خبر امتحان صوت الشعب -هآرتس

الساعة 09:20 ص|24 يوليو 2011

امتحان صوت الشعب -هآرتس 

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: اذا نجح هذا الكفاح الغامض لمستأجري الشقق في شنكن، مثلما سبق أن نجح كفاح الكوتج، فسيرى المزيد من الاسرائيليين بأن هناك معنى، هناك احتمال وهناك منفعة. اذا، ربما يخرجون الى الكفاح على شؤون مقررة للمصائر أكثر بكثير - المصدر).

من السهل جدا انتقاد احتجاج الخيم. فلا يوجد فيه عدد من الشروط الاساسية لاحتجاج شعبي عميق وجدي وفعال. وليس فيه قدر كاف من الغضب والتضامن، وفيه قدر زائد من مظاهر التلذذ والموضة. والناهضون به ليسوا مضطهدي الشعب، وهو يغض عينيه عن ناس أضعف. ويحذر كل شيء مختلف فيه، وأهدافه غامضة وقد تكون مدة بقائه قصيرة.

مع ذلك يجب ان نتطلع في ترقب الى ما يجري في الخيم فربما تخرج منها نظرية قائدة. وربما ينجم من مخيم "المتنزه هذه" الشيء القادم في السياسة الاسرائيلية. كي تصبح هذه الخيم خيمة نظرية قائدة، يجب ان يحدث شيء واحد فقط هو أن يدرك ساكنوها، ومعهم اسرائيليون كثر آخرون آخر الامر انهم يملكون قوة كبيرة. فبعد أجيال من اسرائيليين غير مبالين وطائعين سلموا مصيرهم بعمى الى حفنة من الساسة، فريق منهم متهكم بلا مسؤولية؛ وبعد عشرات السنين قيد فيها الاسرائيليون الى البناء والهدم، والى الحرب والسلام، والى النمو والتضاؤل، سنين كان فيها أكثرهم على ثقة من أنه ليست لهم أية قوة على احداث تغيير، ربما يعلمهم شباب روتشيلد خاصة، المدللون شيئا ما انهم كانوا مخطئين. قد تصبح هذه الجادة العمود الفقري الحقيقي للشعب.

بعد عشرات السنين التي كانت فيها مجموعتان نشيطتان فقط في المجتمع الاسرائيلي هما المستوطنون والحريديون، وهما مجموعتا أقلية عظيمتا القوة والتأثير، وهما الوحيدتان اللتان ناضلتا عن شؤونهما، ربما يقتنع اسرائيليو منتصف الطريق الان بانه لا يحل لهم الاستمرار على التدثر بعدم اكتراثهم وشكواهم وعدم فعلهم. وربما يدركون انه لم يعد يحل لهم أن يسلموا الساحة لحفنة الساسة ولمجموعتي القوة الوحيدتين في المجتمع.

انظروا من الذي يقف على رأس الساخرين والمتندرين بالجادة. انهم متحدثو اليمين والمستوطنون. فقد حرك شخص ما جبنهم، واكل شخص ما طعامهم وشرب شرابهم ويهدد شخص ما بان يسيطر فجأة على الساحة العامة التي كانت من نصيبهم وحدهم حتى الان. وانظروا أيضا كيف ينضغط رئيس الحكومة ووزراؤه من هذه النزهة الجماعية. مركز القوة سينتقل من أيديهم الى أياد اخرى، مسؤولة ومكترثة أكثر بكثير منهم. هذا بالضبط السبب لماذا جيد جدا أن روتشيلد طردت مكللة بالعار النائب ميري ريغف وأمثالها منها. الامر الاخير الذي يحتاجه هذا الاحتجاج هو أن يعيد بكلتي يديه القوة، التي أُعطيت له حاليا لرمشة عين فقط، الى المتهكمين والمتزلفين.

الغايات ليست هامة الآن – كوتج للأكل، أو كوتج للايجار. الوسائل بالذات هي التي تبرر الآن الغاية. وليس العكس. السؤال الحاسم الماثل الآن أمام الخيام هو هل سينجح نزلاؤها الشباب في خط لغة سياسية جديدة لاسرائيل، لغة المجتمع المدني الذي يقول كلمته ومستعد لأن يكافح في سبيلها. ينبغي الآن أن نشجعهم، أن نصلي من الصباح حتى المساء ألا تسقط روحهم وألا تُحل خيمتهم. الموضوع المعلن الذي يكافحون في سبيله صغير وهامشي أكثر بكثير من الموضوع الحقيقي: لعلها سقطت في أيديهم الفرصة، التي ليس هناك مصيرية أكثر منها، ليثبتوا بأنه يمكن خلاف ذلك ايضا.

النجاح سيجر نجاحا، والفشل سيجلب فشلا. اذا نجح هذا الكفاح الغامض لمستأجري الشقق في شنكن، مثلما سبق أن نجح كفاح الكوتج، فسيرى المزيد من الاسرائيليين بأن هناك معنى، هناك احتمال وهناك منفعة. اذا، ربما يخرجون الى الكفاح على شؤون مقررة للمصائر أكثر بكثير. اذا رأوا أن في أيديهم قوة كبيرة، قوة لانزال سعر شقة الغرفة، 30 متر، لعلهم يفهمون بأن في أيديهم ايضا القدرة على تغيير طابع الدولة، نحو 22 ألف كم، لا يتضمن هذا مناطق الاحتلال. اذا كان الكفاح ضد طغيان أصحاب البيوت والمالية الذي أخرجهم الى الشوارع سينجح، لعله يغريهم الكفاح ايضا ضد طغيانات اخرى، أشد وأقسى.

هذا هو الاختبار الكبير لصوت الشعب. في جادة روتشيلد في تل ابيب وفي باقي خيام البلاد يعقد الآن مشروع تجريبي سياسي، من الصعب الاستخفاف بأهميته. مهمة الاسرائيليين أن يبثوا فيه الروح – روح العطف، التحفيز والحماسة. عدم الاكتراث والتهكم يجب أن يبقيا الآن في البيت، والخروج للانضمام الى الخيام.