خبر دولة شعب الاسرائيليين- يديعوت

الساعة 07:55 ص|14 يوليو 2011

دولة شعب الاسرائيليين- يديعوت

بقلم: أ.ب يهوشع

تقوم عقبات كثيرة دون تجديد التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين، وهي بمنزلة مقدمة بسيطة للعقبات التي سيكشف عنها التفاوض نفسه. احدى العقبات هي طلب اسرائيل مسبقا اعترافا فلسطينيا بأن اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، يرفضه الفلسطينيون. هلّم نفحص عما يقوم وراء هذا الطلب.

        اذا كان هو رفض اسرائيل المطلق أن تقبل داخلها لاجئي 1948 فلماذا دوار الرأس. فعلى هذا الشأن اجماع شامل لأكثر من 95 في المائة من مواطني اسرائيل اليهود ممن يطلبون أن يقدر اللاجئون على العودة الى الدولة الفلسطينية فقط. فمن الواضح أن عودة لاجيء أو اعادة تأهيله يمكن أن تتما فقط في وطن له معه هوية مشتركة لا في "بيته" الذي لم يعد موجودا وهو موجود الآن في دولة اجنبية عنه.

        يستطيع اللاجئون اعادة تأهيل أنفسهم في الدولة الفلسطينية على مبعدة 10 – 15 كم عن بيتهم الذي خرب وارضهم التي أُخذت في حرب 1948. من اجل ترميم بيتهم الأصلي واعادته، واعادة ارضهم اليهم، يجب اقتلاع عشرات بل مئات الآلاف من الاسرائيليين من اماكنهم وجعلهم مقتلعين.

        اذا كان هذا كما قلنا آنفا ما يستتر وراء طلب اسرائيل الجديد غير الواضح الذي لم يُثر قط باعتباره شرطا – لا في اتفاق السلام مع مصر ولا في اتفاق السلام مع الاردن، فلماذا لا يصاغ الامر بصراحة؟ سيتفهم العالم كله موقف اسرائيل – وفيه الفلسطينيون الذين يعلمون في داخل أنفسهم أن طلبهم حق العودة لن يُقبل أبدا وهم يطلبونه باعتباره ورقة مساومة أو في محاولة لافشال التفاوض.

        اذا كانت اسرائيل تقصد شيئا ما أوسع وأعمق بطلب الاعتراف بها بأنها دولة الشعب اليهودي، فان الفلسطينيين يطلبون أن يعلموا – وبحق – ما هو معنى الطلب. لأنه اذا كانت اسرائيل تطلب اليهم بهذا الاعتراف أن يمنحوها إذنا اخلاقيا وسياسيا بمضاءلة اخرى لحقوق العرب مواطني الدولة، فمن المؤكد انهم يرفضون ذلك وبحق خالص.

        واذا كانت اسرائيل تطلب الى الفلسطينيين الاعتراف بحقيقة أن كل يهودي في العالم ينتمي عن طريق قوميته لدولة اسرائيل (وهو أمر لا يقبله حتى يهود كثيرون)، فسيزعم الفلسطينيون – وبحق مرة اخرى – أنهم يطلبون تلقي تعريف متفق عليه لمن هو اليهودي. وسيرفضون الى ذلك قبول وساطة من مبعوث امريكي مثل دنيس روس أو وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، وكثيرين آخرين، لأنهم اذا كانوا ينتمون الى الشعب اليهودي، واسرائيل في الحقيقة هي دولتهم الحقيقية، فلا يخطر بالبال أن يكونوا وسطاء نزيهين. بالمناسبة كيف كانت ترد اسرائيل على طلب الاعتراف بفلسطين المستقبلية بأنها دولة الشعب العربي أو دولة الأمة المسلمة؟.

        باختصار يوجد هنا مثال عجيب علق في مرحلة ما في الدماغ السياسي الاسرائيلي، إما مثل عقبة داهية ستُفشل التفاوض وإما مثل طموح يهودي عميق الى انهاء الصراعات بصورة لاهوتية مطلقة، يمكن أن تُهييء لمقدم المسيح المنتظر. أي لا مجرد انهاء لصراع عمره 120 سنة كما تُنهي الشعوب الصراعات، بل شيء ما أعمق وأشمل كثيرا. لا يُطلب الى الفلسطينيين الاعتراف فقط بالصهيونية باعتبارها مثالا بل بخبايا التاريخ اليهودي كله.

        اذا كان الامر كذلك فعندي اقتراح بديل ربما يقبله الفلسطينيون: حينما يرون المتطرفين الأشد قومية بيننا – وهم متدينون في كثرتهم الغالبة – يقفزون بحماسة قرب بيوتهم ويصرخون وينشدون لا يسمعونهم يقولون إن ارض اسرائيل تعود للشعب اليهودي، بل ارض اسرائيل تعود لشعب اسرائيل. إن التعبير الديني الأصلي الذي ينطقون به وبحق ليس هو الشعب اليهودي أو الأمة اليهودية بل شعب اسرائيل.

        لهذا بدل أن يُطلب الى الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل بأنها دولة الشعب اليهودي، بمثابة شرط مسبق، يجب اذا كنا مضطرين حقا أن نقبل منهم اعترافا باسرائيل بأنها دولة شعب اسرائيل أو شعب الاسرائيليين. كما نعترف بالدولة الفلسطينية أنها دولة الشعب الفلسطيني.

هذا هو التناسب المناسب. فهو صحيح من جهة مفاهيمنا التاريخية والدينية، ويُخيل إلي أنه لن يوجد سبب عند الفلسطينيين لرفض هذه الصياغة التي ستخلصنا من لغم آخر في الطريق الى التفاوض.