خبر إسرائيل لتركيا: المال بدل الاعتذار

الساعة 01:51 م|11 أغسطس 2011

إسرائيل لتركيا: المال بدل الاعتذار

فلسطين اليوم- وكالات

قدمت الحكومة الإسرائيلية اقتراحا إلى تركيا لحل الأزمة في العلاقات بينهما يقضي بأن تدفع تل أبيب تعويضات مضاعفة لعائلات شهداءها التسعة الذين سقطوا بنيران الجيش الإسرائيلي في أسطول الحرية وذلك مقابل عدم تقديم اعتذار لتركيا على أحداث الأسطول.

 

ونقلت صحيفة "معاريف" الخميس عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الاقتراح الإسرائيلي يقضي بدفع مبلغ 100 ألف دولار لكل واحدة من عائلات الشهداء الأتراك التسعة بدلا من 50 ألف دولار.

وأضاف المسؤول أنه توجد مصادقة غير رسمية على هذا الاقتراح من جانب صناع القرار في إسرائيل وأن تركيا لم ترد حتى الآن على هذا الاقتراح، الذي يقضي أيضا بألا تتحمل إسرائيل مسؤولية عن مقتل النشطاء التسعة وإنما أن تعبر عن أسفها عما حدث بدلا من الاعتذار.

 

وقالت "معاريف" أيضا غن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث مع بنيامين نتنياهو قبل عدة أيام وطالبه بتسوية الأزمة مع تركيا قبل صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق حول الأحداث الدامية التي رافقت أسطول الحرية التي شكلتها الأمم المتحدة. ومن المقرر صدور التقرير الدولي في 20 آب/ أغسطس الجاري بعد أن تم تأجيل صدوره في 27 تموز/يوليو الماضي.

 

وذكرت الصحيفة أنه في إطار الضغوط الأميركية على إسرائيل يتوقع أن يلتقي ممثلون إسرائيليون وأتراك في واشنطن الأسبوع المقبل في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق بين الدولتين. وسيشارك في اللقاء مندوبي إسرائيل وتركيا في اللجنة الدولية يوسف تشيخانوفير وأوزدام سانبرك.

 

ويشار إلى أن طاقم الوزراء الثمانية الإسرائيلي لم يتخذ قرارا بشأن تسوية الأزمة في العلاقات مع تركيا خلال اجتماع عقده يوم الأحد الماضي.

 

ووفقا لـ"معاريف" فإن وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس مجلس الأمن القومي يعقوب عميدرور، إضافة إلى الوزير دان مريدور، يؤيدون اعتذار إسرائيل لتركيا بدعوى أن من شأن ذلك أن يمنع رفع دعاوى ضد ضباط وجنود إسرائيليين شاركوا في مهاجمة الأسطول واتهامهم بارتكاب جرائم حرب. وفي المقابل يعارض الوزراء أفيغدور ليبرمان وموشيه يعلون وبيني بيغن وإلياهو يشاي بشدة تقديم اعتذار لتركيا.

 

في المقابل، أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم الخميس إلى "أن أسرائيل وافقت في اتفاق جرى التوصل اليه على تقديم اعتذار لتركيا بشأن ما اسمته اخطاء تكتيكية وقعت عندما هاجمت قوات البحرية الاسرائيلية سفينة مافي مرمرة التركية في شهر مايو/آيار من العام المنصرم".

 

وقالت الصحيفة في موقعها الالكتروني "إن هذا الاستعداد من قبل إسرائيل يأتي مقابل موافقة تركيا على عدم رفع أي دعاوي ضد جنود الاخيرة الذين شاركوا في الهجوم على هذه السفينة في المستقبل". وأوضحت "أن كلا من تركيا وإسرائيل كانتا قريبتين من التوصل إلى اتفاق يساهم في حل الخلافات بينهما بما في ذلك المطالب المتعلقة بالحادث الذي استهدف قافلة السفن التي كانت متوجهة الى غزة والهجوم على سفينة مافي مرمرة التركية".

 

ووفق الصحيفة " فأن هذا الاتفاق مع تركيا عاد وإنهار مرة أخرى قبل نحو أسبوعين وهو الأمر الذي تسبب في ازعاج واشنطن كثيراً". وأوضحت "جيروزاليم بوست"  أن رئيس حكومة بنيامين نتنياهو وافقت على الاعتذار لتركيا حول الاخطاء التكتيكية التي حدثت خلال عملية السيطرة على سفينة مافي مرمرة بما في ذلك دفع تعويضات لأسر الضحايا الأتراك الذين سقطوا في العملية".

 

ومقابل ذلك كانت تركيا مطالبة بالموافقة على التوقف عن توجيه أي مطالب جديدة سواء كان ذلك موجها لاسرائيل او ضد جنودها الذين شاركوا في الهجوم على السفينة التركية. وأشارت إلى "أن نتنياهو ووفق ما قيل تردد في الذهاب نحو تنفيذ الاتفاق خشية معارضة وزير الخارجية في حكومته افيغدور ليبرمان والذي يمكن ان يعلن انسحاب حزبه (اسرائيل بيتنا) من الائتلاف الحكومي وهو ما يمكن ان يقود للاطاحة به".

 

وتعمل الادارة الامريكية بتصميم كما تؤكد الصحيفة "على رؤية اتفاق مصالحة يجرى التوصل إليه بين إسرائيل وتركيا بممارسة ضغط على وزير الخارجية ليبرمان للحصول على موافقته على اللغة التي شملها الاتفاق مع تركيا". وقالت "إن موضوع هذا الاتفاق الفاشل كان واحداً من القضايا الرئيسية التي جرى نقاشها في المكالمة الهاتفية التي جرت بين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما في ساعة متأخرة من ليلة أمس الاربعاء".

 

وعبر أوباما خلال هذه المكالمة عن خيبة أمله إزاء الفشل في التوصل إلى اتفاق مع تركيا فيما تعتقد واشنطن أن المصالحة مع تركيا تشكل أساساً لوضع اسفين في العلاقات بين الأخيرة وإيران.