خبر ينبغي عدم احتواء الاضطرابات- هآرتس

الساعة 08:55 ص|18 أغسطس 2011

ينبغي عدم احتواء الاضطرابات- هآرتس

بقلم: اسرائيل هرئيل

يُحذرون من أن جموع الفلسطينيين قد تخرج للتظاهر في ايلول. وثم أشواق رومانسية في اسرائيل ايضا لأن تكون هذه باسلوب "الربيع العربي". فما الذي يميز ذلك الربيع؟ العنف كما في تونس ومصر وليبيا وسوريا. اذا حدث ذلك، فان اليقظة الاجتماعية العاصفة في تموز – آب قد تبدو في ايلول – تشرين الاول مثل تاريخ بعيد مثالي. إن فريق البروفيسور عمانوئيل تريختنبرغ والفريق البديل الذي انشأته قيادة الخيام (والذي قد يحطم وحدة الاحتجاج ويضر بانجازاته بسبب انتمائه السياسي الواضح) سيعملان في محيط اقتصادي – نفقات أمنية طاغية وتباطؤ اقتصادي – ومعنوي كذاك الذي كان موجودا في الايام الفظيعة في بداية سنوات الألفين.

ليس هدف الفلسطينيين الأعلى انشاء دولة في حدود 1967. فلو أنهم أرادوا ذلك لما أغرقوا بالدم والنار اقتراحات اهود باراك في كامب ديفيد و"تعديلات" يوسي بيلين في طابا. ولو كان محمود عباس يختلف عن ياسر عرفات كما يصفه أشياعه الاسرائيليون لتمسك بخريطة اهود اولمرت كأنه يجد غنيمة كبيرة.

إن هدفه – هدفهم الافضاء الى اختفاء اسرائيل. ولما كان من غير الممكن القضاء عليها بالقوة، كما برهنت الحروب وحرب الارهاب معا، توجهوا الى نوع آخر من ادارة المعركة هو حملة دعائية عالمية (بمساعدة غير قليل من اليهود في البلاد والجاليات) لضعضعة حق الشعب اليهودي بوطن وسيادة – وتهرب من كل تفاوض، حتى احراز الهدف، لانه في التفاوض ستضغط عليهم الولايات المتحدة بل الرباعية لاتخاذ قرار يعترف باسرائيل ولاعلان نهاية الصراع. وهم لا يستطيعون اتخاذ قرار كهذا يمس الجذور الأعمق لعقيدتهم الدينية والقومية. إن أملهم – وقد سمع اسرائيليون غير قليلين هذا من مثقفين فلسطينيين رواد – أن تفضي أحداث تاريخية مثل تفوق سكاني عربي، وهرب الطبقات الانتاجية من البلاد وتوسيع الشقاقات الداخلية حتى تصبح الحياة في اسرائيل بغيضة – الى نهاية الكيان الصهيوني.

لو علم الفلسطينيون أن توجههم الى الامم المتحدة سيؤدي الى انشاء دولتهم في حدود 1967 لما توجهوا. فالتوجه يرمي الى خدمة استراتيجية تريثهم، الكثيرة المراحل والحيل التآمرية.

إن الاضطرابات التي ستصاحب ايام التباحث في الامم المتحدة والاسابيع (الاشهر؟) التي تليها قد تسبب اصابات بالاجسام والنفوس والروح المعنوية والاقتصاد. فهل اسرائيل مستعدة لاستباق الشر؟ نشك في هذا.

إن الجيش الاسرائيلي وسائر أذرع الأمن تجري تدريبات واعدادات "تفكيرية" لتفريق المظاهرات، لكن يبدو أن التوجه هذه المرة يشبه استراتيجية اهود باراك (رئيس الحكومة ووزير الدفاع) وبني غانتس (قائد فرقة يهودا والسامرة) في حرب الارهاب في مطلع سنوات الألفين وهي "الاحتواء".

أي أن الفلسطينيين يبادرون ونحن ندافع عن أنفسنا ونرد. أخشى أن يكون قادة استراتيجية "الاحتواء" التي استُعملت في الفترة التي قتل فيها أكثر من ألف اسرائيلي وجرح نحو من ثمانية آلاف، لم يتعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا (تحت قيادة وزير دفاع آخر وقائد فرقة آخر فقط خرج الجيش الاسرائيلي في عملية "السور الواقي"، وهزم ارهاب المنتحرين وأحدث هدوءا يتمتع به الفلسطينيون ايضا – الذين يبنون مدينة جديدة – بقدر لا يقل عن اليهود).

يجب على رئيس الحكومة، والمجلس الوزاري المصغر، والثمانية والحكومة كلها بالطبع أن يراقبوا جيدا كي لا نسقط مرة اخرى تحت قيادة باراك وغانتس في مستنقع اضطرابات متصلة قد تكون نتائجها كارثة على اليهود والعرب معا.