خبر لنخفض التوقعات -يديعوت

الساعة 08:24 ص|17 أغسطس 2011

لنخفض التوقعات -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

        (المضمون: اذا كانت حماس تريد جدا شيئا من المصريين، فلعله يوجد هنا زخم محظور تفويته. لعل هذه هي الفرصة لانتزاع انهاء الصفقة من حماس - المصدر).

        حماس، أغلب الظن، لم تغير شيئا في مطالبها في قضية شليط، وخالد مشعل لا يصل الى القاهرة لانه اكتشف الضوء فجأة. مشعل يصل الى القاهرة، قبل كل شيء، كي يعالج الموضوع المركزي الذي يشغل بال قيادة حماس: بسبب الازمة في سوريا تسعى قيادة المنظمة الى نقل مقرها من دمشق الى القاهرة.

        قبل أكثر من شهرين رفضت السلطات المصرية أن تستوعب لديها مقر المنظمة ووافقت على البحث فقط في نقل مقرات شخصية قليلة لقيادات حماس من دمشق الى القاهرة. ولكن الجواب المصري لم يدفع حماس الى التراجع. فصعود قوة الاخوان المسلمين في مصر بعد سقوط مبارك شجع رجال المنظمة للعودة الى الطلب للانتقال الى القاهرة. وبالفعل، يبدي الحكم العسكري المصري اليوم استعدادا للحديث مع حماس في هذا الموضوع. ولكنه يطرح عليه عدة شروط بينها: اعطاء مضمون حقيقي للمصالحة بين حماس وفتح والعودة الى المباحثات على صفقة شليط، بشكل تقوم به مصر بدور الوسيط السائد.

        اسرائيليون هم أيضا يتجولون في القاهرة. رغم سقوك مبارك ورجاله، رغم موجات العداء الشعبية التي تأتي من القاهرة باتجاه اسرائيل، لا تزال هناك علاقات عمل جيدة، في المجالات الامنية، بين اسرائيل ومصر. وتجري اتصالات العمل مع المصريين من خلال رئيس القسم السياسي – الامني عاموس جلعاد. مبعوثون اسرائيليون يدخلون ويخرجون من والى مصر، وتوجد مصالح مشتركة.

        وأفادت صحيفة "روز اليوسف" المصرية قبل نحو اسبوعين بزيارة قام بها عاموس جلعاد الى القاهرة. وهذه ليست زيارته الاولى هذا الشهر. والمواضيع واسعة: ابتداء من الهجمة الشيطانية على "رجال الموساد" المزعومين، بما في ذلك اعتقال الشاب الاسرائيلي – الامريكي ايلان غرفل، الذي اذا لم تنجح اسرائيل والولايات المتحدة الى منع وصوله الى المحاكمة فانه سيرسل الى السجن لـ 15 سنة دون ذنب اقترفه، وانتهاءا بمنح موافقة اسرائيلية لقوات مدرعة مصرية بالدخول الى سيناء – خلافا لاتفاقات السلام – للتصدي لاولئك البدو من مؤيدي الجهاد العالمي الذين قتلوا قبل نحو اسبوعين ثمانية ضباط وجنود مصريين في العريش، اعلنوا عن خلافة اسلامية في سيناء وفجروا محطة الغاز.

        إذن فهم يلتقون، يتحدثون ويشخصون المصالح – سواء في حماس، ام في مصر، أم في اسرائيل. وفي الطريق تنكشف أيضا الفرص لممارسة الضغط على حماس في المواضيع القريبة من اسرائيل ومن مصر، مثل صفقة شليط. اسرائيل، من خلال الوسيط دافيد ميدان، تحسن "الرزمة" الاسرائيلية، التي وصفها في حينه الوسيط الالماني بانها عرض نزيه ولكنه رفض في حينه. بشكل عام، في اسرائيل هناك غير قليل من الاشخاص المهنيين الذين عالجوا القضية ويعتقدون بان ليس لحماس حقا مصلحة في انهاء الصفقة. فرجال المنظمة يرون في احتجاج شليت رافعة لاهانة دولة اسرائيل وللحفاظ على مكانتهم الشخصية في قيادة المنظمة. وعليه، فليس لديهم أي حافز لتلطيف حدة مواقفهم.

        ولكن اذا كانت حماس تريد جدا شيئا من المصريين، فلعله يوجد هنا زخم محظور تفويته. لعل هذه هي الفرصة لانتزاع انهاء الصفقة من حماس.

        وعليه، فعندما اعترف وزير الدفاع باراك امس لاول مرة علنا بان شيئا ما يحصل في القاهرة فقد وصف ذلك بانه "نواة حقيقة". محظور أن نضخم التوقعات. على حماس أن تكون في ضائقة حقيقية كي تتطور المحادثات في موضوع شليت وصولا الى صفقة. اما عندنا فمثلما هو الحال دوما: احد لا يمنع نشوء الانطباع بان أشياءا تحصل في موضوع شليط. هذه الايام عندما تسيطر العدالة الاجتماعية على العناوين الرئيسة لا ضير في تلقي عناوين متفائلة عن شليط.