لقطات من يوميات مواطن غزي في الشهر الكريم
فلسطين اليوم- غزة (خاص)
هَلَ شهر الخير والبركة على الفلسطينيين بمزيد من الشوق لأيامه المباركة، رغم موجة "الحر الشديد" التي تزيد عطش الصائمين، والوضع الاقتصادي "الصعب" الذي يرهق كاهل الغزيين ليعشوا أياماً يتمنوا أن يكتب لهم فيها المغفرة والرحمة من خالق الكون.
أسعار مرتفعة
مع بداية هذا الشهر الكريم تبدأ العائلات بالتسوق وشراء مقتنيات المنزل والخضار والفاكهة التي تبدأ أسعارها في الارتفاع، على الرغم أن الإقبال من المفترض أن يكون كبيراً عليها، ولكن قلة الحال تضعف حالة الشراء خاصةً مع قلة الرواتب..
الكهرباء وما أدراك ما الكهرباء
لم يشفع الشهر الكريم للمواطنين، وزادت الظلمة لأشد ظلمة مع موجة الحر الشديد، فالعائلات الغزية تفطر على الظلام وتتسحر على الظلام، فيكون الصوم بالنسبة لهم الإمساك عن الطعام والشراب والكهرباء، على الرغم من اقتطاع جزء من رواتب الموظفين لصالح شركة الكهرباء، فأين تذهب هذه الأموال.. سؤال يردده كل صائم تصدع آذانه أصوات المواتير الكهربائية ويتقطر العرق من جبينه..
حوادث ما قبل الإفطار
قبيل ساعة الإفطار بساعة وحتى موعده تبدأ الشوارع الغزية في حالة استنفار قصوى وترتفع أصوات أبواق السيارات لتزعج المارة وأصحاب البيوت المجاورة فكل مواطن يقود سيارة يحاول الوصول لمنزله في أقرب وقت ممكن، ولا يحتمل حتى انتظار إشارة المرور أو متابعة السير بهدوء حتى يصل لمنزله بسلام لعائلته، وتأخذه العصبية، ويبدأوا في الصراخ والعويل ومنهم من يفسد صومه بسيل طويل من الشتائم على الرغم من أنه لو انتظر قليلاً لوصل بيته دون أن يعكر مزاجه أو يفسد صومه..
الهدية تمنع الفريضة
مازال بعض المواطنين يعتقد أن الهدية هي أهم من زيارة والده أو والدته أو إخوته، فيمتنع عن زيارتهم وصلة رحمهم حتى يحصل على راتبه ويشتري لهم بعض الهدايا، أو يقوم بدعوتهم لتناول الإفطار في بيته، وكأن زيارة وصلة الأرحام أصبحت ممنوعة إلا "بهدية" على الرغم من زيارتهم لهم واطمئنانهم عليهم هي أكبر "هدية" لا أحد يعي معناها..
بذخ وتبذير
من بعد صلاة العصر تدخل النساء عادة إلى المطبخ لإعداد وجبة الإفطار اليومية فلا تخرج من هذا المطبخ إلا وبقائمة طويلة من الشوربة والسلطة والمعجنات والطبق الرئيسي والفرعي واللحوم والمشروبات الباردة والساخنة، وأصناف وأشكال وألوان، وعندما يحين وقت الإفطار لا يأكل الصائم إلا ربع ما قامت بإعداده صاحبة البيت لتعود تلك الأطباق كما هي لمصيرها إما سلة القمامة أو الثلاجة التي أفسد انقطاع التيار الكهربائي جزء كبير من الأطعمة فيها دون أن تعي تلك السيدة أن هناك عائلات مستورة يتمنون جزء مما تقدمه على مائدة الإفطار..