هدوء حيال عواصف- هآرتس
الواحد تلو الاخر يسقط رؤساء النظام لدى جيراننا العرب، الذين اعتادت اسرائيل على أن تراهم مستقرين ودائمين كجبال الجولان وصحراء سيناء: صدام حسين في العراق، زين العابدين بن علي في تونس، حسني مبارك في مصر، معمر القذافي في ليبيا وقريبا على ما يبدو بشار الاسد في سوريا أيضا. بفضل الانترنت والفيس بوك يحدث تغيير عميق يقف فيه عنصر سياسي غير معروف حتى الان في معظم هذه الانظمة: "الرجل في الشارع".
في اسرائيل، الانفعال والفرح في ضوء "روح التحرير" يترافقان وبعض الحزن وخيبة الامل؛ وذلك لانه ليس فقط لان عملية التحول الديمقراطي في الشارع العربي لا تترافق ونوايا السلام – بل وتترافق معها في مصر مثلا، موجة عداء مناهضة لاسرائيل بحدة شديدة يصعب على الحكام المؤقتون العسكريون الوقوف في وجهها. "رجل الشارع" اياه، الذي أسقط حكامه بموجة من الغضب وأراد الفتك بهم يوجه ميلا مشابها تجاه اسرائيل، حتى بأكثر الحجج خفة.
هذه التطورات تعزز ظاهرا الحجة القديمة لليمين ومعارضي الانسحابات والتنازلات في اسرائيل، وكأنه لم يكن منذ البداية معنى وجدوى لتوقيع الاتفاقات مع الطغاة. وقد اقترحوا انه كان ينبغي انتظار التحولات الديمقراطية في الدول العربية. ولكن مع حلول التحول الديمقراطي، فانهم لا يرون فيه الا دليلا على كراهية ثابتة في الشعوب العربية تجاه اسرائيل فيجدون في ذلك ذريعة متجددة للتصلب والجمود السياسي.
ولكن عندما يهتاج الشارع العربي وكل طيف سياسي عسكري أو اعلامي يلتقط فورا باجهزة وقلوب الشارع العربي، فان آخر أمر تحتاجه اسرائيل او ادارة ظهر المجن لامل السلام، مترافقا وتعال استفزازي ونزعة عدوانية توفر فقط الاسباب للموقف السلبي منها. وبالتالي: في هذه الايام على حكومة اسرائيل أن تبقى في الظل، وان تلتصق اكثر فأكثر برغبة السلام وتبرهن على أنها لا تتطلع الى التوسع. عليها ان تبث الهدوء، المصالحة والاعتدال قدر الامكان، وذلك انطلاقا من الامل في أنه مع خبو اللهيب سيفهم الشارع العربي ايضا بان السلام هو جزء جوهري من روح المساواة، الحرية والديمقراطية.