خبر نساء في المساجد.. لكسب « السيئات » وإفساد « الصلوات »

الساعة 09:22 ص|11 أغسطس 2011

نساء في المساجد.. لكسب "السيئات" وإفساد "الصلوات"

فلسطين اليوم-الاستقلال

تكتظ المساجد بالمصلين الذين يتوافدون إليها لأداء صلاة العشاء التي تُتّبع بركعات القيام "التراويح" في شهر رمضان المبارك. وبات مألوفا خروج النساء -صغارا وكبارا- إلى المساجد في مشهد رمضاني سنوي متكرر، ولكن هذا المشهد الإيماني تشوبه بعض التصرفات التي قد تخرج هذه العبادة عن مقصدها الشرعي وتجعلها لا تتجاوز كونها عادة رمضانية تحافظ النساء عليها؛ لسبب ارتكابهن لمخالفات شرعية قد تكون غير مقصودة.

بكاء ونواح

وعلى عجل وبدقة أنهت "أم أحمد" -سيدة في الخامسة والثلاثين من عمرها- أعمالها المنزلية التي تراكمت عليها بعد "الإفطار"، ثم خرجت من زقاق منزلها -الكائن في حي الشيخ رضوان- وتوجهت شمالًا صوب مسجد النور.

تقول "أم أحمد" التي حاولت أن تعجل خطواتها إلى المسجد قبل إقامة الصلاة: "الحمد لله، اعتدت على صلاة التراويح كاملة منذ أربعة أعوام في هذا المسجد وأحرص أن آتي يوميا إلى الجامع في حين يفضل زوجي صلاة ثماني ركعات من التراويح أفضل أنا أن أصلي العشرين وهو لا يمانع تأخري عن الصلاة".

وأوضحت أنها تذهب لصلاة التراويح في المسجد منذ 15 عامًا، وتنتظر هذا الشهر بكل شوق للصلاة والعبادة والذهاب للمسجد للتعبد مما يشعرها بسعادة ونشاط غامر غير أنها لفتت إلى أنه وفي الآونة الأخيرة بدأت أعداد النساء اللواتي يصطحبن أطفالهن إلى المسجد بالتزايد، مما يسبب أزمة بكاء ونواح وعدم اتزان وخشوع في أداء الصلاة.

وأشارت إلى أن الأطفال يستمرون في البكاء طوال وقت الصلاة مما يسبب تذمرا في صفوف المصليات والمصلين أيضًا الذين يكونوا على مقربة منهم، لسبب عدم التركيز في الصلاة، وأضافت "أم أحمد": "كان من الأولى أن تبقي المرأة طفلها في المنزل حتى إن حال ذلك دون تمكنها من الصلاة في المسجد.. أفضل من اصطحابه معها ليفسد الصلاة على الناس".

وتقول "أم بركات" من ناحيتها إن الأطفال ليسوا السبب الوحيد في احتمالية إفساد صلاتهن، "فما أن ينتهي الإمام من الصلاة حتى تصنع بعض النسوة حلقات للجلوس وتداول الحديث بينهما لقصد التسامر والضحك والإفصاح عن أعمالهن وعن أنواع الطبخ وماذا ستشتري وأين ستذهب حتى تضيع صلاتهن ويشوشن على الأخريات".

وأوضحت أن هذه الحالة تتكرر مرارًا مع كل صلاة حتى يظهر الانزعاج على المصليات، وغالبًا تحاول بعضهن نصح المتسامرات والمتحدثات بتقوى الله ولزوم طاعته، "ولكن دون فائدة، فهذه العادة لا تنتهي إلا مع انتهاء الصلاة وقدوم حارس المسجد لإغلاقه".

ولفتت أم بركات أيضًا إلى أن هذه الحالة لا تزعج النسوة فقط، "بل طالت أيضًا المصلين الرجال الذين أبدوا في أكثر من مرة انزعاجهم من هذه الظاهرة التي باتت تنتشر في معظم مساجد القطاع وبخاصة في شهر رمضان المبارك"، وأضافت: "في أكثر من مرة تغلق أسرة المسجد مصلى النساء احتجاجًا على الصوت الصادر منه والإزعاج الذي يسببه، وبعد ذلك يفتحونه مرة أخرى، ولكن ما من عادة تموت".

آداب الصلاة

وفي السياق نفسه تحدث الشيخ "حسن اللحام" -مفتي محافظة غزة- عن آداب ذهاب المرأة إلى المسجد لأداء الصلوات، وبخاصة مع وجود المصلين بجوارهن في صلاة التراويح بشهر رمضان المبارك.

وأوضح أنه يشترط على النساء اللاتي يؤدين صلاتهن في المسجد الالتزام بالشروط الصحيحة لذلك، "وأبرزها التزام الهدوء والسكينة في المسجد، وعدم التحدث بصوت مرتفع، وعدم الحديث عما يلهيهم عن ذكر الله أو في خارج العبادات والطاعات كأمور الطبخ والأحوال الشخصية".

وقال اللحام لـ"الاستقلال": "الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تمنعوا إماء الله من مساجد الله، وهذا الحديث منطبق على النساء وصلاتهن لأن النساء لسن جميعهن من يخللن بشروط الصلاة في المسجد"، مشيرًا إلى أنه من الأفضل للمرأة أن تؤدي صلاتها في بيتها.

وبيّن أن خروج المرأة للصلاة أيضًا يلزمه توفر شروط أخرى، "وهي أن تكون مستترة تمامًا بثياب ساترة فضفاضة غير متزينة بزينة ولا متعطرة، وألا تصطحب الأطفال معها وألا تحدث تشويشا بالمسجد يؤثر على المصلين"، وأضاف: "المرأة تأثم إذا غيّرت مسار عبادتها بالحديث، والأصل الالتزام بهذه الشروط ولتأخذ الأجر على صلاتها".

ونصح مفتي محافظة غزة النساء المصليات بالالتزام بهذه الشروط، "والابتعاد عن أي مسبب لإفساد عبادتهن، وعدم الخروج للمسجد إلا بإذن أزواجهن لأن الإخلال بهذه الشروط يضيف على كاهلهن آلاف السيئات ولا تأخذن الأجر من ذلك".