خبر انتصارات اخرى كهذه _ يديعوت

الساعة 07:22 ص|13 يوليو 2011

انتصارات اخرى كهذه _ يديعوت

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

حصد بنيامين نتنياهو في الآونة الأخيرة سلسلة من الانجازات السياسية. فكروا مثلا في رحلته الاخيرة الى الولايات المتحدة. كانت للكلمات التي قالها رئيس الحكومة أهمية محدودة. وكان الذي نجح في احرازه اظهارا للقوة. لم يكن اذلال الرئيس اوباما نتيجة مصاحبة له بل كان هدفه الرئيس.

بينت زيارة نتنياهو من  غير صلة بمضمون تصريحاته أن كل محاولة بفرض اجراءات سياسية على اسرائيل ستلاقي صعابا لا تتجاوز تقريبا. لو كان ثم رئيس أقوى من هذا الحالي لرد بصرامة على وقاحة كهذه في ساحة منزله، غير أن اوباما ليس رئيسا قويا، لا لان شخصيته أثارت حركة معارضة سياسية وشعبية واسعة فقط.

الحديث عن أكثر من ضعف اوباما السياسي في مواجهة حركة مضادة من المحافظة العقائدية (وليس اوباما مجرد مستمتع بهذه المحافظة بل هو واحد من عقائدييها). اوباما رئيس متردد، قدرته الخطابية قوية مدهشة لكن ترجمتها الى لغة الفعل مبِلبلة ومبَلبلة. 

ان تردد الرئيس في سلسلة طويلة من الشؤون – من قانون الصحة الى علاج البارونات السطاة على الاقتصاد الامريكي مرورا بسياسة بوش في شأن غوانتمانو وما يشبهه، والتدخل في ليبيا وحتى المبادرة السياسية (او في الحقيقة عدم المبادرة السياسية) في الشرق  الاوسط – جعله زعيما لا  يهابه الجهاز السياسي في بلده. وقد عرف نتنياهو كيف يستغل هذا الضعف لمصلحته.

كذلك تشهد طريقة نتنياهو في علاج الازمة مع تركيا الذي استغل بواسطته علاقات مركبة مهمة في اليونان، بل حتى الاجراء الفلسطيني في الاعلان الاحادي بدولة في ايلول، على قدرة على استغلال الفرص.

في الساحة السياسية العملية، التي يلحظ فيها خيبة أمل من الآمال الكبيرة والضيق بـ "ربيع الشعوب" في الشرق الاوسط، يوجد ميل الى معاودة العمل مع شريك قد لا يكون كأس الشاي لزعماء الغرب لكنه يمثل على الاقل دولة مستقرة سياسيا واقتصاديا يمكن التوصل الى تفاهمات معها – فيما لا يتعلق بالمستوطنات على الاقل.

في موازاة نجاحات نتنياهو في الساحة الدولية يجري اضعافا أخذ يزداد عمقا للعقد الاجتماعي – السياسي لاسرائيل. ان قانون القطيعة هو الاخير فقط من سلسلة خطوات تضعف جدا صبغة الدولة الديمقراطية. انهم يدفعون ضريبة سياسية باهظة الى قوى تعادي الديمقراطية تستعمل الشعور الوطني كفأس لتضعضع به المسار الدستوري الذي أشرف عليه (بعدم حذر كما ينبغي أن نعترف) رئيس المحكمة العليا السابق، البروفيسور اهرون باراك.

مشكلة كل هذه النجاحات انها تعبر عن صورة تفكير ترقع الواقع قد ندفع عنها في المستقبل ثمنا باهظا في الامد البعيد. فاذلال رئيس الولايات المتحدة مثلا اجراء له ثمرات ثورية وكلفته السياسية باهظة. ربما تكون معارضة اوباما سعيدة بالمس بالرئيس لكن لا يوجد رئيس أمريكي – ولا حتى جمهوري – يحب حليفا (او دولة مرعية) يسمح لنفسه بان يسلك سلوك رب البيت.

ان الرقع التي ينجح نتنياهو بواسطتها في ترقيع ثقوب تصوره العام – عدم قدرته على المبادرة والمفاجأة – لا يمكن ان تكون بديلا ملائما من رؤية شاملة للوضع الجغرافي السياسي الموجودة فيه اسرائيل. لن تغير اية مساعدة يونانية على وقف قافلة البحرية حقيقة أن اسرائيل هي آخر نظام احتلال في العالم الغربي. واسوأ من هذا أنها محتل يحاول أن يبتلع منطقة ليست له القدرة السكانية على ابتلاعها.

الى أين يقودنا نتنياهو باجراءات صده؟ الحلول عنده فقط. أليس تغيير الاتجاه أفضل من استعمال الكابح اليدوي في المنزلق الدحض؟ لا في رأي رئيس الحكومة.

لـ "انجازات" رئيس الحكومة نفس الصبغة المريبة في المجال الداخلي. فالمس بالديمقراطية لا يفضي الى غربة الوسط العربي فقط (وجزء جليل من هوس سن القوانين الاخير موجه عليه) بل الى غربة أجزاء مهمة اخرى من المجتمع. عندما تشغل نفسك بالترقيع من جهة والفري من الجهة الاخرى تكون النتيجة اضعافا شديدا بالنسيج السياسي الاجتماعي. توجد انتصارات تفضي الى الضياع.