خبر قدمان يساريتان -هآرتس

الساعة 10:12 ص|29 أغسطس 2011

قدمان يساريتان -هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: يحيموفتش المرشحة لرئاسة حزب العمل ولفني رئيسة كديما لا تصلحان لتكونا زعامة لليسار الاسرائيلي الذي يحتاج الى زعامة تقوده على قدمين: قدم السلام وقدم الرفاه معا - المصدر).

اذا تغلبت النائبة شيلي يحيموفتش على الرجال الاربعة الذين يتنافسون حيالها على قيادة حزب العمل، ستكون هذه هي المرة الاولى التي تترأس فيها امرأتان حزبين مركزيين في اسرائيل. المرة السابقة التي ترأست فيها امرأتان حزبين كان قبل نحو أربعين سنة عندما قادت غولدا مائير "المعراخ" وشلوميت الوني "راتس"، "الحركة لحقوق الانسان والسلام".

لشدة الاسف، الزعيمتان يحيموفتش وتسيبي لفني، زعيمة كديما، تذكر أكثر بالمرأة المتصلبة المعتدة، التي أدت الى مصيبة يوم الغفران من خصمها، التي رفعت بفخار (ولا تزال ترفع) العلمين: السلام والمساواة. الانباء السيئة هي ان كلتيهما انضمتا الى الخطاب الرجولي ذي نزعة القوة وتفوتان الفرصة الوحيدة الفريدة من نوعها لعرض خطاب جسري وقيمي نسوي. اما الانباء الطيبة فهي أن جدول أعمال مدعية التاج في العمل والمذهب الفكري لخريجة الليكود يتركان فراغا كبيرا يدعوان اليسار الاسرائيلي الى ملئه.

في مقال رد معلل على منتقديها، نشر في نهاية الاسبوع في ملحق "هآرتس"، تدعي يحيموفتش بان جدول الاعمال السياسي القائم الذي حتى احتجاج الخيام عني تقريبا حصريا باليمين واليسار السياسي، "مصاب بالعمى في طرف الجبل الجليدي فقط". وهي تقترح تغيير سلم الاولويات: ترك المستوطنات تزدهر دون عراقيل، هجر "الثرثرة الفارغة" (هكذا في المقال) عن "المسيرة السلمية"، والاتحاد حول "جدول أعمال اشتراكي – ديمقراطي عميق وحقيقي". وعندها، كما تعد يحيموفتش، "سيأتي أيضا زمن القرارات الصعبة على المستوطنات". جدولها الزمني يذكرنا بقبطان يهتم بلائحة طعام العشاء، في الوقت الذي توشك فيه سفينته على الاصطدام بجبل جليدي.

لقد نجحت يحيموفتش في ان تقنع جمهورا غير صغير من اليساريين في أنه أولا "ينبغي أن تكون لنا دولة من أجلها مبرر أخذ المخاطر التي تنطوي عليها الحرب والسلام". ويجدر بالتالي أن ترفع الهاتف الى رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) وتطلب منه ان يؤجل التصويت في الامم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطينية، الى أن تنهي ثورتها الاشتراكية – الديمقراطية. ماذا هناك؟ في الشهر القادم ستحل الذكرى الثامنة عشر للتوقيع على اتفاق اوسلو الذي عمق الاحتلال، ولن تقع مصيبة اذا انتظر الفلسطينيون بضع سنوات اخرى. منذ ايلول 1993 ارتفع عدد المستوطنين في الضفة من 110 الاف الى 310 الاف تقريبا – وبضعة الاف آخرون لن يزيدوا ولن ينقصوا شيئا.

بعد أن تقنع ابو مازن بمراعاة مشكلة الفوارق الاجتماعية للجيران، نوصي المتنافسة على كرسي اسحق رابين أن تتصل بالشباب الفلسطينيين الذين ينحشرون مع الفجر كسمك السردين في الحواجز، فتناشدهم الا يصوتوا في الانتخابات القريبة القادمة لحماس ويعطوا صوتهم أولا للخاسرين من اوسلو الذين وعدوا بطرد الاسرائيليين من اراضيهم بالطرق السلمية. ماذا جرى، افلا يمكنهم ان ينتظروا الى أن تنهي الجارة حربها ضد أرباب المال؟

وماذا يلح على مصر؟ في الشهر القادم ستحل الذكرى الـ 33 سنة على اتفاق كامب ديفيد، الذي كان يفترض أن يجلب تسوية سلمية شاملة. وماذا عن الجامعة العربية – الا يمكنها أن تبقي لمزيد من بعض الوقت في الثلاجة مبادرة السلام خاصتها من اذار 2002 الى أن ينهي الرفاق الصهاينة ليحيموفتش احتلال حي الشيخ جراح؟ يا لها من عدم مراعاة. ولم نقل شيئا عن الديمغرافيا.

أما لفني بالذات فترفع العلم السياسي ولكنكم لن تسمعوا منها خيرا أم شرا عن البناء في ارئيل ورمات شلومو، عن التقسيم المنطقي للقدس وعن الحل النزيه لمسألة اللاجئين الفلسطينيين. بالمقابل، وبخت زعيمة كديما وزير الدفاع (في صوت الجيش) بان "لا يكفي الحديث عن فصل الرأس عن الجسد الذي أطلق النار". ولم تكتفي بالرد، المعتدل نسبيا لحكومة نتنياهو على الهجوم الارهابي في الجنوب. حتى مع سجلها الاجتماعي – الاقتصادي منذ ترأست سلطة الشركات الحكومية، فان لفني ما كانت لتفوز بالعطاء على وظيفة زعيمة اليسار الاسرائيلي.

اليسار الاسرائيلي – يهودا وعربا، ابناء الطبقة الوسطى والطبقات الضعيفة – بمعنى كل اولئك الذين سيشاركون في "مسيرة المليون"، يحتاجون الى زعامة تقودهم على قدمين: قدم السلام وقدم الرفاه.