مطلوب تحقيق خارجي- هآرتس
بقلم: أسرة التحرير
علاقات اسرائيل – مصر وصلت الى شفا الصدع بسبب عملية اجرامية نفذتها خلايا مخربين على طريق ايلات – لان وزير الدفاع ايهود باراك ضم في رد فعل شرطي مصر في قائمة المتهمين، كمن أظهرت اهمالا في مكافحة المخربين.
الازمة في العلاقات التي احدثها قتل خمسة جنود مصريين لم تنتهي. فقد خط الحدث عميقا في وعي الجمهور المصري وسيؤثر على منظومة العلاقات بين الدولتين. ينبغي الامل في أن السخافة التي ولدت رد الفعل الاسرائيلي تجاه مصر ستحل محلها حكمة تعرف كيف توحد البث.
ولكن بينما الازمة السياسية والنار من غزة تحتلان العناوين الرئيسة، فان الجش الاسرائيلي ملزم امام الجمهور الاسرائيلي بتقديم أجوبة واضحة، مدروسة ومصداقة عن ملابسات الحدث. لا يمكن قبول مجرد الجواب العابر والمتملص لوزير الدفاع في أن "الجيش الاسرائيلي سيعرف كيف يحقق مع نفسه". فالتجربة تدل على أن التحقيقات العسكرية، بطبيعة الامر، تميل الى التغطية على حقائق غير لطيفة. الجيش الاسرائيلي لا يختلق في ذلك عن أي هيئة اخرى تحقق مع نفسها وتخشى على سمعتها الطيبة أو الكشف عن قصورات في صفوفها.
ليس واضحا للجمهور في اسرائيل، مثلا، لماذا لم يستكمل الجدار الامني على طول الطريق الى ايلات منذ زمن بعيد؛ هل كان هناك اخطار استخباري دقيق وهل استعد الجيش الاسرائيلي له؛ ما الذي حصل بالضبط في ميدان المعركة والذي ادى بقوات الجيش الاسرائيلي للدخول الى الاراضي المصرية ولماذا اطلقت النار على الجنود المصريين؛ هل توجد أوامر تسمح للجيش الاسرائيلي بالدخول الى سيناء وهل ترى اسرائيل سيناء "ميدان نار" حر.
هذه الاسئلة لا تتعلق فقط بسلوك الجيش اثناء الحدث، بل بالانظمة والتعليمات، أساليب الرقابة وسياسة العمل لدى الجيش الاسرائيلي على طول الحدود. كل هذه المسائل تستدعي تحقيقا خارجيا ومستقلا يوضح ملابسات الحدث، يقرر من المسؤولين عن الشكل الذي تدحرج فيه ويساعد على اعادة ثقة الجمهور بجهاز الامن. هذا التحقيق سيثبت ايضا للجمهور في اسرائيل وللمصريين على حد سواء مدى الجدية التي توليها اسرائيل للحدث.