خبر « إسرائيل » تحرم بدو الضفة من مياه الأمطار لترحيلهم

الساعة 12:13 م|29 يوليو 2011

"إسرائيل" تحرم بدو الضفة من مياه الأمطار لترحيلهم

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

يواجه البدو في الضفة الغربية خطراً كبيرا يتهدد مجتمعهم الزراعي مع سعي إسرائيل إلى تدمير صهاريج المياه المنتشرة خارج بيت لحم والتي يستخدمها الرعاة في فصل الصيف بعد تخزينها مياه الأمطار المجانية في فصل الشتاء.

صهاريج قديمة جداً، يقول بعض البدو أن إنشاءها يعود إلى مئات السنين، هي اليوم ورقة في يد السلطات الإسرائيلية التي تستخدمها لترحيلهم، وذلك مع تدميرها ثلاثة منها في الضفة منذ تشرين الثاني الماضي.

ويقول فلاح هيداوا (64 عاما) الذي يجلس على وسادة متواضعة في خيمة على إحدى التلال المطلة على البحر الميت "يفعلون ذلك لكي نرحل (...) لكننا لن نفعل ذلك".

ويؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والذي يراقب الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، أن إسرائيل قد دمرت "20 خزانا لمياه الأمطار في الضفة الغربية المحتلة في النصف الأول من هذا العام". ويأتي تدميرها كجزء من حملة الهدم للمنازل الفلسطينية في المنطقة "ج" التي تشكل 60 في المائة من الضفة الغربية ككل، حيث تمارس إسرائيل سيطرة كاملة.

ووفقا لاتفاقات السلام المؤقتة المبرمة بين إسرائيل والفلسطينيين في التسعينيات، فإن المنطقة "ج" هي التي تقع فيها جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة.

وأضاف مكتب الأمم المتحدة أن عدد الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم في المنطقة "ج" خلال النصف الأول من العام 2011 تخطى العدد ذاته خلال العامين 2009 و2010، وان معظمهم من البدو.

وبعد هدم إسرائيل 342 منزلا مملوكا من قبل فلسطينيين هذا العام، قام العديد من المتضررين بنصب خيم في مكان المنازل المهدمة من دون استصدار تراخيص إسرائيلية، وهو الأمر الذي يعتبر معظم الفلسطينيين أن الحصول عليه أمر مستحيل.

وفيما تؤكد الإدارة الإسرائيلية المدنية في الضفة أن تدمير الصهاريج يأتي لإزاحتها من مناطق للتدريب العسكري، تلفت منظمات المجتمع المدني إلى أن البدو المتضررين من هذه الإجراءات الإسرائيلية هم الأفقر بين الفلسطينيين ويصل عددهم إلى 27 إلف شخص.

وتأتي سياسة التدمير الإسرائيلية لخزانات مياه الأمطار في وقت تعاني الضفة من أزمة شح في المياه. ويقول رئيس سلطة المياه الفلسطينية شداد العتيلي "لدينا أزمة مياه أينما كان، وخصوصا في المنطقة ج". وأضاف: "افشل في تأمين المياه لهؤلاء البدو(...) ولنفترض أن لديّ مصدر آخر أؤمن به هذه الحاجة، فسيكون علي الحصول على موافقة لوضع أنابيب خاصة، وهذا ما ليس لدي الآن(...) لذا ليس أمام هؤلاء الناس سوى الصهاريج لتأمين حاجتهم من المياه".