خبر شمس صيفية ورأس هاديء- هآرتس

الساعة 08:02 ص|05 أغسطس 2011

شمس صيفية ورأس هاديء- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

المفارقة التاريخية تكن على ما يبدو محبة خاصة لرؤساء الوزراء في اسرائيل. فهؤلاء يضطرون في احيان كثيرة الى تحقيق سياسة تتناقض ومذاهبهم والعمل بخلاف الشعارات التي رفعتهم الى الحكم. هذا المصير لا يتعدى بنيامين نتنياهو، الذي في المجال السياسي اقتيد رغم أنفه نحو الاعتراف (التصريحي على الأقل) بالحاجة الى تقسيم البلاد، والآن تقف أمامه معارضة شعبية غير مسبوقة في قوتها، تطالب بكل ما هو العكس التام لمفهومه الاقتصادي، الذي بنى عليه فخاره.

والامر مفعم بالمفارقة على نحو خاص في أن مطلب متظاهري الخيام لانتهاج سياسة "دولة الرفاه" على الفور والذي لم يسبق له مثيل، موجه بالذات للمؤيد الأكبر لفكرة المنافسة والسوق الحرة. ولكن يحتمل أن يكون هذا المطلب أقل هجومية وشمولا، لو لم يظهر نتنياهو في ولايته تضاربا بهذا العمق بين التمسك اللفظي بالايديولوجيا وبين تذبذبات الارضاء والانثناء على المستوى العملي – السياسي.

بعد نحو اسبوعين من اندلاع الاحتجاج كان نتنياهو مطالبا بالتالي بالانصات الى بواطن قلب الجمهور وارضاء المتظاهرين، وفي نفس الوقت الحفاظ على استقامته وانجازاته المؤكدة في السياسة الاقتصادية وكذا الاعتراف بالحاجة لاعادة توجيهها من اجل العدالة الاجتماعية، والتسامي فوق خطي السلوك الشخصي: من جهة هستيريا فزعة ومن جهة اخرى انعدام فعل وتسويف عضال. وبقدر ما تبدو هذه المناورة متعذرة – فان بديلها هو الفوضى السياسية والاقتصادية، أو الاستقالة والتوجه الى الانتخابات.

مناورة لا تقل تعقيدا مطلوبة من حركة الاحتجاج: من جهة محظور أن تفقد هذه الزخم والريح المنعشة، ومن جهة اخرى، محظور أن تتباهى بنفسها، فتتمترس وراء افكارها الثورية لذاتها وبشعارات الكدّية الجارفة (مثل معارضة قانون لجان السكن الوطنية). من الافضل أن تبادر الى ترجمة أمانيها الى لغة سياسية واقعية، تراعي الاضطرارات الموضوعية ايضا.

صيف انعدام الراحة، الذي اندلع هذه السنة بقوة مفاجئة، كفيل بأن يُحسن الحياة في اسرائيل اذا ما تمكن المحتجون ورئيس الوزراء على حد سواء من الحفاظ على رأس هاديء حتى عندما تحتدم رياح التغيير.