الأنفاق برفح تعود للعمل جزئياً رغم خطورة الأوضاع الأمنية
فلسطين اليوم-غزة
لم يجد العديد من العاملين في أنفاق التهريب والقائمين عليها بدا من العودة لعملهم بصورة جزئية في نقل وتهريب البضائع، رغم خطورة الأوضاع الأمنية في منطقة عملهم واستمرار الغارات وتحليق الطائرات فوقها.
ورغم عمليات الإخلاء الواسعة لعشرات الأنفاق استأنف العمل في عدد منها، لكن بإجراءات سمتها الحرص واليقظة الشديدة، ومعظمها أنفاق متخصصة في تهريب الوقود السائل، وأخرى في نقل مواد غذائية كالأسماك.
الشاب أحمد صلاح ويعمل في نفق لتهريب الوقود يقول إن ضخ وتهريب الوقود يعاني من تراجع كبير منذ بدء العدوان الإسرائيلي وما رافقه من إجراءات مصرية في شبه جزيرة سيناء، وأكد أن تهريب الوقود توقف بصورة كاملة ليومين متواصلين، ما تسبب في خلق أزمة لاحظها معظم السكان في القطاع.
وبين أن الأزمة دفعت بمالكي الأنفاق إلى العودة إلى عملهم وتهريب كميات جديدة من الوقود، موضحا أن الوقود بدأ يدخل القطاع عبر بعض الأنفاق بصورة قليلة.
وأضاف أنه تم تمديد أنابيب بلاستيكية تبعد مسافة آمنة عن الأنفاق، بحيث يتم نقل الوقود إلى خزانات وصهاريج محمولة على متن شاحنات، تمهيدا لنقله إلى محطات التعبئة، دون أن يتواجد أي شخص أو صهريج أو خزان قرب النفق، خوفاً من استهدافه.
ولفت صلاح إلى أن العمل في تهريب الوقود يتم في ساعات محدودة خلال النهار، عندما تحين الفرصة المناسبة من الهدوء ويتراجع تحليق الطائرات.
ونوه إلى أن تهريب الوقود لازال أقل بكثير من المعدل الطبيعي، مع استمرار توقف العديد من الأنفاق عن العمل، متوقعا تواصل الأزمة التي تعاني منها المحطات في الفترة المقبلة، في حال تواصل العدوان الإسرائيلي.
وفيما يخص أنفاق البضائع أكد شبان يعملون فيها أن معظم الأنفاق ما زالت متوقفة عن العمل، وما حدث أنه يوجد في بعض الأنفاق بضائع منذ ما قبل العدوان، قرر أصحابها سحبها خاصة الملابس والأحذية والمواد الغذائية حتى لا يفوتهم الموسم.
ويقول الشاب عبد الكريم طه إنه تم الاستعانة بعدد قليل من العمال واختيار ساعات معينة "هادئة" للقيام بهذه المهمة الخطيرة، موضحا أن العديد من مالكي الأنفاق نجحوا في إخلاء أنفاقهم من البضائع.
أما الشاب سامي فأكد أن مالك النفق الذي يعمل فيه اتصل به وبزميله لنقل حاويات أسفنجية مليئة بالأسماك، وأضاف أنه بعد أقل من ساعة من العمل لاحظ تحليقا مكثفا للطائرات الاستطلاعية في أجواء جنوب مدينة رفح، فطلب منهم مغادرة النفق والابتعاد عن المنطقة.
وأوضح سامي وكان يقف على بعد مئات الأمتار من المنطقة الحدودية أنهم ينتظرون تحسن الأوضاع ليعودوا لممارسة عملهم من جديد، لكن الفرصة لم تحن بعد، حسب قوله.
وبين أن ثمة ترددا في صفوف العديد من مالكي الأنفاق للعودة إلى عملهم، فهم بين نارين، الأولى رغبتهم في العودة للعمل واستغلال طلب السوق المتزايد للبضائع، والثانية خوفهم على مصير العمال ممن قد يكونوا ضحايا لأي قصف مفاجئ.
يذكر أن الأنفاق المنتشرة على طول المنطقة الحدودية جنوبي محافظة رفح كانت هدفا لطائرات الاحتلال في بداية العدوان الأخير فجر الجمعة، ولا زالت تلك المنطقة تعيش أجواء توتر كبيرة، بسبب تركيز عمليات تحليق الطائرات فوقها بصورة مباشرة.