في ذكرى استشهاد المعتقلان أسعد الشوا وبسام السمودي
فروانة:استخدام القوة بحق الأسرى لم يعد بالحدث العابر وإنما أضحى ظاهرة يومية
فلسطين اليوم- غزة
قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، بأن استخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين ، لم يعد بالحدث العابر أو العمل النادر ، وإنما وأضحى ظاهرة يومية وتصاعد بشكل غير مسبوق في السنوات القليلة الماضية ، في إطار سياسة ثابتة اعتمدتها إدارة السجون في تعاملها مع الأسرى والتضييق عليهم واستفزازهم.
وأضاف بأنها شكلت في هذا الصدد خلال السنوات الأخيرة قوات قمع خاصة عُرفت بـ " قوات نخشون وميتسادا " وهذه القوات مدربة جيداً ومزودة بأسلحة مختلفة منها الهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص الحارق وفي أحياناً كثيراً استخدموا الكلاب ، وتضم عسكريين ذوي خبرات وكفاءات عالية جدا ومهارات قتالية تقنية ، وسبق لهم أن خدموا في وحدات حربية مختلفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبين، أن هذه القوات تعمل 24 ساعة وموجودة في كافة السجون بشكل دائم وتستدعى على عجل عند حدوث خلاف ما ولو بسيط بين الإدارة والمعتقلين العُزل الذين يناضلون لنيل حقوقهم الإنسانية ، وترافق الأسرى أثناء التنقلات ، كما وتمتلك السرعة في التجمع في سجن واحد إذا تطلب الأمر ذلك ، هذا بالإضافة الى أنها توثق بالصوت والصورة كافة عملياتها واقتحاماتها باعتباره انتصاراً ، وحتى تُعالج ما يمكن أن يسجل قصوراً أو ثغرات من وجهة نظرهم ، مما يعني أن تلك القوات ماضية في طريقها ، وتسعى لتطوير قدراتها .
واستحضر فروانة في هذا الصدد الفيلم الذي بثته احدى القنوات الإسرائيلية في ابريل الماضي والذي يوثق عملية اقتحام معتقل النقب في أكتوبر 2007 من قبل تلك القوات وهي مدججة بالسلاح واعتداءاتها على الأسرى وحرق عشرات الخيام وإطلاق النيران ، والذي استشهد خلالها المعتقل " محمد صافي الأشقر " من طولكرم وإصابة أكثر من 250 معتقلا بجروح مختلفة .
جاءت تصريحات فروانة هذه في الذكرى 23 لاستشهاد الأسيرين أسعد جبرا الشوا ( 19 عاماً ) من حي الشجاعية بغزة ، والشهيد بسام ابراهيم السمودي ( 30 عاماً ) من قرية اليامون في جنين بالضفة الغربية ، بعد إصابتهما بعدة أعيرة نارية بشكل مباشر ، من قبل جنود الإحتلال المدججين بالسلاح والمنتشرين فوق أبراج المراقبة وبين خيام وأوساط المعتقلين في معتقل أنصار 3 الواقع في صحراء النقب جنوب فلسطين والملاصق للحدود المصرية وذلك في مثل هذا اليوم من عام 1988.
وذكر فروانة أن الرصاص أُطلق على المعتقلين العُزل بعدما احتج سلمياً قرابة ألف وخمسمائة معتقل في قسم " ب " ، بالهتافات والأناشيد الوطنية والتكبير على ظروف اعتقالهم السيئة والقاسية ، وفيما بعد تناولوا كل ما يقع تحت أيديهم من حجارة وصواني بلاسيكية وأحذية وقذفوا بها على الجنود وادارة المعتقل .
مضيفا : بأنه وردا على ذلك أقدمت إدارة المعتقل المدججة بالسلاح، على قمعهم باستخدام القوة المفرطة مزودة بالغاز المسيل للدموع والهراوات ، ووفقاً لشهود عيان فان المدعو " ديفيد تسيمح " قائد المعتقل هو من بدأ باطلاق النار حينما انتزع بندقية جندي كان يقف بجواره وأطلق النار مباشرة ومن مسافة قريبة على المعتقل ( اسعد الشوا ) ليسقط مدرجاً بدمائه ، ومن ثم أصيب الشهيد بسام برصاصة قاتلة في القلب استشهد على أثرها .
واعتبر فروانة أن استشهاد الشوا والسمودي ، هو الحدث الأول في مسيرة الحركة الأسيرة ، حيث أنها المرة الأولى التي يستشهد فيها معتقلين جراء إطلاق الرصاص الحي مباشرة عليهم ، فيما لحق بهما ( 5 ) أسرى آخرين ، ليصل عدد الأسرى الذين استشهدوا داخل سجون الإحتلال جراء اصابتهم بأعيرة نارية الى ( 7 ) اسرى حسب ما هو موثق لديه بالسماء والأحداث ، وكان آخرهم الأسير محمد الأشقر والذي استشهد في اكتوبر عام 2007 في معتقل النقب ، فيما الإعتداءات مستمرة والإصابات متواصلة .
وبيّن مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية عبد الناصر فروانة أنه ومنذ العام 1967 استشهد داخل سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي ( 202) أسيراً وفق ما هو موثق ، منهم ( 70 ) أسير نتيجة التعذيب ، و( 51 ) نتيجة الإهمال الطبي ، و(74 ) اسير نتيجة القتل العمد بعد الإعتقال مباشرة ، و( 7 ) معتقلين استشهدوا جراء اطلاق النار عليهم