هستيريا أيلول- هآرتس
كلما اقترب موعد التصويت في الأمم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 4 حزيران 1967، تتعاظم علائم الهستيريا لدى حكومة إسرائيل.
في البداية جندت وزارة الخارجية لتنفيذ اعلام – تخويف في ارجاء العالم، تحولت مؤخرا الى حملة توبيخ للدول التي وعدت بتأييد المبادرة الفلسطينية – العربية. بعد أن تبين بان اكثر من 120 دولة تعتزم التصويت في صالح المبادرة في الامم المتحدة، هدد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بان اسرائيل ستلغي اتفاقات اوسلو. هذا الاسبوع اقترح ليبرمان قطع كل العلاقات مع السلطة الفلسطينية كرد مسبق على موجة العنف التي ستندلع، بزعمه، غداة الاعلان في الامم المتحدة.
وافاد باراك رابيد في "هآرتس" أمس بانه في نقاش عقد أول أمس في "محفل الثمانية" اقترح وزراء اتخاذ عقوبات ضد السلطة للضغط على قيادتها لوقف الخطوة في الامم المتحدة. ضمن امور اخرى اقترح وزير المالية يوفال شتاينتس تجميد تحويل اموال الضرائب التي تجبيها اسرائيل عن الفلسطينيين. ويذكر الاقتراح بالتهديد الامريكي بمعاقبة الفلسطينيين على تطلعهم للاستقلال بوقف تحويل اموال الدعم للسلطة.
من الصعب التفكير في خطوة أخطر وأسخف من تصفية السلطة الفلسطينية والمس بمصدر رزق عشرات الاف رجال الامن والموظفين الذين يعتمدون على طاولتها. ومثلما قال وزير الدفاع ايهود بارك في ذاك النقاش، فان هذه الخطوة ستؤدي الى الفوضى في الضفة وتلقي على اسرائيل المسؤولية عن رفاه 2.5 مليون نسمة. السلطة الفلسطينية بقيادة فتح هي الحاجز الاخير الذي يقف امام تحول الضفة الى فرع لحماس.
الخطر الاكبر الذي يهدد أمن سكان اسرائيل هو قرار القيادة الفلسطينية اغلاق بوابات السلطة غداة التصويت في الامم المتحدة والقاء المفاتيح الى الشارع. السبيل السليم لمنع التصعيد بعد التصويت هو الشروع في مفاوضات على تسوية دائمة على اساس حدود 67 مع تبادل للاراضي وتجميد مؤقت للبناء في المستوطنات. اذا لم تؤدي الردود الاسرائيلية الهستيرية الى انهيار الانظمة في المناطق، فان الطريق سيكون مفتوحا لادارة هذه المفاوضات مع الدولة الجديدة.