خبر نقاط انتقادية.. لنتعلم الدرس- معاريف

الساعة 08:19 ص|09 أغسطس 2011

نقاط انتقادية.. لنتعلم الدرس- معاريف

بقلم: أبراهام تيروش

. الهيكل الثاني خرب قبل 1941 سنة بسبب الكراهية العابثة، قال الحكماء، والجميع يعرف القصة عن كمتسا وبار كمتسا. ولكن قلة فقط يعرفون أنه في مسافة التلمودين، البابلي والمقدسي، يطرح حكماؤنا عشرة أسباب اخرى للخراب. بعضهم يعيده الى المخالفات الدينية، معظمهم الى الخلل والتشويه الاجتماعي والاخلاقي. وها هي بعضها: لم يثبت الواحد الاخر، لم يكن لهم احساس بالخجل، كان في عهدهم فساد في القانون، كانوا يحبون المال، كفوا عن ان يكونوا امناء.

ربط كل الاسباب يعرض صورة اجتماعية – أخلاقية غير لطيفة، تنطبق تماما على الوضع الحالي عندنا، الذي أدى الى موجة الاحتجاج الكبرى. فانعدام خجل السلطة، التي تخلق فوارق وتعوض أصحاب المال في ظل قمع الطبقات الوسطى، وخجل مجترفي الرواتب الضخمة غير المنطقية: "يحبون المال" – كما ذكر آنفا. فساد القانون، النظام الجيد والعدالة الاجتماعية؛ و "كفوا عن أن يكونوا امناء"، توجد فقط وعود بلا غطاء.

التاسع من آب هذه السنة، في ظل الاحتجاج الهائل، يجب أن يكون يوم حساب للنفس وطني – اجتماعي حقيقي، أولا من جانب السلطة، لاستخلاص الدروس التي تؤدي الى تغيير واصلاح التشويه. هذه هي في واقع الامر رسالة الحكماء أو ان شئتم التحذير الذي ينشأ عن "منافسة" حكمائنا في ايجاد الاسباب لخراب الهيكل. الجلوس على الارض، الشكوى والبكاء على خراب الهيكلين هو أمر على ما يرام تماما. تعلم الدرس من خرابهما وتطبيقه خشية أن يخرب لا سمح الله البيت الثالث ايضا، مهم بالف ضعف.

2. أساطير الخراب تعرض هي ايضا دروسا ومفاهيم جميلة على الاجيال، في هذه الايام ايضا. احدى اشهرها هي قصة الحاخام يوحنان بن زكاي. الحصار الطويل الذي ضربه الرومان على القدس خلق فقرا وجوعا في المدينة ومشاهد أليمة، فقرر الحاخام يوحنان: "لا مفر من ان أخرج من المدينة". وهو يرقب النهاية المريرة ويسعى الى انقاذ ما يمكن انقاذه واقامة مركز توراتي وروحاني في مكان آخر، وهكذا، يكون ممكنا انقاذ القليل".

فدعا اليه ابن اخته، الذي هو رئيس الزعران العنيفين، مثيري الحرب في القدس، فيطلب مساعدته. وبعد جدال يتفقان على أن يتخفى الحاخام يوحنان في شكل ميت فيخرجه تلاميذه في تابوت الى خارج الاسوار. وعندما تنجح المحاولة يقف أمام القائد الروماني أسفسينوس ويتحبب اليه: "اطلب مني شيئا وأعطيه لك، فطلب الحاخام يوحنان مبنى وحكمة.

فاستجاب له اسفسينوس فأجاب الحاخام يوحنان هناك مركزا توراتيا وروحانيا بديلا عن القدس. والسنهدرين (مجلس الحكماء) هو ايضا عمل هناك بعد الخراب. ولكنه تعرض للانتقاد والشجب من جانب حكماء آخرين. فبرأيهم بدلا من هذا كان ينبغي أن يكون الطلب هو أن يترك الرومانيون القدس على الاطلاق. ولكن التلمود يدافع عنه ويشرح بانه فكر بانه لا أمل في أن يلبي الرومانيون مثل هذا الطلب وبالتالي فانه لن يكون حتى انقاذ للقليل، وفضل أن يطلب شيئا بتقديره كان يمكن أن يحصل عليه.

التلمود يضع هنا مفهومان في صدام: المفهوم المتزمت الذي يعتقد بكل شيء او لا شيء، مقابل المفهوم الواقعي والمتزن للحاخام يوحنان، الذي يسعى الى تحقيق ما بتقديره يمكن أن يحققه ولجعله اساسا لانبعاث متجدد. والتاريخ يثبت من كان محقا في تلك الحالة، مثلما ايضا في حالة بن غوريون، الذي وافق في 1947 على تقسيم بلاد اسرائيل، خلافا لاولئك الذين طالبوا بكل شيء. ومع كل الفارق الذي في الوضعيتين، فان المكافحين اليوم من أجل العدالة الاجتماعية يجدر بهم أن يتبنوا مفهوم هذين الزعيمين.

3. وبالمقابل – درس للحكومة: يقول الحكماء انه "من يوم خراب الهيكل قيض لنا أن نفرض على أنفسنا ألا نأكل اللحم وألا نشرب الخمر. غير أنه لا يفرض قضاء على الجمهور إلا اذا كان بوسع معظم الجمهور أن يحتملوه". عدم قدرة معظم الجمهور على احتمال القضاء المتراكم الذي حل عليه هي الاساس لكل ما يجري الان في ساحاتنا. على الحكومة أن تستوعب حكمة الحكماء.