خبر الأسير أبو غلمة :نحن نعيش في قبور تحتاج إلى من يزورها أو ينبش جدرانها الصماء

الساعة 08:11 ص|01 أغسطس 2011

الأسير أبو غلمة :نحن نعيش في قبور تحتاج إلى من يزورها أو ينبش جدرانها الصماء

فلسطين اليوم _ رام الله

وجه الأسير الفلسطيني عاهد أبو غلمة رسالة الى وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع بحكومة رام الله ، حيث يعيش عاهد مع 20 أسيرا في زنازين عزل انفرادي منذ عام 2010، يجدد له العزل كل 6 شهور، وكان قد اعتقل في آذار 2006 وحكم عليه بالسجن المؤبد وخمس سنوات بتهمة التخطيطي لقتل الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي.

 

وفيما يلي نص الرسالة:

اكتب لك، ومن خلالك الى الجميع، حيث أعيش في صداع مزمن داخل زنزانتي الانفرادية المغلقة في سجن عسقلان، صداع بطن في رأسي كالصدى على مدار 24 ساعة ولم تجد المسكنات التي يعطوني إياها بأي نتيجة.

 

لقد تردى وضعي الصحي في هذا القبر الذي يسمى زنزانة، قبر طوله متران ونصف وعرضه 140 سم، أعيش مع الأسير حسن سلامة في هذه المساحة الضيقة التي لا يوجد فيا شيء، مغلقة وقليلة التهوية، وعندما يخرجوننا الى ساحة الفورة يتم تقييد أيدينا وأرجلنا، ، إذلال وإهانة وكأننا عبيد، إضافة الى الطعام السيء جدا، وانتشار الرطوبة والحشرات وحرارة الصيف القاسية.

 

وعندما اكتب عن حالتي فإنني أكتب عن العشرات الذين عزلوا في مثل هذه الظروف، وبشكل مفتوح لا أخد يعرف متى ينتهي العزل، إما أن يموت في هذا الصمت، أو يصاب بمرض خطير، موضحا لكم أن هناك 10 أسرى عزلوا لأسباب صحية ونفسية يزداد وضعهم الصحي تدهورا.

 

لقد زادت الهجمة على الأسرى وسوء المعاملة بعد خطاب نتنياهو الأخير، إذ يتم تفتيش زنزانتي 3-4 مرات يوميا من قبل قوات نحشون، وهي ليست سوى استفزازات ، وتصعيد في الضغط وسياسة القهر النفسي.

 

وأتساءل دائما الى متى، لم يعد السجن يخيفنا، ولكم أن تعاقب بلا رحمة في سياسة العزل الانفرادي فهي جريمة تجري بهدوء وقسوة بحق المناضلين والقيادات الأسيرة، مما يتطلب أن يتحرك الجميع حكومة ومؤسسات أهلية وقانونية في حملة واسعة لإنهاء سياسة العزل الانفرادي وإعلانها جريمة حرب وذلك لإنقاذ أبناءكم وبناتكم المعزولين.

 

أن حكومة نتنياهو وجهاز الشاباك الإسرائيلي اتخذوا هذه القرارات ليست لأسباب أمنية كما يدعون، وليس للضغط لإطلاق سراح شاليط، وإنما لتحطيمنا وتدميرنا جسديا ونفسيا.

 

نحتاج الى من ينبش هذه القبور التي تسمى زنازين العزل، ونحتاج الى متابعة مكثفة من المحامين والمؤسسات القانونية والإنسانية.

 

هناك أسرى معزولين يقضون أكثر من 9 سنوات أصبحوا مرضى كالأسرى: أحمد المغربي ومعتز حجازي وحسن سلامة ومحمود عيسى وغيرهم.

 

الآن أصبح الوضع داخل السجون لا يطاق أمام سياسي استهداف خطيرة وعدوان شامل، مما يتطلب تحركا سياسيا وموقفا واضحا، فلا يجوز قتل الإنسان، جندي الحرية بهذه الطريقة البشعة، ليكن هناك موقفا من اللجنة التنفيذية وكافة التنظيمات، وليرفع صوت المعزولين أكثر حتى يتجاوز هذا الحصار المطبق ويرفع سكين الجلادين عن رقابنا وحياتنا.