خبر مغضبة لكن لا يمكن من غيرها..يديعوت

الساعة 08:42 ص|18 يوليو 2011

بقلم: يوعز هندل

ليست منظمات حقوق الانسان منظمات ارهاب ولا يهم مبلغ كون مشاركتها السياسية مغضبة. ان المنظمات اليسارية ليست ترف ليبراليين موجودين لكنها واجب وجودي في دولة ديمقراطية كدولتنا. فنحن محتاجون الى أن يرفعوا على الدوام وفي تصميم راية حقوق الانسان وإن يكن في الطريق الى الهدف يقدس كل وسيلة. ونحن محتاجون الى من يقيمون أمامنا مرآة مع معضلات اخلاقية تغضبنا وتقلقنا وتذكرنا جميعا بان الواقع معقد.

انها مغضبة ومعوجة وهي احيانا متلونة أو عمياء بل انها في حالات ما مضرة في رأيي. ومع كل ذلك فانها ضرورة.

ان من يؤمن خاصة بوجوب انشاء قواعد لعب واضحة، وبأنه من الواجب انشاء شفافية بشأن مصادر التمويل، وبأن من الواجب تحديد ما هو المحظور في دولة ديمقراطية – لا يستطيع أن يقبل تصريحات كتصريحات ليبرمان. ان الجدل في الحدود اكثر جدية من ان نتحرك كرقاص متذبذب بين اولئك الذين يرون كل قانون هو نهاية الديمقراطية واولئك الذين يرون منظمات حقوق الانسان نشطاء ارهاب.

أريد ان توجد تحت رقابة، مثل كل منظمة تعمل على الطرف في دولة اسرائيل – لكنني أريد ذلك لانها حيوية لا لانها محظورة.

لا يجوز ان ننكر انه توجد مشكلات. ان ليبرمان على حق في ان منظمات حقوق الانسان تصرف جزءا كبيرا من وقتها الى معابة اسرائيل والمس بشرعيتها بدل ان تعالج حقوق الانسان. ان "عدالة"، التي هدفها ان تساعد حقوق الاقلية العربية في اسرائيل تخصص وقتا للاضرار بالاكثرية اليهودية. و"نكسر الصمت"، التي انشئت عن رغبة لتحسين اخلاق جنود الجيش الاسرائيلي، تناولت منذ اللحظة الاولى تنمية نزع الشرعية عن اسرائيل في جامعات فخمة في الخارج. وكذلك فان "اطباء من اجل حقوق الانسان" يشغلون انفسهم باحتجاج سياسي لا بالطب و"حاخامون من اجل السلام" يشغلون انفسهم بمشاجرة كل من لا يفكر مثلهم ومثلهم بطبيعة الامر ناس الطرف العاملون من اجل السلام ممن يصنعون حربا وينشئون في الاساس كراهية شديدة بين جميع المشاركين، من اجل الاهتمام بحقوق الفلسطينيين.

توجد مشكلات كما ذكر ليبرمان، لكن هذا هو معنى الديمقراطية.

قد كتبت في الماضي ان الخلل الرئيس في دولة اسرائيل هو ان حقوق الانسان اصبحت فيها محتكرة من اليسار المتطرف. فلو ان اليمين كان مدركا ادراكا كافيا تطوير بديل جدي للفحص عن اخلاقياتنا القتالية عن رغبة لمساعدة الجيش الاسرائيلي والفحص عن النظرة الى الفلسطينيين - لا لأنهم في العالم ينتقدوننا في نفاق بل لأن هذه اخلاقنا الداخلية – لأمكن ان نميز سياسة السلام الجوفاء من الحاجة الى حقوق الاقليات ولما كان يحتاج الى منظمات اليسار المتطرف. بيد أنه مع عدم وجود منظمات كهذه من اليمين والمركز بقيت المنظمات المغضبة فقط. هذا هو الموجود (حتى الآن)، ولا يوجد غيره.

لا يمكن الامساك بالعصا من طرفيها بأن يقال من جهة انه توجد حاجة الى ترتيب قانوني والى الفحص عن مصادر التمويل وتقييد النشاط المضر باسرائيل، وسن قوانين لبيان الحدود لمنظمات حقوق الانسان (وبحق) – وأن يقال في نفس الوقت ان ما يوجد فيها ليس شرعيا وانه منظمة ارهابية.

ان الخطاب الذي نشأ هنا في الاسابيع الاخيرة يقرب الهوامش الخطرة من الطرفين الى المركز وهو يحمل كارثة. ان من يؤيد الرقابة والقوانين التي تقيد نشاطا يتعدى حدوده موجها على اسرائيل ليس فاشيا، ومن ينتقد اسرائيل بشدة بل يسيء سمعة البلاد ليس ارهابيا.

إنزلوا عن شجرة الخطابة لاننا اذا سقطنا سيكون السبب ذلك.