خبر لأن السلام أهم.. يديعوت

الساعة 12:23 م|21 أغسطس 2011

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: السلام مع مصر مهم جدا ولهذا ينبغي لاسرائيل ان تحادث القاهرة وان تعتذر لمصر عن قتل الجنود المصريين - المصدر).

كان يجب قبل كل شيء، وقبل أن يمسك الخبراء الدائمون عندنا بكل سماعة خالية، كان يجب اجراء مكالمة هاتفية واحدة، أو أكثر، مع القاهرة. وكان يجب على رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الموساد عاموس جلعاد وكل مشارك في العلاقات بمصر يجد اللحظة، وأن يبحث عن رئيس المجلس العسكري الاعلى في مصر، الفريق الطنطاوي، وأن يبلغه حتى قبل الانتهاء من التحقيق في ظروف العملية في ايلات، أننا نعتذر لموت الجنود المصريين وللثرثرة الكثيرة. فاذا كان ضابط وجنديان مصريان قتلوا بنيران قواتنا فقد كان يجب أن نبين للجانب المصري أننا نعتذر ونأسف من أعماق القلب.

لكنه بدل المكالمة الهاتفية سمع الجانب المصري الذي يتابع منذ ثلاثة ايام كل كلمة تصدر عندنا – ويجب ان نعترف بأنه قيل غير قليل من الحماقات وأطلق أمام السماعات غير قليل من التهديدات والاهانات – سمع الخبراء عندنا يثرثرون كثيرا. فقد أوصى كبير "الشباك" السابق بوزن امكانية احتلال سيناء من جديد؛ وندب سفراء سابقون تنحية مبارك وحذروا بأصوات بلغ صداها القاهرة من أن "السلطة الجديدة ضعيفة وغير قادرة"، و"يجب علينا أن نقوم بالعمل في سيناء"؛ وأجرى عنصر عسكري ارشادا للصحفيين عندنا عن جندي مصري نفذ عملية انتحارية وأثار امكانية أن تكون قوات الجيش المصري التي باغتتها العملية في ايلات وهي في ذروة "عملية النسر"، قد تعاونت مع الخلية الارهابية.

في ليل الجمعة اجتمع الثمانية القادة في السلطة المصرية الجديدة وهم: رئيس الحكومة ورئيس الاستخبارات وخمسة وزراء وممثل المجلس العسكري الاعلى. وحللوا حتى بزوغ الصبح التقارير الميدانية، ومجموعة التهديدات عندنا ومن قال ماذا والى أين قد يفضي ذلك، والرد العاصف داخل مصر نفسها. فقد احتشد آلاف قبالة مبنى سفارة اسرائيل في القاهرة ومكاتب القنصلية في الاسكندرية. ومن سوء حظ شالوم كوهين القائم باعمال سفيرنا الدائم اسحق لفنون (وهو في عطلة في الخارج) أنه دُفع الى عين العاصفة في مطار القاهرة مع وصوله من اسرائيل. وبخلاف النهج الدبلوماسي، رفضوا أن يفتحوا من اجل السفير المناوب غرفة العمليات في المطار في طريقه من الطائرة الى قافلة السيارات المصفحة.

كانت هذه علامة الغضب الاولى. وقد حار الثمانية القادة في القاهرة بين صرف سفير اسرائيل كما يطلبون في المظاهرات الغاضبة، وبين إبراز عضلات، الذي يُسكن جأش طالبي ابطال اتفاق السلام. وفي المقابل وجد ضغط امريكي كي لا يتم تنفيذ اجراء متسرع قد ينتهي حتى الى تقليص المساعدة السنوية. فان 2.2 مليار دولار مبلغ كبير في الازمة الاقتصادية العميقة التي تغرق فيها مصر بعد الثورة. وفي النهاية استقر رأيهم على اجراء مزدوج: فقد استدعوا اولا رئيس المفوضية الاسرائيلية لاسماعه احتجاجا شديد اللهجة ولطلب اعتذار اسرائيلي عن اطلاق النار الذي أفضى الى موت الضابط والجنديين، وفي الليل أعلنوا اخراج السفير المصري ياسر رضا من اسرائيل.

ان العملية في ايلات من وجهة نظر مصر اخفاق امني اسرائيلي: فقد تسللت خلية ارهابية فلسطينية من غزة مع أحزمة ناسفة وشحنات ناسفة، ووجه "الشباك" انذارا لكن متخذي القرارات وعناصر الامن ناموا في الحراسة. وثم مما يؤيد وجهة النظر المصرية هذه تقرير مساعد من القوة متعددة الجنسيات، لكن اسرائيل تحاول ان تُلبس مصر الاخفاق وأن تعاقبها، في حين يواجه المجلس العسكري أمواج الغضب التي تعلو من الجنازات.

هذا السلام أهم من كل جدل، فواجبنا أن نحافظ عليه بأسناننا، وألا نستخف وألا ننام في الحراسة. أكان أحد ما عندنا يلوم رئيس الحكومة لو أنه أجرى مكالمة هاتفية مع القاهرة؟ وبعد أن لم ننتهز الفرصة أصبح الامر يبدو معقدا ومقلقا: فقد طلبوا أولا تحقيقا واعتذارا معلنا، ويضيفون الآن تعويضا ماليا لعائلات الضحايا ويُذكروننا في الفرصة نفسها بما يحدث في تحقيق قتل أسرى الحرب في سيناء. ويقولون وعدتمونا باجراء حساب ومصر لا تنوي التخلي.

ما زال من غير المتأخر اجراء مكالمة هاتفية. فأسهل وأجدى ان توضع جانبا جميع الحسابات والمحاسبات وأن يُنظر الى الأمام. اذا كان شخص ما قد اخطأ، واذا كان الجنود المصريون قد قتلوا في عاصفة المطاردة فيجب ان تُرى الصورة الكاملة، لا صورة جانبنا فقط. ينبغي الاعتراف بالخطأ والاحترام وعدم التهديد بالأساس. فسيناء برغم جميع المشكلات لن تمضي الى أي مكان. والأصح البحث عن طرق تعاون، والكف عن الركل.