خبر أين المواطن رقم واحد- هآرتس

الساعة 08:28 ص|08 أغسطس 2011

 

أين المواطن رقم واحد- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: يجب على بيرس باعتباره ذا خبرة كبيرة وتجربة غنية أن يحذر الان مواطني اسرائيل من الجمود السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو -  المصدر).

إن شيوخ حركات الاحتجاج على ثقة بان المظاهرة في تل أبيب في السبت الاخير كانت أكبر من المسيرة التي عقدت قبل 29 سنة في ميدان ملوك اسرائيل (الذي اصبح بعد ذلك ميدان رابين) على أثر مذبحة صبرا وشاتيلا. طلب مئات الاف المواطنين وفيهم كثيرون حارب ابناؤهم في تلك الايام في الجبهة اللبنانية، من رئيس الحكومة آنذاك مناحيم بيغن، ان يعين لجنة تحقيق رسمية. وقد وقف رئيس الدولة اسحق نافون علنا وبشجاعة الى جانب مئات الاف المواطنين الذين طلبوا تطهير المعسكر.

برغم ان "سلام الان" البعيدة عن قلب الاجماع رفعت علم الاحتجاج، فان المواطن رقم واحد لم يستتر خلف تعلة "الرسمية" والخشية من فقدان شعبيته بين "الشعب". وبرغم أن الاحتجاج تناول حربا مختلفا فيها بين اليمين واليسار، فان نافون لم تردعه تهم انه يستغل مؤسسة الرئاسة "لحاجات سياسية". ألقى الرئيس الخامس في الحلبة بوزنه الرئاسي والشخصي كله. ويقول العارفون ان تهديد نافون بان يستقيل منصبه رجح كفة تعيين لجنة كوهين التي أفضت الى تنحية ارئيل شارون عن وزارة الدفاع.

فضل رئيس الدولة شمعون بيرس البقاء في البيت مع خروج السبت فأضاع فرصة كبيرة ربما تكون آخر فرصة ليكسب عالمه. ان الرئيس التاسع منذ اكثر من سنتين "يحرق قلبه بصمت" ويحرص على ابعاد مخاوفه الوجودية عن علم الكثيرين. وهو يخشى من ان يحيي  النقد العلني لسياسة الحكومة لقب "المتآمر الذي لا يكل".

يبين بيرس أنه يهمه الحفاظ على المقام الرفيع – "رئيس الشعب كله" – الذي كسبه بجهد كبير. هذا وقت حصاد ثمار جهده. ان "الشعب" الذي كان يدمن حتى صيف 2011 المسلسلات السخيفة قرر ان يغير واقع حياته. وقد ابتعد الجمهور عن منتخبيه وهو يشك بتقديرهم للامور وسياستهم. وهو شعب بالغ النضج لاستيعاب مبادىء تختلف عن تلك التي اعادت اليمين المحافظ الى الحكم. ازاء مراوحة المعارضة في ماء ضحل، لا يوجد وكيل تغيير أنسب من الرئيس بيرس. فقد جمع باعتباره رئيس حكومة (مرتين) ووزير دفاع ووزير خارجية ووزير مالية علما جما وتجربة كبيرة في جميع مجالات الحياة في اسرائيل. واجبه "ان يقول للشعب الحقيقة"، كما اعتاد هو نفسه ان يعظ. يجب على الرئيس أن يمثل أمام الجمهور وان يقول بصوت جهير الكلام الشديد الذي يسمعه في الغرف المغلقة.

في 17 حزيران نشر زميلي يوسي فيرتر أن المواطن القلق بيرس يحذر في احاديث خاصة من التأثيرات السيئة للجمود السياسي الذي يفضي الى الاجراء الفلسطيني في الامم المتحدة. وقال الرئيس: "القطيعات الاقتصادية مع اسرائيل أخذت تتحقق ازاء اعيننا". وفصل قائلا: "يكفي ان يكفوا في موانيء في اوروبا أو كندا عن حط بضاعة اسرائيلية". واضاف وقال: "نحن نوشك أن نصادم جدارا. نحن ننطلق بكامل القوة الى وضع نخسر فيه وجود دولة اسرائيل باعتبارها دولة يهودية"، قال. واقلع الى رحلة دعاية اخرى خارج البلاد والى لقاء آخر مع الرئيس محمود عباس. وهكذا اشترى نتنياهو بيرس بالثمن البخس لمحادثات سخيفة مع الفلسطينيين ومع "العالم" في تجديد "مسيرة السلام".

وهكذا حظي رئيس الحكومة بتأييد الرئيس الاسرائيلي وكسب لنفسه وقتا آخر لدى الرئيس الامريكي.

قبل نحو من عشرة ايام، حينما تبين لنتنياهو أن بيرس ينظر الى الامر بجدية، أبلغ الرئيس انه لا سلطة له للحديث عن حدود 67 وعن تبادل اراضٍ. وقد قضى رئيس الحكومة على التفاوض بطلب ان يبدأ التفاوض فقط بعد أن يعلن الفلسطينيون ان اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي القومية. تشرك عناصر الامن الرئيس في تنبؤاتها السوداء للصباح الذي يلي اعلان الجمعية العامة للامم المتحدة بدولة فلسطينية.

ان الفائز بجائزة نوبل للسلام يحرق أسنانه فيغلق فمه. وقد تفضل في الغد من المظاهرة الكبيرة بان قال انها كانت "شهادة بلوغ لمواطني اسرائيل". ولديه ما يتعلمه منهم. ان صمت بيرس عن دفن احتمال ان يعيشوا بسلام وأمن في دولة يهودية وديمقراطية هو شهادة فقر للمواطن رقم واحد.