بوادر تقلص -هآرتس
بقلم: أسرة التحرير
في جلسة عقدها أول أمس مع أعضاء لجنة المالية في الكنيست، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن أنه رغم "تعاطيه بجدية كبيرة" مع لجنة تغيير الاقتصاد الاجتماعي برئاسة البروفيسور مانويل تريختنبرغ، فانه لا يتعهد بتبني توصياته. وحسب أقواله، فان الحكومة مطالبة بان تحافظ على التوازن السليم بين توصيات اللجنة وبين الحاجة الى الاستقرار الاقتصادي.
وهكذا يشكك نتنياهو بتفكر اعضاء الفريق وفهمهم المصلحة الاقتصادية العامة لاسرائيلن ويمهد التربة لوصف توصيات اللجنة عن الحاجة لتغيير جوهري في السياسة الاجتماعية للحكومة كتهديد على الاستقرار الاقتصادي للدولة.
أقوال نتنياهو هذه تلمح بتقلص في تعهده لتريختنبرغ بتغيير موقفه الاساس بكل ما يتعلق بسلم الاولويات في المجال الاقتصادي – الاجتماعي. وهكذا يبرر رئيس الوزراء قرار قادة الاحتجاج تعيين فريق خبراء خاص بهم، يوصي باعادة توزيع الكعكة الوطنية. ومثلما قال البروفيسور افيا سفيبك، من قادة الفريق المستقل، فان زيادة نفقات الحكومة لغرض تحسين وضع الطبقة الوسطى لا تفترض زيادة العجز. يمكن تحقيق ذلك من خلال تغيير في السياسة المالية وسلم الاولويات في توزيع الميزانية.
قادة الاحتجاج يستحقون الثناء لاختيارهم خبراء من الصف الاول ولجملة القطاعات في المجتمع والتنوعات الفكرية في الفريق البديل. ينبغي الثناء على الاكاديميين وباقي الخبراء لقرارهم المساهمة في خدمة المجتمع بعلمهم ووقتهم.
البروفيسور تريختنبرغ تصرف بحكمة حين رحب بتشكيل الفريق المستقل، التقى بمبادرته بقادة الاحتجاج ودعا الجمهور من خلال اليو تيوب الى مساعدته في بلورة حلول للمسائل المختلفة، التي يطرحها الاحتجاج الشعبي.
اذا كان رئيس الوزراء مستعدا بالفعل للانقطاع عن مبادىء الليبرالية الجديدة في صالح اعادة بناء دولة الرفاه، فان عليه أن يعرب عن الثقة الكاملة بمسؤولية أعضاء اللجنة، التي عينها هو نفسه، عن الاستقرار الاقتصادي لاسرائيل. تصريحات تشكك بالتزامه بتوصيات اللجنة تضعضع مصداقيته.