تقرير إسرائيلي داخلي يعترف بأن أوضاع السجون رهيبة
فلسطين اليوم-غزة
اعترف تقرير للنيابة العامة الإسرائيلية، أمس، بقساوة ظروف العيش في السجون , مشيراً إلى الكثافة العالية لدرجة الاختناق، وإلى مبان لا تتماشى مع المعايير الأساسية، وتقييد سجناء بشكل غير منصف، ونقص بالمعدات وفي تقديم العلاج والنظافة، إضافة إلى سلسلة نواقص أخرى ذات صلة بلقاء السجناء مع ذويهم ومحاميهم.
كما تضمن التقرير أيضا شكوى سجين جرى تقييده في السرير 24 ساعة يوميا لمدة خمسة شهور.
وجاء هذا التقرير بعد سنوات طويلة من تقارير أعدتها مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية، ومن أبرزها «اللجنة ضد التعذيب» وكذلك أجنبية. وكانت هذه المؤسسات تصف قساوة ظروف السجون الإسرائيلية، وتعتبر أنها لا تتساوى مع أوضاع السجون في الدول الصناعية.
وأشار التقرير إلى أن "إسرائيل" ظلت ترفض هذه الاتهامات، وظل الناطقون بلسانها يردون فورا بإجراء مقارنات بين هذه السجون والسجون العربية. وفي الشهور الأخيرة، خرج اليمين الإسرائيلي بحملة ضد ما سماه «مستوى خمسة نجوم الذي يتمتع به الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، بينما جلعاد شاليط (الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس) لا يرى الشمس ولا يتواصل مع أهله».
وقررت هيئة «الدفاع الجماهيري» في النيابة العامة في إسرائيل إجراء تحقيق في أوضاع السجون لبلورة موقف موحد من الاتهامات والدفاعات عن السجون. ونفذ التحقيق أربعة محامين يهود، هم: غاليا ليطني ويشاي شارون وغيل شبيرا ويوآف صفي، وشملت 26 موقعا تقع تحت مسؤولية مصلحة السجون، و13 موقعا بمسؤولية المحكمة، و10 مواقع تحت مسؤولية الشرطة. ومع أنهم تناولوا أوضاع السجون عامة ولم يركزوا فقط على الأسرى الفلسطينيين، فقد خرجوا بنتائج لا تختلف كثيرا عما خرج به أنصار حقوق الإنسان في إسرائيل أو فلسطين أو العالم.
ومما جاء في تقريرهم:
* هناك نقص شديد في المجموعات التي تعمل على تقديم علاجات رادعة خاصة لمرتكبي المخالفات الجنسية، إضافة إلى النقص في الأطر العلاجية والتربوية للأسرى الأمنيين، علاوة على النقص الخطير في العاملين الاجتماعيين في بعض السجون.
* رغم أن مصلحة السجون تحاول تحسين الوضع في السجون، فإن القصورات لا تزال كبيرة جدا.
* توجد نواقص كثيرة بشأن العلاج الطبي، وشكاوى عن فرض عقوبات شديدة وغير متناسبة، مثل العقاب الجماعي، والتقييد بشكل غير منصف.
* نقص في القوى العاملة، وأطر معالجة وإصلاح السجناء، ومشكلات وقائية خطيرة، وكثافة غير محتملة، وحر شديد في الصيف مقابل برد شديد في الشتاء. كما تذمر السجناء من نوعية الطعام والشراب، ومن النقص في المعدات الأساسية.
ويشير التقرير إلى سجينة عانت مدة ثلاثة أسابيع من أمراض معوية شديدة، ولم تعرض على طبيب، بل كبلت في السرير، مما اضطرها لقضاء حاجاتها وهي مقيدة.
ويسلط التقرير الضوء على مشكلة إدارية خطيرة ومقلقة في سجن الشارون بكل ما يتصل بالعلاقة مع السجناء وظروف معيشتهم غير الإنسانية. وفي الوقت نفسه، ينتقد طاقم السجن الذي لم يتعاون مع معدي التقرير.
وفي سجن «هديكل» وصل إلى معدي التقرير شكاوى من أسرى حول أسلوب عقاب يطلق عليه «القفص»، إذ اعتاد السجانون على إبقاء السجناء لفترة طويلة في مساحة لا تتجاوز مترين مربعين، وهي معدة أساسا لانتظار لقاء الأسرى مع المحامين.