لهذة الأسباب لم تسارع "إسرائيل" إلى حرب شاملة في قطاع غزة!
فلسطين اليوم-متابعة الصحف الصهيونية
تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن الخشية من تدهور العلاقات مع مصر وخاصة في أعقاب الأزمة مع تركيا، والعزلة الدولية وعدم استعداد الجيش الإسرائيلي، والمسعى الفلسطيني في أيلول، كانوا من بين الأسباب التي منعت التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة وإعلان الحرب الشاملة على القطاع.
ووعلم أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، وفي نهاية جلسة ليلية، قرر أن تمتنع إسرائيل عن التصعيد في قطاع غزة، وأن تتعاون بشكل غير مباشر مع التهدئة التي أعلنت عنها حركة حماس.
وجاء أن رئيس الحكومة ووزير الأمن عرضا أمام الوزراء في الجلسة سلسلة من القيود المفروضة على إسرائيل مثل العزلة الدولية، والخشية من تصعيد الأزمة مع مصر، إضافة إلى الغطاء الجزئي الذي توفره "القبة الحديدية".
وقال بنيامين نتانياهو إن إسرائيل لن تسارع إلى حرب شاملة في قطاع غزة.
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه تم استدعاء الوزراء إلى الجلسة في الساعة العاشرة من مساء أمس الأول، الأحد، واستمرت ثلاث ساعات، استعرض خلالها كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الوضع. وبحسب المصدر نفسه فلم يطلب من الجيش القيام بعمليات، وإنما تركزت الجلسة على "احتواء الأزمة ومنع التصعيد".
تجدر الإشارة إلى أن عددا من الوزراء طالبوا بتصعيد الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، مثل الوزير سيلفان شالوم. كما طالبت قيادات من حزب "كاديما" بالقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق.
وبحسب الصحيفة فإن نتانياهو وباراك تحدثا مطولا في الجلسة عن الحاجة إلى التروي والمسؤولية، ما يشير إلى أن "إسرائيل تدرك أنه ليس لديها أية رصيد سياسي وشرعية دولية تسمح لها بالقيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة". وأن الأزمة مع "مصر بعد مبارك" فرضت قيودا أخرى على حرية عمل الجيش.
ونقل عن أحد مستشاري نتانياهو قوله إن السياسة التي وضعها رئيس الحكومة تقضي بمحاولة "احتواء الأحدث في الجنوب". وبسحبه فإن نتانياهو يعتقد أنه من الخطأ التوجه الآن إلى حرب شاملة ضد قطاع غزة.
وأضاف أن "إسرائيل تستعد للرد في حال تواصل إطلاق النار، ولكنها لن تنجر إلى مواقع لا تريد أن تكون فيها".
كما نقلت "هآرتس" عن عدد من القربين من نتانياهو قولهم إن سلسلة من القيود، غالبيتها سياسية، تقيد حرية عمل إسرائيل في قطاع غزة. وبحسبهم فإن "الوضع حساس في الشرق الأوسط الذي يغلي كالمرجل، وهناك ساحة دولية، إضافة إلى المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة في أيلول.. ولذلك يجب استيضاح الطريق بحذر".
كما أشارت الصحيفة إلى قيود أخرى عرضها مقربون من نتانياهو وصفت بأنها "أمنية دفاعية"، من جهة أن الجيش لم يستكمل التسلح بعدد كاف من بطارية "القبة الحديدية" للدفاع عن الجبهة الداخلية من الصواريخ. وبحسبهم فإن منظومة واحدة أخرى من "القبة الحديدية" تكفي للدفاع عن مدينة متوسطة أخرى، ولذلك فإن يجب الاستعداد أولا وعدم المسارعة إلى الحرب.
وجاء أيضا أن قادة الأجهزة الأمنية قد أشاروا في الجلسة إلى أن حركة حماس لم تشارك في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وأن من يقوم بذلك منظمات أخرى مثل لجان المقاومة الشعبية والجهاد الإسلامي.
وقال نتانياهو "إذا استمر الهدوء في الجنوب فإن إسرائيل لن تصعد الوضع، ولن تبادر إلى إطلاق النار، ولن تقصف الأنفاق، ولكن لن تتردد في استهداف خلايا تتجه إلى إطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات".
ووصف مسؤولون إسرائيليون الأزمة مع مصر في أعقاب هجمات إيلات بأنها "دعوة ليقظة المستوى السياسي الإسرائيلي بكل ما يتصل بالبيئة الإستراتيجية الجديدة حول إسرائيل". كما حذر مسؤولون من تكرار سناريو الأزمة مع تركيا بعد فترة قصيرة مع مصر، وعليه فإن يجب بذل الجهود لتحسين العلاقات مع أنقرة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تحاولان وقف التدهور في العلاقات مع مصر. وبناء عليه فقد توجه رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي الجنرال أمير إيشيل في زيارة قصيرة إلى القاهرة، الأحد الماضي، وذلك للتنسيق مع قادة الجيش المصري بشأن التحقيق المشترك فيما حصل على الحدود.
كما توجه مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان إلى القاهرة، الاثنين، والتقى وزير الخارجية وكبار المسؤولين في المجلس العسكري الأعلى، وأجرى محادثات تركزت حول الحفاظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل وتعزيز السيطرة الأمنية المصرية على سيناء.