خبر التحدي الإسرائيلي- إسرائيل اليوم

الساعة 08:05 ص|05 أغسطس 2011

التحدي الإسرائيلي- إسرائيل اليوم

بقلم: دوري غولد

إن هذه الايام، التي توشك الولايات المتحدة فيها أن تتذكر مرور عشر سنين منذ الحادي عشر من ايلول 2001، هي وقت مناسب لقرار واشنطن في الاسبوع الماضي على الكشف عن العلاقات القريبة بين منظمة القاعدة وايران.

ذكر تقرير لجنة تحقيق أحداث الحادي عشر من ايلول عدة مرات التعاون بين الاثنتين لكنه لم يقدم تفصيلات كثيرة وراء ذلك. وذكر في التقرير أنه توجد "ادلة قوية على أن ايران ساعدت على نقل" عشرة من التسعة عشر مختطِفا من العربية السعودية الى معسكرات تدريب اسامة بن لادن في افغانستان.

ترك كُتاب التقرير العلاقة بين القاعدة وايران موضوعا غير محلول حينما كتبوا: "نعتقد أن هذا الامر يحتاج الى تحقيق أعمق على يد حكومة الولايات المتحدة".

جرى تلقي فكرة ان لايران علاقات بالقاعدة، في الولايات المتحدة بشك كبير من جزء من الدوائر التي تشتغل بسياسة الخارجية. فهؤلاء الباحثون والمحللون يصعبون الامور في احيان كثيرة بقولهم: كيف يمكن نظاما شيعيا عسكريا ان يتغلب على الفروق العقائدية بينه وبين منظمة سُنية متطرفة وان يعمل معها؟ وهم يشيرون الى حقيقة ان التصور التقليدي عند القاعدة لا يرى الشيعة مسلمين حقيقيين بل كفارا. ويذكرون ان فرع القاعدة في العراق قتل الاف الشيعة في عمليات انتحارية بل دمر مساجدهم.

كان بلينت لابرت الذي كان في الماضي باحثا في منظمة وكالة الاستخبارات الامريكية وأصبح بعد ذلك من أفراد مجلس الامن القومي في الولايات المتحدة هو الذي عبر عن هذا التحليل. فقد كتب لابرت ان ايران في 2001 كانت عدو منظمة القاعدة وكانت مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة على محاربة اسامة بن لادن.

وكتب بروس ريدل وهو زميل للابرت في وكالة الاستخبارات المركزية في 2010: "في الصورة العامة، فان الشواهد على علاقات عداء اكثر اقناعا من الشواهد على تعاون". فقد كان يصعب التفكير في حلم حقيقي بين ايران والقاعدة.

في الثامن والعشرين من تموز نشرت ادارة اوباما معلومات محددة عن علاقات وثيقة بين الاثنتين. وكشفت وزارة مالية في الولايات المتحدة في وثيقة جديدة عن وجود شبكة ارهاب من ستة اشخاص من القاعدة يرأسها مفوض في ايران.

تستخدم شبكة الارهاب هذه "انبوب تحويل رئيسا" تنقل به منظمة القاعدة اموالا ودعما بلوجستيا وناس عمليات من دول عربية في الخليج الفارسي الى جبهات القتال في افغانستان وباكستان.

وبيّنت وزارة المالية الامريكية التي يشمل مجال مسؤوليتها جمع معلومات عن مصادر تمويل الارهاب الدولي أن الشبكة التي كشف النقاب عنها عملت بحسب اتفاق سري بين القاعدة والحكومة الايرانية. وخلصت الولايات المتحدة الى استنتاج أن ايران كانت تستخدم "نقطة انتقال حاسمة" للقاعدة. وان رئيس الشبكة بدأ العمل في 2005. وذكر صحيفة "وول ستريت جورنال" ان هذه اول مرة تعرف فيها حكومة الولايات المتحدة على نحو رسمي العلاقة بين ايران والقاعدة.

