التهدئة والرواتب ينشطان الحركة الشرائية بغزة
فلسطين اليوم-غزة
ما إن تسلم أمجد مطر (37 عاماً) راتبه الذي لا يتعدى ألف شيكل حتى توجه إلى سوق العودة وسط مخيم جباليا، أمس.
وانتظرت أسرة المواطن مطر عدة أيام لتسلم الراتب من أجل شراء احتياجاتها ولوازمها لمناسبة عيد الفطر.
يقول رب العائلة: إن لديه خمسة أبناء معظمهم من الفتية اليافعين الذين ينتظرون شراء الملابس فيما تحتاج أسرته للمستلزمات الغذائية ويتوجب عليه زيارة أرحامه في العيد وتقديم "العيديات"، معرباً عن قلقه من أن لا يكفي الراتب هذه الاحتياجات.
وأضاف: إنه حضر إلى سوق العودة برفقة اثنين من أبنائه لشراء الجزء الأهم من احتياجات أسرته في العيد، معتبراً أن ظروف الحياة وتكاليفها أصبحت قاسية وصعبة.
واضطر المواطن جلال جاد الله إلى تقليص مشترياته لمناسبة عيد الفطر بسبب شح النقود، محاولاً توفير أهم احتياجات أطفاله من ملابس العيد.
ويعد المواطن جاد الله الذي يسكن في مخيم جباليا للاجئين واحداً من أرباب الأسر محدودة الدخل التي تعاني من شح النقود وزيادة تكاليف الحياة.
وشهدت سوق العودة خلال الأيام القليلة الماضية حركة شرائية ملحوظة، مقارنة مع الأيام التي سبقتها، بعد استلام نصف الرواتب وزيادة نشاطات الجمعيات الخيرية في توزيع مساعدات نقدية بسيطة على الأسر الفقيرة.
وكانت أجواء القصف المتكرر في الأيام القليلة الماضية تثير غضب المواطنين وتخوفهم، لكن الأنباء عن تجدد التهدئة شجعت الكثير منهم على التسوق والاستعداد لاستقبال عيد الفطر.
قال حسام أبو عيطة أحد البائعين في سوق العودة إنه لاحظ زيادة كبيرة في أعداد الناس الذي ارتادوا سوق العودة.
وأضاف: إن القصف الإسرائيلي أثر بشكل قليل على حركة الناس، ولا سيما في ساعات الليل، معتبراً أن الأنباء عن تهدئة ستشجع الناس على التسوق والنزول إلى الشوارع.
ويرتاد سوق العودة آلاف المواطنين القادمين من مختلف مناطق محافظة شمال غزة سيما في أيام الاستعداد للعيد.
وتمتلئ سوق العودة ومحالها التي تعرض أشكالا متنوعة من ملبوسات العيد، بالبسطات المزينة بالمأكولات والحلويات.
قال أبو ياسر حمودة (40 عاما) إنه حصل على 400 شيكل من المعونات التي قدمتها مؤسسة خيرية تعمل لصالح الفقراء وسيحاول شراء ما يلزم من ملبوسات لإدخال الفرحة على قلوب أطفاله الثلاثة، مشيراً إلى أنه لم يفعل ذلك لو لم يحصل على هذه النقود.
وأضاف أنه كان متخوفا من العدوان الإسرائيلي خصوصاً أنه يسكن في بلدة بيت لاهيا حيث وقع الكثير من عمليات القصف الجوي.