مسلسل تلفزيوني يثير غضب الفلسطينيين ويطالبون بوقفه
فلسطين اليوم- رام الله
اجتمع المئات من محبي الشاعر الكبير محمود درويش أمام هيئة الإذاعة و التلفزيون الفلسطيني في أم الشرايط برام الله اليوم، احتجاجا على بث التلفزيون مسلسل في " حضرة الغياب" و الذي يجسد حياه الشاعر الراحل.
ويقول المحتجون أن المسلسل يشويه صورة الشاعر و يحمل الكثير من المغالطات عن سيرته الحياتية و الشعرية، مطالبين بوقف عرضه على القناة الفلسطينية و باقي المحطات الأخرى.
ويصف منظمو الاحتجاج، و هم القائمون على صفحة "المُشاهد العربي يُريد الاحتفاظ بصورة مَحمود درويش " على الفيس بووك، المُسلسل بأنه " مَليء بالعواطف الرخيصة و يَقتُل ذاكرته الحية و يشوه سيرته".
ولم يتوقف الاحتجاج على المسلسل وما احتواه على محبي الشاعر على الفيس بووك، فقد أعلن زكي درويش شقيق الشاعر عن اعتراض على العائلة على المسلسل وما جاء فيه، و قال زكي :" " ملاحظاتي كانت حول ما ورد في النص من تصورات بعيدة عن الموضوعية والالتزام".
وتابع زكي:" العمل بمجمله كتب بسرعة ولم يعتمد على لقاءات وتحريات مستفيضة عن حياة الشاعر فلا يمكن أن يكتب مسلسل على شاعر بحجم محمود درويش بعد أقل من سنة على وفاته".
وشدد زكي على أن "السيناريو بعيد عن الموضوعية، وفيه افتعال درامي واضح، ولكني لم أقرأ بقية الحلقات وهي في تصوري الأهم في حياة الشاعر فقد شكلت صورته الفنية والسياسية والإنسانية، أنا أعرف مدى الافتعال في عرض طفولة الشاعر، واستقاء أخبار لم تحدث في الواقع، وعلى ذلك انا شاهد، لأننا شركاء في نفس الفترة من الطفولة والشباب، فإذا كان ما أعرفه قد كتب بطريقة محرفة عشوائية فكيف نضمن ان يكون الجزء الأهم صادقًا؟؟؟".
وكان 200 مثقف فلسطيني وقعوا على بيان لوقف المسلسل ايضا، و جاء في البيان:" نحن الموقعين أدناه من مثقفين ومواطنين وقراء وناشطين في المجالين الأدبي والثقافي في فلسطين والعالم العربي والعالم، ندعو تلفزيون فلسطين الى وقف عرض مهزلة مسلسل فراس إبراهيم، ذي الطابع التجاري الذي يسيء بشكل مخز الى صورة العظيم محمود وحقيقة حياته، ونبدي استغرابنا الغاضب من تورط تلفزيون فلسطين في عرض هذا المسلسل.،الذي تم التحذير من أهدافه ودوافعه التجارية منذ أشهر عديدة، كما ندين تورط الفنان مارسيل خليفة والكاتب حسن يوسف والمخرج نجدت أنزور في هذا العمل السطحي المقيت".
هذا الهجوم على المسلسل قلل من شأنه بعض المثقفين مطالبين بمزيد من الوقت للحكم على المسلسل، يقول الكاتب الفلسطيني محمود شقير وهو احد الأصدقاء المقربين من درويش :"لي ملاحظات على أداء بعض الممثلين وبالذات على أداء الممثل الرئيس، و على بعض المشاهد وما تضمنته من تفاصيل، ولكن من المبكر جدا الحكم على المسلسل، علينا أن ننتظر وأن نعطي فرصة لمن أنجزوا هذا المسلسل قبل إصدار حكم قاطع ضدهم".
إلا أن شقير لم يقلل من حق محاسبة العمل إذا لم يليق بالشاعر الكبير:" المسألة تحتمل الانتظار والتأني، فإن لم يكن المسلسل قريبا من قامة محمود درويش العالية فمن حقنا آنذاك ان ننتقده بقسوة وعبر الاحتكام إلى قواعد النقد الفني والأصول الصحيحة في التعاطي مع الأعمال الفنية".