ارتفاع الحرارة لا يمنع حضور "الفلفل" على موائد الغزيين في رمضان
فلسطين اليوم-غزة
«الحار، المكبوس، الأحمر والأخضر»، كلها أصناف متعددة من الفلفل يتناولها المواطن الغزي بشكل كبير، معتقدا أنها فاتحة للشهية، ولكن المستغرب حضور الفلفل بأنواعه المختلفة على موائد الإفطار الغزية في رمضان، وإن كان بصورة أقل نسبيا، مقارنة بباقي أيام السنة، على الرغم من أجواء الشهر الفضيل الحارة، والعطش الذي يسببه بعد الإفطار، بالإضافة إلى ما لا تحمد عقباه من التهابات في الجهاز الهضمي أو الحرقان أو البواسير.
محمود عكيلة، صاحب مطعم للمأكولات الشعبية بحي الشجاعية، قــال: «إن إقبال المواطنين على مطعمه مرتبط بوجود الفلفل المكبوس، حيث يزداد إقبال الزبائن عند وجوده، ويقلون إذا لم يتواجد على طاولة المقبلات والسلطات».
وأشار إلى أن زبائنه يتناولون وهم واقفون أكثر من «غالون» (وعاء سعته قرابة 5 لترات) كامل يوميا. وأضاف أن تكلفة غالون الفلفل25 شيقل، وأنه يشتري أكثر من 10 غالونات يوميا لجذب الزبائن إلى المطعم،مؤكداً أنه لولا الفلفل، لأغلق مطعمه منذ سنوات.
المواطن أبو علاء، له قصة مع الفلفل، وهي أنه لا يستطيع أن يأكل أي وجبة دون وجود الفلفل بأنواعه، مع أنه يفضل الفلفل المكبوس.
وأضاف أنه كان يتناول الفلفل في إسرائيل أثناء عمله في بداية انتفاضة الأقصى المبارك، دون أن يهتم أبدا للأعراض التي سوف تنجم عنه، من التهاب في المعدة إلى ارتفاع درجات الحرارة.
وبين أبو علاء، أنه تحدى أثناء عمله في "إسرائيل" أحد العمال على أكل الفلفل، وأنه تمكن من أكل15 قرن فلفل، فيما أكل أبو علاء 40 قرنا، خلال أقل من نصف ساعة، «وحينها بدأ وجهي يأخذ بالاحمرار ومعدتي بدأت تؤلمني وكدت أنفجر».
وأشار أبو علاء إلى أنه لا يعتمد على شراء الفلفل من السوق، بل يقوم بتخزين كميات كبيرة في منزله.
تخزين الفلفل في البيوت
وحــســب حسن الشوبكي، صــاحــب محل للمخللات، فإنه لم يشاهد هذا العام إقبال من المواطنين على شراء المخللات، وخاصة الفلفل المكبوس، وإن أصحاب المحال يمنون بخسائر فادحة جراء ذلك. وعزا الشوبكي ذلك إلى عملية التخزين في المنازل من قبل المواطنين، للتوفير خلال مواسم الفلفل من شهر 4 وحتى شهر 12 بالإضافة إلى إغلاق المعابر التجارية بين قطاع غزة والضفة الغربية, ويشير الشوبكي إلى أن ما يربحه من بيع غالون الفلفل لا يتجاوز الـ5 شواقل، بينما التجار الصغار وأصحاب السوبرماركت يبيعون الغالون بـ60 شيقل، بينما نبيعهم إياه ب35 شيقل، داعيا السلطات المختصة لمراقبة الأسعار.
وقال الشوبكي: «لقد تعرض أحد مصانع المخللات قرب الحدود الشرقية لمدينة غزة لخسارة فادحة تقدر بـ120 ألف شيقل لعدم دراسته عملية البيع والشراء بصورة جيدة، فقد كان العمال خلال عملهم في إسرائيل لا يهتمون بتخزين الفلفل، بل يشترونه مباشرة، أما في ظل الانقسام والحصار، ومنذ أن انقطع الأمل في العودة للعمل داخل إسرائيل، فلن تجد مواطنا لا ويخزن في بيته أكثر من 40 كيلوغراما في العام الواحد.
فوائد ومضار
ولان الفلفل إحدى أهم السلع الزراعية في القطاع، ومن النادر أن يغيب عن الموائد الــغــزيــة، بحثت «الــحــال» عــن فوائد الفلفل ومضاره، وسألت الدكتور زياد شيخة المتخصص في التغذية، الذي قال: «إن تناول الفلفل بشراهة يتسبب بأمراض كثيرة، أهمها الالتهابات في المعدة والشعور بالحرقان».
ونصح الدكتور شيخة المواطنين بالابتعاد عن تناول الفلفل أو المخللات الأخرى، خصوصا في شهر رمضان، الذي يتميز بأجوائه الحارة هذا العام، وضرورة تناول الأغذية التي تزيد نسبة السكر تدريجيا.
وحسب الدكتور شيخة، فإن الفلفل الحار، ورغم أضراره عند الإكثار منه، إلا أن له فوائد صحية إذا تم تناوله باعتدال، مثل تقوية المعدة والمساعدة على الهضم، وتحفيز الفم والمعدة والأمعاء، كما يفرز هرمونات الهضم ويحسن نكهة الأطعمة.
نقلاً عن صحيفة "الحال"