خبر نعود إلى التصعيد- يديعوت

الساعة 09:28 ص|25 أغسطس 2011

 

نعود إلى التصعيد- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

منذ يوم الخميس الماضي طرأ تغيير في نمط عمل الجيش الاسرائيلي تجاه قطاع غزة. فقد أعطت القيادة السياسية للجيش وللمخابرات حبلا أطول وأكثر مرونة في كل ما يتعلق بالاحباط المركز للمطلوبين: سواء كان الحديث يدور عن "قنابل متكتكة"، أم عن محافل معادية تخطط لتنفيذ عمليات في المدى الأبعد.

حماس طلبت وقف النار، لا شيء في واقع الامر مكتوب، واسرائيل تسارع الى تحديد ماذا ستكون عليه مضامين وقف النار هذا. أحد مبادئها المركزية، صحيح حتى اليوم: أنتم تطلقون النار؟ نحن نعود الى التصفيات المركزة حسب قوائم، باسلوب يُذكر بقائمة المطلوبين في عهد الانتفاضة الثانية.

منذ "رصاص مصبوب" تمتنع اسرائيل عن تنفيذ احباطات مركزة لقيادة منظمات الارهاب. كما أنها تمتنع عن تنفيذ تصفيات لنشطاء ميدانيين شاركوا في الاعداد للعمليات. واحيانا كان يُبلغ عن خلية خرجت من قطاع غزة وأصيبت حتى قبل أن تجتاز الحدود الى سيناء، ولكن أهم الاحباطات المركزة التي نفذت كانت ضد ما سمي "قنابل متكتكة". أي، خلايا مطلقي الصواريخ التي صُفيت قبل أو بعد أن نفذت اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل، هكذا بحيث أن معظم نشطاء الارهاب كان يمكنهم أن يتجولوا في قطاع غزة بقدر كاف من الأمان. وحتى عندما انتظمت شبكة "لجان المقاومة الشعبية" لتنفيذ العملية في الطريق الى ايلات، عبر سيناء – كانت فرصة للمس بهم. بعض من محافل الامن حتى أوصت بذلك. ولكن على المستويات الأعلى تقرر عدم تنفيذ الاحباط، لاسباب سياسية وعملياتية.

عندما يدور الحديث عن احباط لبنية تحتية لا يكون المقصود المس فقط بالاشخاص الذين نفذوا العملية بشكل مباشر. بل المس ايضا بالمخططين، أو بالاشخاص المسؤولين عن الجانب اللوجستي، مسا يمكنه أن يؤثر على تنفيذ العملية. وقد سبق أن كانت حالات انطلقت فيها خلية على الدرب، وانكشفت بنيتها التحتية في القطاع وأصيبت، وعادت الخلية على أعقابها دون أن تنفذ العملية المخطط لهاز

الاحباط المركز كان ولا يزال السلاح الاكثر نجاعة للتصدي للارهاب ولفرض الرعب عليه. هذا ما تعلمه الجيش الاسرائيلي منذ الانتفاضة الثانية، عندما فكك توسع شبكات الارهاب من خلال كسح العشب الاخضر على نحو دائم لقوائم المطلوبين. خلافا لقطاع غزة، كان ممكنا حتى اجراء اعتقالات ايضا. أما في قطاع غزة، فكسح العشب الاخضر لم يكن ممكنا إلا بالشلل الجسدي.

وزير الدفاع ألمح بالتغيير في سياسة الاحباطات في خطاب "فصل الرأس عن الجسد" الذي ألقاه في بداية الاسبوع في عسقلان. غير أن الاحباط المركز هو ايضا سلاح يدعو الى الرد السريع. فحماس والجهاد يمكنهما أن تبتلعا ضربة للانفاق، المخازن أو المباني. ولكن ضربة بقيادتهما، مثلا، تستدعي منهما الرد في محاولة لردع اسرائيل عن الاستمرار. وبالتالي، اذا واظبت اسرائيل في سياسة الاحباطات المتجددة من جانبها – والتي تضمنت منذ يوم الخميس الماضي خمسة رجال لجان المقاومة، خمسة رجال الجهاد الاسلامي ورجلين من حماس – فينبغي الافتراض بأن وقف النار لمنظمات الارهاب لن يصمد لزمن طويل، وسرعان ما سنجد أنفسنا في حملة عسكرية.