خبر التاسع والعشرون من ايلول- يديعوت

الساعة 08:24 ص|17 أغسطس 2011

التاسع والعشرون من ايلول- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

يجب أن تكون غبيا غير صغير كي تصدق أن يعيد محمود عباس في الزمن القريب الفلسطينيين الى مائدة المباحثات للمصالحة والسلام مع اسرائيل. ما الذي يدعوه الى ذلك؟ فهو في غضون زمن قصير يتوقع أن يصبح "ملك العالم". ان عشرات الدول – والجزء الاكبر منها لم يؤيد اسرائيل في السنين الاخيرة – ستصفق له بمساعدة الامم المتحدة. والقوى العظمى والدول التي احترمت اسرائيل دائما ستسقط أو تغيب عن الابصار. وسيكون من يهمسون على مسامع رون بروشاور ممثلنا في الامم المتحدة قوله: قلنا لكم.

        اذا انتهى أمر التصويت والاعتراف في ايلول بالتصفيق والاعلام والجلاجل ومسيرات الفرح فقط، فسنسمع من الهند الى اثيوبيا تنفس الصعداء الذي سيصدر عن رئتي نتنياهو وباراك ووزراء آخرين في الحكومة. لم يعتقدوا قط أن يرث أبو مازن مقعد بنيامين زئيف هرتسل، ولم يعتقد أبو مازن ايضا ذلك، على نحو لا يصدق.

        لكن وليتنا نكون واهمين، قد يصبح العشرون من ايلول 2011 – بالنسبة الينا بالطبع – التاسع والعشرين من تشرين الثاني أو الخامس عشر من أيار بالنسبة للفلسطينيين. واذا حدث هذا فسيبدأ العد من جديد، ونقول مرة اخرى ليتنا نكون واهمين.

        لانه اذا اعترفت 150 دولة في العالم بدولة فلسطينية فسينهض أبو مازن ورفاقه بعد دقيقة من الاعلان والاعتراف ليقولوا لنا: الآن يا سادة لا نسألكم أي شيء. قد وافقنا على دولة منزوعة السلاح لكننا منذ الآن دولة مستقلة يحق لها أن تفعل ما يخطر ببالها: سنستورد صواريخ وقذائف صاروخية ومدافع وكل ما نشاء.

        سيبقى فيما سيعرفه الفلسطينيون بأنه دولتهم، سيبقى الجيش الاسرائيلي والمستوطنات. ولن يفعل ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية (هكذا سموا هذه المنطقة قبل ان تسمى يهودا والسامرة) وفي قطاع غزة شيئا ولا نصف شيء لمواجهة دولة اسرائيل. ولماذا يفعلون؟ سيبدأون فقط "نضالا شعبيا" للجيش الاسرائيلي والمستوطنات الواقعة في رأيهم داخل الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها 150 دولة. وسيستمد الفلسطينيون التشجيع على نجاح "النضال الشعبي" من مصر وتونس، بل من ليبيا وسوريا حيث ما يزال هذا النضال متعثرا حتى الآن. وسيشارك في "النضال الشعبي" جمهور النساء والاولاد الذين سيبدأون السير فقط نحو وحدات الجيش الاسرائيلي والمستوطنات. وحماس تريد أكثر من هذا فلا يكاد يوجد شك في أن حماس تريد حمام دم.

        في هذه النقطة بالضبط يمكن أن يأتي الى اسرائيل مكسب وانقاذ: ففي يهودا والسامرة على الأقل لا يريدون دولة حماس. يخافون منها. وهذا هو وقت التنسيق الامني الوثيق مع قادة السلطة الفلسطينية الذين يرتجفون من خوفهم من حماس أكثر مما يرتجفون من خوفهم من اسرائيل، وليست الصورة أحادية. وليست سيئة بالنسبة الينا فقط.

        يجب على دولة اسرائيل، وهكذا حقا، أن تحاول جعل نتائج التصويت المتوقعة في الامم المتحدة عقيمة. كيف؟ يجب عليها قبل كل شيء "أن تقيم الدنيا وتقعدها" لتجديد المحادثات مع الفلسطينيين، بحيث يحسن هذا الاجراء مكانتهم ووضعهم ويُسوغ في نظرهم هذا التجديد. وامكانية اخرى هي الاعلان بنيتها الغاء اتفاقات باريس في المجال الاقتصادي. هناك من يقولون ان السكان المحليين وقادتهم لن يصمدوا من غيرها. ويوجد امكانية اخرى هي ان تعمل الولايات المتحدة (وهي ما تزال الى جانبنا) وعدد من الدول المركزية في اوروبا على مواجهة الاعتراف وأن تفعل كل شيء لجعل معنى النجاح والتصويت في الامم المتحدة عقيما.

        بيد أن كل شيء في حلبتنا قابل للانفجار ولا يمكن منع كل فكرة باطلة. فكل سخيف من غزة يفجر قنبلة يدوية ويقتل ستة اسرائيليين أو أكثر في شوارع القدس أو عسقلان، وكل نشاط ارهابي كبير آخر، سيحرق جميع الخطط الجيدة ونوايا المصالحة والسلام حتى لو كان ذلك مخالفا لرأي أكثرية حاسمة من الفلسطينيين. ففي الشرق الاوسط؛ كل غبي هو سياسي للحظة، وكل قنبلة يدوية أو شحنة ناسفة هما سياسة. وأهم شيء في حلبتنا ألا نفقد السيطرة لا نحن ولا هم.