خبر عندما تتحول الفرحة لمأساة..ظاهرة إطلاق النار في المناسبات إلى متى؟

الساعة 05:24 م|25 يوليو 2011

عندما تتحول الفرحة لمأساة..ظاهرة إطلاق النار في المناسبات إلى متى؟

فلسطين اليوم- غزة

تحوّلت الفرحة العارمة بتفوّق فتاة فلسطينية من قطاع غزة وحصولها على المرتبة الخامسة على مستوى القطاع في الثانوية العامة، إلى فاجعة بعدما لقت الفتاة حتفها على يد شقيقها الذي أطلق رصاصة واحدة ابتهاجاً بتفوقها، لكن تلك الرصاصة أصابتها في رقبتها وأدت إلى مقتلها على الفور.

وتسبّب الحادث الذي وقع صباح اليوم الأحد, بحالة من الحزن والاستياء على حد سواء في غزة، وسط اتهامات للأجهزة الأمنية بالتقصير في محاسبة مُطلقي النار في المناسبات الاجتماعية، حتى أصبح ذلك ظاهرة خطيرة يعاني منها المجتمع الفلسطيني وبشكل خاص في غزة.

رصاصة واحدةوقال سليم المصدّر، وهو ابن عم الفتاة فاطمة أحمد حسن المصدّر البالغة من العمر (17 عاماً) لـ"العربية.نت" إن الضحية قُتلت برصاصة أطلقها شقيقها الذي يصغرها بعام واحد، أثناء احتفاله بتفوّقها، إذ اخترقت الرصاصة الوحيدة التي أطلقها رقبتها وأدت لوفاتها على الفور، لتنقلب الأفراح الصاخبة إلى مأساة.

وأوضح المصدّر، أن أجواء الفرحة بنجاح فاطمة وحصولها على المركز الخامس على مستوى غزة في الثانوية العامة بمعدل 95.2%، دفعت شقيقها الأصغر لحمل قطعة السلاح، ومن ثم إطلاق رصاصة في الهواء رغم محاولات المقربين منه منعه من ذلك، إلا أنه أطلق الرصاصة بالفعل لتصيب شقيقته التي كانت إلى جانبه وعلى مسافة مرتفعة.

وأكد المصدّر بينما كان يذرف الدموع خلال مواراة جثمان فاطمة الثرى، إن شقيقها الذي أطلق الرصاصة يعيش حالة نفسية سيئة جداً، ولا يقوى على الكلام، رغم محاولات البعض تهدئته، مبدياً قلقه عليه في ظل تأنيب الضمير الذي سيظل يلاحقه طوال حياته.

وسرد أقرباء الضحية بعضاً من تفاصيل حياتها لـ"العربية.نت" مؤكدين أنها أكبر أشقائها، وتتميز بالأدب الجم والأخلاق العالية، وقالوا إنها كانت متفوقة في دراستها منذ الطفولة، وتوقعت أن تحتل مراكز متقدمة في الثانوية العامة، وتطمح لمواصلة تعليمها الجامعي، إلا أن القدر كان يُخبئ لها ما لم تتوقعه على الإطلاق.

ظاهرة متجذّرةحادث مقتل الفتاة فاطمة المصدر، فتح الباب على مصراعيه على ظاهرة إطلاق النار بكثافة في الأفراح والمناسبات الاجتماعية في غزة، إذ لا تكاد تخلو مناسبة سعيدة من إطلاق الرصاص، رغم انحصار الظاهرة نسبياً خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أنه وخلال هذا اليوم بالذات لم يتوقف إطلاق الرصاص منذ الصباح وحتى بعد إعلان نبأ مقتل فاطمة.

وبحسب مصادر طبية فإن العديد من الطلاب والمواطنين العاديين أصيبوا اليوم جراء إطلاق الرصاص، أو الألعاب النارية، كما وقعت العديد من حوادث السيارات جراء الاحتفالات أيضاً، والازدحامات المرورية أمام المدارس والمفترقات الرئيسية التي شهدت حركة غير مسبوقة بسبب إعلان نتائج الثانوية العامة.

وفيما تُوجّه أصابع الاتهام بدرجة أساسية للشرطة التابعة للحكومة بغزة، كونها فشلت في القضاء على هذه الظاهرة، فإن المتحدث الرسمي باسم الشرطة أيمن البطنيجي سارع للدفاع، مؤكداً لـ"العربية.نت" إن المشكلة مركبة ولا يمكن للشرطة وحدها القضاء عليها.

وقال البطنيجي، إن الشرطة كانت طوال الوقت حازمة جداً في تعاملها مع مُطلقي الرصاص في المناسبات الاجتماعية والحفلات، ولم تتردد في اعتقال أي شخص يقوم بذلك، لكن الشرطة وحدها تعجز عن القضاء على ظاهرة اجتماعية متجذّرة في ظل قوانين محلية لا تخولها التصرف بالطريقة التي تريد.

واعترف المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية في سياق حديثه لـ"العربية.نت" بأن العديد ممّن يتجرأون على إطلاق الرصاص في الحفلات هم من أبناء الفصائل والأذرع العسكرية التابعة لها، مطالباً تلك الفصائل بمحاسبة أبنائها أولاً ومعاقبة كل من يقوم بهذا الفعل، وشدد على أن الشرطة لن تتوانى في معاقبة كل من يخترق القانون حتى لو كان "مسنوداً" من أي فصيل مهما بلغت قوته ومكانته.