العيدية، لافتاً إلى أن الفقراء يقررون إن "ما لا يدرك كله لا يترك جله" إذا لم استطع توفير العيدية فليس هناك مبرر في قطع الواجب الكبير.

وأكد على ضرورة عدم قطع فريضة زيارة الأرحام، لأنه لا يترك الأصل ويقدم الفرع، لأن الله تعالى يقول في محكم تنزيله "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى".

وأهاب بالجميع برفع شعار "صلة الرحم" هو القائم حتى لانقطع من قبل الله إذا قطعت رواتبنا.