ملاذ في ايران

قبل هذا الكشف كانت توجد معلومات جزئية فقط عن التعاون بين منظمة القاعدة وايران. فعلى سبيل المثال اعترف علي محمد وهو نشيط كبير في القاعدة بحضرة محكمة فيدرالية في نيويورك في تشرين الاول 2000 بانه أتم لقاءا بين ابن لادن والقائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية في السودان. وبيّن أن ايران استعملت حزب الله لامداد القاعدة بالسلاح.

وكانت ثمّ تقارير ايضا عن أن وفودا من المنظمة سافرت الى ايران والى البقاع اللبناني لاجراء تدريبات. وتم الابلاغ ايضا ان نائب ابن لادن ومواصل طريقه ايمن الظواهري أنشأ علاقات عمل قريبة لاحمد وحيدي وزير الدفاع الحالي لايران. وبعد 2001 لجأ فريق من قيادة القاعدة الى ايران.

برغم المعلومات التي اجتمعت عن التعاون بين القاعدة وايران بقيت الجماعة الاستخبارية الجديدة مختلفة في شأن عمق العلاقات. يعترف رئيس وكالة الاستخبارات الامريكية السابق، جورج تينت في مذكراته بان قيادة القاعدة في ايران كانت مهيمنة جدا الى درجة ان فروعا اخرى من المنظمة شاورتها في إمكان شراء ثلاث قنابل ذرية يبدو أنها سرقت من روسيا.

في 2003 استطاعت الاستخبارات الامريكية ان تلتقط محادثات اظهرت أن القاعدة في ايران مسؤولية عن التخطيط لعملية انتحارية ثلاثية في الرياض، عاصمة السعودية، قتل فيها 34 شخصا، منهم 8 امريكين. وزعم تقرير نشرته "ويكيليكس" من سنة 2008 أن فريقا مشتركا من القاعدة ووحدة استخبارات تابعة للحرس الثوري الايراني عمل في افغانستان وخطط لعمليات انتحارية موجهة على قوات حلف شمال الاطلسي.

إن الكشوف الجديدة من الاسبوع الماضي المتعلقة بشبكة القاعدة في ايران ذات صدق كبير ولا سيما عند الفحص عنها على خلفية التقرير الكثيرة الاخرى التي اجتمعت في العقد الاخير.

لماذا تكشف الولايات المتحدة عن هذه المعلومات الان بعد هذه السنة الكثيرة جدا؟ ان ادارة اوباما تحصر عنايتها اليوم في انها التدخل العسكري الامريكي في افغانستان. ولم تعد واشنطن توهم نفسها بخطأ التوجه الى ايران كي تكون شريكة وتساعد على انسحاب الولايات المتحدة. فالمساعدة الايراني للقاعدة وطالبان تهدد حياة جنود امريكيين، تهديدا مباشرا.

للتعاون بين ايران ومنظمة القاعدة آثار على اسرائيل ايضا. فعندما يكون الحديث عن الساحة الفلسطينية، فان جهاز الامن الاسرائيلي عالم جيدا منذ زمن بعيد بحقيقة أن طهران مستعدة للعمل مع منظمات سُنية متطرفة كحماس والجهاد الاسلامي.

يبدو الان أن الاستعداد الايراني للعمل مع عناصر سُنية متطرفة يفشو. فقد مدت ايران يدها الى الاخوان المسلمين في مصر.

قبل بضعة أيام حكمت محكمة في الاردن على المرشد الروحي لابي مصعب الزرقاوي الذي كان قائد القاعدة في العراق والذي بدأ حياته ضيفا للحرس الثوري في ايران. وقد نفذ عمليات في عمان وحاول تجنيد فلسطينيين من الضفة الغربية.

إذا رسخت أسس فروع اخرى للقاعدة في هذه المنطقة، فستضطر اسرائيل الى الانطلاق من فرض أن ايران ستعرف كيف تشترك معها لتعريض اسرائيل لتحديات جديدة على طول الجبهة الشرقية.