خبر الصلف خطأ- يديعوت

الساعة 09:25 ص|02 أغسطس 2011

الصلف خطأ- يديعوت

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: يجب على نتنياهو أن ينظر الى الاحتجاج بجدية وان يحاول علاج مشكلات الطبقة الوسطى من غير صلف ومن غير اهمال -  المصدر).

ليس من الصدفة انهم شعروا أمس حول نتنياهو بالراحة. فلاول مرة منذ بدء الازمة كان هناك شعور بانها اصبحت وراءهم.

ان انقسامات الرأي بين قادة الاحتجاج، والتفرق وعدم التركيز، وطلبهم الوقح الذي رجعوا عنه الان ان يفاوضوا رئيس الحكومة ازاء عدسات التصوير، وجزءا من مطالبهم التي تعد في أحسن الحالات صبيانية وفي اسوأها هاذية – كانت علامة على ان شيئا ما هناك بدأ يختل. وأن السذاجة وعدم التجربة والنشوة بالقوة الجديدة مع استمرار الاحتجاج، والحرارة التي لا تحتمل وخروج الكنيست للعطلة – قد تقف التأثير.

لكن يتبين انه لا يجب أن تكون ولدا كي تبدي صلفا ليس في محله. عندنا رئيس حكومة كهذا. ان الصور التي خرجت أمس من جلسة الكنيست والكتلة البرلمانية شهدت على أن نتنياهو عاد الى نفسه. فحينما نراه مع شتاينتس يجلسان في جلسة الكنيست وينفجران ضحكا يحتاج الامر الى أن نسأل: ما الذي يضحكه؟ وما الذي يجعل رئيس الحكومة ووزير المالية يضحكان في هذه الايام. الامر الواضح هو أن نتنياهو لم يعد يتصبب عرقا. فبعد أكثر من اسبوعين من الدهشة والضغط وعدم الاتجاه والحلول المرتجلة التي كانت ذروتها استقالة المدير العام لوزارة المالية، يبدو أن الامور في ديوان رئيس الحكومة تعود الى السيطرة.

لكن يوجد بعد كبير بين العودة الى السيطرة وبين الصلف. والصلف في هذا الوقت خطأ كبير. ليس الحديث ههنا عن حرب يجب حسمها. ولا عن منافسة يجب الفوز فيها. لا تحل البلبلة: فزعماء النضال هم ممثلون لمئات الاف الناس الذين يشعرون مثلهم. وربما لا يعلمون وضع اصابعهم على ما يجب فعله وكيف يجب فعله. وربما يصعب عليهم ان يصوغوا ما يريدون، وهم يخطئون اخطاءا تضر بالنضال، لكن هذا لا يلغي انهم يعبرون عن عدم رضى. وعدم الرضى هذا سيترجم آخر الامر في صناديق الاقتراع.

ان التصريحات في كتلة الليكود البرلمانية أمس تشهد أيضا على عدم المسؤولية، ولن نقول على غباء لا كفارة له من الحاضرين. ان كلام رئيس بلدية نيشر الذي قال ان "الجميع في روتشيلد مع نرجيلات وسوشي" هو من نوع التصريحات التي يمكن ان تبدل نظام الحكم. وهو لا يختلف كثيرا عن تصريح دودو توباز عن الهمج الهامج الذي غير وجه الانتخابات في 1981. كذلك يثير نائب كلام الوزير ايوب قرا، على ان وسائل الاعلام تكذب حينما تتحدث عن مائة وخمسين الف انسان وانه رأى ناسا متفرقين هنا وهناك يثير تخمين ان نائب الوزير لا يعرف التفريق بين تل أبيب وتلموند. وعلى كل حال فان هذه التصريحات من داخل الليكود في حضرة رئيس الحكومة ووزير المالية تؤجج النفوس وتجعل المظاهرة القادمة اكبر واكثر غضبا وحماسة.

سيحسن رئيس الحكومة الصنع اذا سكّن اعضاء حزبه. وسيحسن الصنع اذا لم يظهر صلفا بل إرادة خيرة وتفهما. كذلك دعاوى ان حركات يسار او حتى كديما تقف وراء الاحتجاج، ليست حكيمة. أجل هذا احتجاج سياسي. وهو سياسي من قبل انه يريد ان يغير الطريقة. لكن لا احد يستطيع ان يسلب هذا الاحتجاج اصالته أو ان يزعم أنه ليس انفجارا عفويا لمواطنين يئنون تحت عبء الضرائب وغلاء المعيشة.

يستطيع كديما أن يوزع لافتات او ان يساعد في امور تقنية اخرى. لكنه لا يستطيع أن يثير مئات الاف الناس وان يخرجهم الى الشوارع.

بهذا يجب على نتنياهو أن يفعل كل ما أمكن ووجد ليغير ترتيب الافضليات وليحاول أن يجد حلولا للطبقة الوسطى. لان اخفاق هذا النضال لن يكون اخفاق مجموعة مهملة لا اهمية لها، بل سيكون اخفاقنا جميعا.