خبر الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟ لا شكرا- إسرائيل اليوم

الساعة 08:14 ص|17 يوليو 2011

الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟ لا شكرا- إسرائيل اليوم

بقلم: د. عمانوئيل نافون

محاضر في العلاقات الدولية في جامعة تل ابيب

يُبين استطلاع جديد للرأي عن قسم السياسة والادارة في جامعة بن غوريون ان 81 في المائة من الاسرائيليين يؤيدون انضمام اسرائيل الى الاتحاد الاوروبي. إن الاسرائيليين يميلون الى اعتقاد أننا لو انتمينا الى الاتحاد فقط فان وضعنا سيكون ممتازا. لكن الحماسة تسبق أوانها. فالعضوية الكاملة في الاتحاد تأتي معها ايضا بنقائص كثيرة.

ليست اسرائيل في الحقيقة عضوا في الاتحاد الاوروبي على نحو رسمي، لكن الاتفاقات المختلفة التي وقعت عليها مع الاتحاد تمنحها جميع مزايا دولة عضو تقريبا من غير ان تدفع الثمن الذي لا حاجة اليه (بل المضر) الذي يصاحب العضوية الكاملة. إن دولا اوروبية منها النرويج وسويسرا وآيسلندة ولختنشتاين ليست عضوات في الاتحاد الاوروبي لانها تعتقد ان العضوية الرسمية لن تُحسن وضعها (فالنرويج مثلا لا تريد ان تدعم ايرادات نفطها الزراعة الفرنسية أو شركة "إير باص").

قدمت آيسلندة ترشحا للاتحاد في تموز 2009 لكن كي تنقذ نفسها من انهيار اقتصادي فقط. وعند اسرائيل ايضا اسباب جيدة كي لا تصبح عضوا كاملة في الاتحاد – ابتداءا من حقيقة أنها ليست دولة اوروبية.

اسرائيل مثل الدول الاوروبية غير العضوات في الاتحاد الاوروبي تتمتع بعلاقات اقتصادية مفضلة مع الاتحاد. في 1996 أصبحت اسرائيل أول دولة غير اوروبية ضُمت الى برنامج البحث والتطوير في الاتحاد بالرغم انه كان لاوروبا في تلك الفترة انتقاد شديد تجاه اسرائيل بسبب مواقفها من مفاوضة السلطة الفلسطينية. وفي 2004 انضمت اسرائيل الى البرنامج العلمي "جليليو" للاتحاد الاوروبي. وان نحوا من 30 في المائة من التصدير الاسرائيلي موجه الى الاتحاد الاوروبي، ونحوا من 40 في المائة من الاستيراد الاسرائيلي يأتي من الاتحاد الاوروبي.

اسرائيل جزء لا ينفصل، من جهة اقتصادية وبحثية، عن الاتحاد الاوروبي، أما الانضمام الرسمي في المقابل فسيجبي منها ثمنا سياسيا زائدا بل مضرا.

منذ كان قرار حكم يمثل سابقة عن المحكمة الاوروبية في سنة 1964، كان القانون الاوروبي يغلب القوانين الوطنية للدول الاعضاء. على حسب هذا المبدأ توجد قوانين اسرائيلية كثيرة قد تلغى ولا سيما قوانين تتعلق بالصبغة اليهودية لدولة اسرائيل. إن قانون العودة وقانون المواطنة مثلا قد يلغيان بسبب الأفضلية المعطاة على أساس الانتماء العرقي والديني. وكذلك قد يُلغى الذبح الحلال كالمعتاد في اسرائيل في هذه الحال.

ولن نتحدث عن التأثيرات الاقتصادية لانه اذا انضمت اسرائيل الى الاتحاد فسيُطلب منها ايضا ان تتخلى عن اتفاقاتها التجارية الدولية ومنها اتفاقاتها مع الولايات المتحدة.

        ليس انضمام اسرائيل الى الاتحاد الاوروبي عمليا أصلا. فالاتحاد غير معني بضم دول جديدة، والمانيا تعبت من انقاذ الاقتصادات المتخلفة للضواحي الاوروبية. لكن يجدر ان يعرف الجمهور في اسرائيل أننا نتمتع اليوم بجميع العوالم في العلاقات مع اوروبا وان الانضمام الرسمي الى الاتحاد سيجبي منا فقط ثمنا سياسيا زائدا مضرا.