خبر الاحتجاجات وسياسة الفيس بوك -إسرائيل اليوم

الساعة 09:16 ص|01 أغسطس 2011

الاحتجاجات وسياسة الفيس بوك -إسرائيل اليوم

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: يعرض الكاتب للحديث في اسهام الفيس بوك في حركات الاحتجاج الشعبية وينفي ان يكون الاحتجاج في اسرائيل ذا صبغة سياسية كما يزعم بعض الزاعمين -  المصدر).

1. تخيلوا أن وزير الصحة كان موشيه كحلون أو مئير شطريت أو اسحق هيرتسوغ. كان كل واحد منهم سيستعمل الضغط لانهاء اضراب الاطباء الذي يجلب المهانة للحكومة ويحفز الاحتجاج حفزا شديدا. لكن ليتسمان لن يفعل فهو لن يخضع للاطباء. لماذا؟ لانه ينظر الى جماعة مختلفة. ان جمهوره سيحتج على كل "تدنيس لقبر مقدس" لكن قلبه يقسو على النضال الاجتماعي لاطباء الجزء الاكبر منهم من العلمانيين. الاستنتاج ان ليتسمان لا يستطيع أن يكون مسؤولا عن الصحة لان الامر يشبه ان يكون يوسي سريد معينا لرئاسة بلدية بني براك. أهذا ممكن؟ يبدو انه ممكن في بلدنا.

2. لم يتنبأ أحد بقوة المظاهرات حتى ولا المنظمون. ويعلم كل انسان عمل في بناء زعامة سياسية ان انشاء القوة عمل صعب. فهو يحتاج الى الانتقال من مدينة الى اخرى، وهذا العمل أيضا لا ينجح دائما. والان أتى الفيس بوك العالم وأصبح الجميع الان يراسل بعضهم بعضا. فليست هذه مشكلة نتنياهو وحده. فمنذ الان سيؤدي الفيس بوك دورا مركزيا في بناء القوى السياسية، الجديدة احيانا. اذا كانوا قد قالوا ذات مرة "توجد رسالة لكن لا توجد قيادة"، فقد تنشأ اليوم قيادة مختلفة مع قواعد لعب اخرى. علم مارك سوكربيرغ ان اختراعه سينشيء علاقات متشعبة بين بني البشر. لكن نشك ان يكون علم بانه سيفضي الى زلازل عميقة جدا والى اطلاق آمال كانت كأنها غافية حينما كان العالم ما زال يعمل بالوسائل القديمة. ان الفيس بوك يدفع قدما بانشاء قوة سياسية – اجتماعية. وهو لا ينشيء موقفا بل يساعد في عرضه. وبفضله رفع جمهور كبير متعب وغير مؤمن بقوته،  رأسه وسأل: لماذا؟

3. ان من يزعمون ان المظاهرات سياسية وان هدفها تنحية نتنياهو عن الحكم مخطئون. فأكثر المتظاهرين يريدون تغيير ترتيب الافضليات واقرار وضع الطبقة الوسطى باعتبارها قوة تفخر بعملها ومستوى عيشها. لا توجد حكومة تستطيع أن تقبل أكثر طلباتهم، ويصعب اجراء تفاوض في وقت لا توجد فيه قيادة واضحة للجمهور المحتج. لكن حكومة تستمر على التوجه الاستيطاني ومشايعة الجمهور الحريدي سيصعب عليها أن تحكم. يسهل على اليمين ان يواجه يساريين من جهة سياسية لكنه لن يلقاهم الا مع المطالبة بالتغيير الاجتماعي.