خبر صحف غربية:الرأي العام المصري يدفع « إسرائيل » لمراجعة سياساتها

الساعة 07:56 ص|22 أغسطس 2011

صحف غربية:الرأي العام المصري يدفع "إسرائيل" لمراجعة سياساتها

فلسطين اليوم- وكالات

واصلت الصحف الغربية تغطية تفاصيل الأزمة المتصاعدة بين مصر وإسرائيل على خلفية مقتل جنود مصريين بنيران "إسرائيلية" على الحدود يوم الخميس، ومحاولة إسرائيل احتواء الأزمة، في وقت تقول فيه الحكومة المصرية إن الرد "الإسرائيلي" غير كاف ولا يتناسب مع جسامة الحادث.

 

وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن تصريحات إيهود باراك، وزير الحرب "الإسرائيلي"، التي أعرب فيها عن "أسفه" على مقتل ثلاثة من أفراد قوات الأمن المصرية هي محاولة لاستدراك الأمور ونزع فتيل أزمة دبلوماسية خطيرة مع القاهرة.

 

لكنها قالت بأنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه التصريحات كافية لتفادي رد الفعل العنيف من الجانب المصري الذي هدد بسحب السفير المصري من "تل أبيب"، معتبرة أن رد الفعل المصري الغاضب هو أكبر علامة على نفاد الصبر المتنامي لدى المصريين تجاه "إسرائيل" منذ سقوط نظام الرئيس حسني مبارك.

 

وأضافت أن التوترات الدبلوماسية مع القاهرة تهدد "إسرائيل"- والتي هي على خلاف بالفعل مع تركيا على خلفية مقتل تسعة أتراك ضمن قافلة مساعدات متجهة لعزة على يد قوات "إسرائيلية" في عام 2010- بمواجهة مشاكل متزايدة مع اثنين من الثلاث دول المسلمة التي تتمتع "إسرائيل" بعلاقات دبلوماسية معهم بالمنطقة.

 

وقالت إن باراك الذي انتقد مصر علانية يوم الخميس لضعف قبضتها الأمنية على سيناء عاد السبت ليؤكد على أهمية اتفاقية السلام بين الجانبين، بل تقدم أيضًا بالشكر للقاهرة على "حكمتها ومسئوليتها".

 

من جانبها، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى محاولات دبلوماسية عاجلة لتجنب حدوث أزمة في العلاقات بين مصر و"إسرائيل"، ولفتت إلى ما وصفته بـ "البيان النادر" للحكومة "الإسرائيلية" الذي أعربت فيه عن أسفها لمقتل ضابط وأربعة جنود مصريين بنيران طائرة حربية "إسرائيلية".

 

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي غربي لم تكشف عن هويته نظرًا لـ"حساسية المحادثات"، بأنه بعد التصريحات المصرية حول سحب سفيرها من "إسرائيل" صباح السبت، سارع العديد من الدبلوماسيين من دول عدة إلى التوسط لإنهاء الأزمة بين مصر و"إسرائيل" قبل أن تصل إلى "طريق مسدود".

وقالت إن وزير الحرب "الإسرائيلي" أيهود باراك قام بكسر الصمت العرفي في "إسرائيل" يوم السبت ليلقى بتصريحات يعرب فيها عن أسف بلاده على مقتل رجال الأمن المصريين.

 

ووصف دبلوماسيون التصريحات "الإسرائيلية" التي أعربت فيها عن أسفها وتعهدت بإجراء تحقيق مشترك، بأنها "غير اعتيادية"، مؤكدين أن "إسرائيل" مشهورة برفضها الاستجابة لمثل هذه المطالب، بحسب الصحيفة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن التوترات الأخيرة زادت من مخاوف الكثيرين في "إسرائيل" حول مستقبل اتفاقية السلام مع مصر والتي نجت من حروب "إسرائيل" مع لبنان وقطاع غزة وانتفاضتين فلسطينيتين.

 

بدورها، قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن حرص "إسرائيل" على تجنب أزمة دبلوماسية خطيرة مع مصر الذي دفعها إلى إصدار تصريحات فريدة من نوعها تعتذر فيها عن مقتل رجال الأمن المصريين، قد يكون ساعد في تجنب تعميق الصدع في العلاقات المصرية الإسرائيلية، لكن التهديدات المصرية بسحب السفير من إسرائيل علامة أخرى على تنامي مشاعر الحقد بين الحليفين الرئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة.

 

وأضافت أن الأحداث الأخيرة تعكس كيف أن الثورات المؤيدة للديموقراطية والتي تنتشر بأنحاء العالم العربي تخلق واقعًا جديدًا في الصراع المستمر منذ عقود في الشرق الأوسط.

 

وقالت الصحيفة إن الرأي العام المصري والذي جعل انتقادات مصر "لإسرائيل" أكثر حدة منذ سقوط نظام حسني مبارك هو ما دفع "إسرائيل" إلى إعادة تقييم سياساتها وافتراضاتها القديمة حول أمنها، مشيرة إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تواجه الكثير من الانتقادات لبطئها في استيعاب التغيرات التي تجتاح المنطقة.

 

وأكدت الصحيفة أن المسئولين "الإسرائيليين" اعترفوا أخيرًا بأن القواعد القديمة في التعامل مع مصر ربما لم تعد تنطبق على الحكومة الانتقالية في القاهرة. ونقلت عن مسئول "إسرائيلي" رفضت تسميته قوله: "ربما هذا ما ستبدو عليه الحكومة المصرية الجديدة"، وأضاف "عليهم الاستجابة لنبض الشارع، وبالنسبة لإسرائيل فإن ذلك يعني المزيد من الأوقات العصيبة".

 

ولفتت إلى أن المسئولين الأمريكيين كانوا على اتصال مستمر بالجانبين المصري و"الإسرائيلي" يوم السبت في محاولة لاحتواء الأزمة، والتي قالت إنها تأتي في "وقت صعب" لإدارة باراك أوباما، مع توتر العلاقات بين الحكومتين المصرية والأمريكية حول ما تصفه الأخيرة بتنامي المشاعر المناهضة للولايات المتحدة، كما تكررت الخلافات بين البيت الأبيض والحكومة "الإسرائيلية".

 

وأضافت الصحيفة أن العديد من المحللين والمسئولين "الإسرائيليين" حتى وقت قريب كانوا يعربون عن ثقتهم بأن الحكومة الانتقالية في مصر لن تفعل أي شئ قد يعرض العلاقات بين البلدين إلى الخطر، لكنها قالت إن الأحداث الأخيرة وضعت هذه الحسابات في موضع الشك.

 

ونسبت إلى هؤلاء الخبراء إنه بدون التعاون السياسي والعسكري المصري، فإن "إسرائيل" ستضطر إلى تغيير إستراتجيتها الأمنية بشكل كبير.

 

وأشاروا إلى أن "إسرائيل" لم تكن تقلق نفسها كثيرًا بحماية حدودها مع مصر، كما أن دعم مبارك "لإسرائيل" هو ما ساعد على إطلاق يد الأخيرة في حصار غزة. إلا أن العمليات العسكرية في غزة ستكون باهظة الثمن على "إسرائيل" التي ستحتاج إلى قياس مدى تأثيرها على علاقاتها مع مصر، بحسب الصحيفة.