خبر فى الذكرى الثانية والأربعين لحريق المسجد الأقصى... بقلم الأسير المحرر أ . رأفت حمدونة

الساعة 10:27 ص|21 أغسطس 2011

فى الذكرى الثانية والأربعين لحريق المسجد الأقصى...  بقلم الأسير المحرر أ . رأفت حمدونة

فلسطين اليوم-غزة

فرق كبير بين من يعيش حالة حب القدس بالثقافة والانتماء والروح ومن يعيش ذلك الشعور بكل ما سبق مع التضحية من أجل القدس ودفع الثمن بالحياة من أجله ، ومن بكى في ليلة القدر على عتباته وصلى تحت الصخرة وفى باحاته وشرب من ماءه ، وأفطر رمضان تحت جدرانه ، وتحمل الجهد والخوف وصعوبة الطريق ليصل رغم منع الاحتلال إلى أبوابه ، وعاش طفولته واسترخص روحه وحياته وشبابه ومتاع الحياة الدنيا أمام تاريخ القدس وحضارتها ومكانتها الدينية والتاريخية فذاد عنه وحماه .

في الذكرى الثانية والأربعين من حرق المسجد الأقصى المبارك  (21 أغسطس 1969) على يد المتطرف اليهودي الأسترالي الأصل مايكل دينيس روهان ، يتحول الحريق إلى القلوب على الأقصى، حيث مراقبة ومتابعة الاستهداف الإسرائيلي للقدس والمقدسيين منذ ذلك التاريخ وقبله حتى الآن، حيث هدم البيوت وتكثيف الاستيطان، وسجن المدينة بالجدار، واستهداف المقدسيين على كل المستويات " الأمنية والأخلاقية والاقتصادية والجانب السياسي" والحفريات ، والتهجير للفلسطينيين مقابل سياسة الجذب للمستوطنين، وسحب هويات المقدسيين ومحاولات إبعاد الشخصيات الدينية والوطنية عن القدس، والقيام بتجريف عدد من مقابر المسلمين والمتاحف والبيوت والمحلات التجارية والحدائق والعمل على تغيير معالم البلدة القديمة والمدينة المقدسة بكاملها في مسعى لتفريغ المقدسيين الأحياء والأموات منها من أجل تنفيذ سياسة الاحتلال الرامية لتهويد القدس، والعمل على هدم معظم الأبنية والآثار الإسلامية التي تحيط بالمسجد الأقصى وشق الطرق داخل مقابر المسلمين وتجريف المقابر الإسلامية المحيطة به كمقبرة الرحمة واليوسفية ومأمن الله التي تضم قبور بعض الصحابة والتابعين، ومحاولة وضع حجر الأساس لما يسمى بالهيكل الثالث المزعوم كمخطط يهدف إلى الاستيلاء على الأماكن المقدسة في المدينة ، وافتتاح كنيس الخراب يوم 16 مارس الماضي 2010 واقتحام المسجد الأقصى وإدخال العشرات من اليهود المتدينين وتأدية بعض الطقوس الاستفزازية لمشاعر المسلمين كل ذلك يدعونا لإحياء ذكرى حريق الأقصى من كل عام لإبقاء جذوة الانتماء للقدس والأقصى والتاريخ حاضرة في كل زمن وحين، وللتحذير من مخططات الاحتلال الرامي للاستيلاء على المدينة المقدسة التي بارك الله حولها وهدم قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم، ولتوسيع دائرة الثقافة والتضامن والانتماء الإسلامي للقدس ، فالأقصى ليس للفلسطينيين بل لجميع العرب والمسلمين ، والقدس تستحق الكثير لأنها آية من القرآن الكريم ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) ولأنها مدينة الأنبياء رضوان الله عليهم أجمعين ، ولأنها قداسة الصخرة التي عرج منها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء ، و لأنها قبلة المسلمين الأولى ، وثالث الحرمين الشريفين ، ولأنها كاشفة العورات ، وباروميتر الحضارات ، و لأنها التاريخ بكامله ومحور الصراع فى هذا الكون .

أكتب عن القدس ومحظوظ بأن تكون القدس في كل الدقائق من حياتنا ، حيث أحياء ليالي القدر في القدس من كل رمضان في طفولتنا ، والصلوات في أكنافه في ريعان شبابنا، وأتذكر مذبحة القدس والاثنين وعشرين شهيداً مصلياً وإصابة أكثر من مئتى جريح داخل المسجد الأقصى في 8/10/1990 وقيامي بعملية عسقلان – المنطقة الصناعية في 23/10/1990 انتقاماً للمجزرة وشهداء القدس ، واعتقالي على أثرها خمسة عشر عاماً متواصلة في معظم السجون الإسرائيلية ليتم الإفراج عنى في 8/5/2005 ، وكان آخر وداع لشخص من السجون لعميد الأسرى المقدسيين فؤاد الرازم والذي له في الاعتقال أكثر من 30 عاماً متواصلة من أجل القدس ، ولأدرس الدراسات العليا بعد تحريري في جامعة القدس " أبو ديس " وأعمل مقدم برامج في راديو القدس وفضائية هنا القدس وأعمل محاضر غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة وأكون مشرفاً لمقرر " تاريخ القدس " ولأكتب رواية الشتات أثناء الاعتقال عن أزقة وأهل القدس .

ففي ذكرى حريق آب 1969 يجعلنا أكثر حذراً وأكثر انتماءاً وأكثر حرقة على المسجد الأقصى ، وقد يتكرر الحريق وأكثر من ذلك بكثير فيما لو غمضت جفون حماة المسجد الأقصى في كل مكان ، لذلك يجب أن تبقى هذه الذكرى " حرق المسجد الأقصى " وذكرى " يوم القدس العالمي " من كل رمضان أياماً إسلامية وإيمانية وأياماً عالمية للغضب ولنصرة المسجد الأقصى المبارك حتى تحريره .