خبر انه الظلم أيها الاحمق-هآرتس

الساعة 08:48 ص|28 يوليو 2011

انه الظلم أيها الاحمق-هآرتس

بقلم: آري شافيت

قال الشاب الذي لبس قميصا أخضر والذي وقف عن يميني في مظاهرة الثلاثين ألفا انه يساري لكنه صهيوني. فهو يصوت لميرتس. ولماذا أتى للتظاهر؟ لانهم جعلونا زواني. وجعلونا مومسات. وجعلونا عبيدا وإماء. ان العائلات الـ 18 التي تسيطر على الجهاز الاقتصادي تستغلنا وتخدعنا وتجعلنا حمقى. انها تمص دمنا في المصارف وشركات الهواتف المحمولة والمجامع التجارية الكبرى. وهي تغسل أدمغتنا في القناة الثانية. فليس لنا بسببها اجور طبيعية ولا حياة طبيعية ولا مال لشقة. وليس لنا جراها لا بيت ولا دولة. لهذا فالحل الوحيد هو الهجوم عليها. الهجوم على الابراج الفخمة لكبار الاثرياء، وتعليقهم في الابراج واقدامهم الى أعلى ورؤوسهم الى أسفل. لم يمثل هذا الشاب ذو القميص الاخضر روح مظاهرة الثلاثين الفا ولا روح احتجاج الخيام. لكن غضبه العنيف ذكر بتحذير عمير بيرتس قبل عشر سنين من اليوم الذي سينقض فيه الجماهير على دارات سبيون وهرتسيليا للتطوير. كان غضبه العنيف تعبيرا مفرطا عن الغضب غير العنيف الذي يسمع الان في كل البلاد. فلم يعد الحديث عن السكن فقط او عن الطب فقط. بل الحديث عن شعور قوي بلغ منتهاه. وعن أن الرأسمالية الاسرائيلية أنتنت وخيبت الآمال وعن أن الشعب يطلب حقا العدالة الاجتماعية.

لكن بيبي لا يسمع. وبيبي لا يفهم. فما زال أسير تصور رونالد ريغن وشيلدون ادلسون. ولذلك يجب أن يتحدث اليه بنفس اللغة الذي تحدث بها كلينتون قبل عشرين سنة. ليست مديرية اراضي اسرائيل ايها الاحمق، وليست البيروقراطية ايها الاحمق. انه الظلم. فقد اصبح الظلم غير انساني وغير محتمل. والظلم يصيب الناس بالجنوب. ولذلك يتحدث الشاب ذو القميص الاخضر كما تحدث، ولذلك يخرج الاف الى الشوارع في القيظ. ولهذا تنتشر شعبوية خطرة في البلاد كالنار في الهشيم. فاذا لم يصلح الجهاز الاسرائيلي نفسه اصلاحا عقلانيا فسيواجه ردا غير عقلاني. واذا لم تقترح عليهم صفقة اجتماعية فسيتمرد اسرائيليون كثيرون على القيادة وعلى النهج تمردا قبيحا. وقد تدفع اسرائيل الى دوار قاتل.

يجب أن تكون الصفقة الاسرائيلية في القرن الواحد والعشرين ذات ثلاثة أبعاد. ففي البعد الاول يجب ان يضع العقد الاجتماعي الجديد حدا للسوق. عليه أن يقول بحزم ان التربية والصحة والرفاهة ليست منتوجات تجارية بل حقوقا اساسية. وعليه أن يضمن الا تخصخص ولا تمتلك الاجهزة الرسمية التي يفترض أن تمنح كل اسرائيلي حياة كريمة. عليه أن ينشيء من جديد دولة الرفاهة الاسرائيلية.

وفي البعد الثاني، يجب على العقد الاجتماعي الجديد أن يلزم السوق ان تكون سوقا فلا تكون بعد الان سلطة الاحتكارات على اختلاف اشكالها. ولا اتحادات تركيزية مصلحة وانتهازية. فاذا كان الحديث عن انجاز اقتصادي فليكن انجازا اقتصاديا حتى النهاية. واذا اردنا سوقا حرة فلتكن سوقا حرة حقا. ليخضع اصحاب الثروات للمبدأ الذي يقدسه أصحاب الثروات وهو المنافسة، المنافسة، المنافسة.

وفي البعد الثالث، يجب على العقد الاجتماعي الجديد أن يواجه من الفور أزمة السكن. ولما كانت سوق السكن قد فشلت فشلا ذريعا فعلى الدولة أن تتدخل في السوق وان تضمن بناء ربع مليون شقة جديدة. لكنه يجب على الحكومة الى أن يستكمل مشروع البناء الوطني ان تعمل على نحو شاذ خلاق يلائم وضع الطوارىء. عليها أن تفرض ضرائب على أصحاب مئات الاف الشقق – للاستثمار في اسرائيل لتشجيعهم على بيعها او ايجارها باسعار منخفضة. فبعد أن احسنت اسرائيل كثيرا الى حيتان العقارات حان وقت ان يحسن حيتان العقارات الى اسرائيل. يجب على اصحاب البيوت ان ينزلوا عن جزء من ارباحهم من أجل من لا بيوت لهم.

ان ما تحتاجه اسرائيل على نحو عاجل هو تأليف سليم بين الاشتراكية والليبرالية. لا ليبرالية جديد ولا اشتراكية حمراء ولا كريبتو – رأسمالية. اذا لم يفهم بيبي هذا سريعا فسيبدل سريعا. ولن تكون وسائل الاعلام هذه المرة ايها الاحمق. بل الشعب. والشعب يقول بصوت جهير ان مكان الالفية العليا ليس فوق حمالة الجرحى الاسرائيلية بل تحتها. الشعب يطلب عدالة اجتماعية.