المعركة على صنبور النفط- يديعوت
بقلم: يهوديت رونين
بروفيسورة، عضو دائرة العلوم السياسية في جامعة بار ايلان ومركز دايان في جامعة تل أبيب
(المضمون: الامل الان هو أن تطمس الخصومة القبلية والخصومة التاريخية – الجغرافية بين شرق الدولة الذي تمثله بنغازي وبين غربها الذي تمثله طرابلس، وتتمكن المعسكرات المختلفة من الجسر على رواسب الماضي وعلى المصالح المتضاربة. احد الاسئلة الكبرى هو من ستكون يده على صنبور النفط - المصدر).
انتهى عهد القذافي. انتهى، ولكن لم ينقضِ بعد. رأس القذافي لم يوضع بعد على طبق النصر، وهذا ما ينقص معسكر الثوار وقوات الناتو على حد سواء – ممن يريدون ان يختموا بشكل دراماتيكي ومناسب فصل التاريخ الذي كتبه نظامه.
فجر جديد حل على ليبيا، كما أعلن الثوار. وعلى نحو مفعم بالمفارقة، فقد اختاروا التعبير الذي استخدمه الضابط الشاب معمر القذافي في العام 1969 عندما اسقط حكم الملك ادريس السانوسي. "فجر جديد" كان الاسم السري للانقلاب وجدول الاعمال الذي قرره القذافي كتحد لدولته في حينه. وقد اوفى بالتزامه في اقامة نظام سياسي وفكري جديد، حتى وان كان هذا لا يروق لشعبه في نهاية المطاف. والان بقي أن نرى كيف سيبدو النظام الجديد الذي سيجلبه معهم الثوار.
هل النظام الثوري الجديد سيطرح جدول أعمال يرضي سكان الدولة؟ هذا هو احد الاسئلة المركزية الجديرة بالبحث عند تحليل الساحة الليبية بساحاتها السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية وغيرها هذه الايام. سكان ليبيا، الذين تربوا على مدى سنوات طويلة على كراهية الغرب "الامبريالي" لن يسرهم بالضرورة ان حكم القذافي سقط أولا وقبل كل شيء بفضل قوة الهجوم الغربي الساحق. نظام جديد مع صلة قوية أكثر مما ينبغي بالغرب من شأنه، بالتالي، الا يحظى بتأييد واسع.
التخوف هو من امكانية أن تجد الحكومة المؤقتة – على الاقل حاليا – صعوبة في تحديد أهداف متبلورة ومتفق عليها بين الجميع، والصدوع التي ظهرت منذ الان بين مراكز القوى المختلفة وشديدة القوة في المجتمع والجيش وفي مجالات اخرى في الدولة لن ترأب. في مثل هذا الوضع، فان الاسلام المتطرف – الذي انكشف منذ التسعينيات بصفته القوة الدينية – السياسية المنظمة في ليبيا – سينخرط في ادارة الدولة ودفعها الى الامام نحو افق جديد. وبالتالي، الامل الان هو أن تطمس الخصومة القبلية والخصومة التاريخية – الجغرافية بين شرق الدولة الذي تمثله بنغازي وبين غربها الذي تمثله طرابلس، وتتمكن المعسكرات المختلفة من الجسر على رواسب الماضي وعلى المصالح المتضاربة. في مثل هذه الحالة ايضا، فان احد الاسئلة الكبرى هو من ستكون يده على صنبور النفط.
في هذه الاثناء، على خلفية احتفالات النصر، تنطلق الاتهامات منذ الان. فقد زعم ضد رئيس المجلس المؤقت مصطفى عبد الجليل بانه في اثناء القتال حبذ البقاء لزمن طويل خارج ليبيا وكذا حالة اغتيال الجنرال عبدالفتاح الذي فر الى معسكر الثوار تدل اساسا على تضارب المصالح والتناقضات بين القوى التي تتشكل منها القيادة الحالية. كما أن الميل السياسي للثوار ليس واضحا بعد، وليس معروفا كيف سيرغبون في تصميم الدولة الجديدة وماذا ستكون عليه الاثار على المنطقة بل وعلى اسرائيل. فجر جديد انبلج – وبقي ان نرى ماذا سيأتي في أعقابه.